الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الدعم المصري حاضر بقوة في ذكرى ثورة التحرير الجزائرية

الجزائر
الجزائر

يحضر الدعم الذي قدمته مصر في عهد الرئيس جمال عبد الناصر لتأييد ثورة التحرير الجزائرية من الاستعمار الفرنسي، بقوة خلال احتفالات الشعب الجزائري بالذكرى الـ76 لاندلاع ثورتهم المجيدة في الأول من نوفمبر.

كان للتأييد المصري أهمية بارزة وتأثير إيجابي على مسار الثورة الجزائرية يَعترف به كل من درس بعمق تاريخ الثورة الجزائرية وقلب في صفحاتها الزاخرة.

ولم يكن الدعم المصري للثورة الجزائرية سياسيا فحسب بل امتد إلى الدعم العسكري والفني وأيضا الشعبي، حيث تبنت مصر خلال الخمسينات والستينات من القرن الماضي قضية الجزائر ودعمتها؛ وهو ما أكده وزير خارجية فرنسا آنذاك كريستيان بينو بأن "التمرد في الجزائر لا تحركه سوى المساعدات المصرية، فإذا توقفت هذه المساعدات فإن الأمور كلها سوف تهدأ"، وهو ما ترتب عليه اشتراك فرنسا في العدوان الثلاثي على مصر. وأصدرت جبهة التحرير الوطني الجزائري بيانا قالت فيه نصا :" لا ينسى أي جزائري أن مصر الشقيقة تعرّضت لعدوان شنيع كانت فيه ضحية تأييدها للشعب الجزائري المناضل. ولا ينسى أي جزائري أن انتصار الشعب المصري في معركة بورسعيد التاريخية ليس إلا انتصار لواجهة من واجهات القتال العديدة التي تجري في الجزائر منذ ثمانية وثلاثين شهرًا، وأن الشعب الجزائري المنهمك في معركته التحريرية الكبرى ليبعث إلى الشعب المصري الشقيق وبطله الخالد جمال عبد الناصر بأصدق عواطف الأخوة والتضامن، وعاشت العروبة حرة خالدة، وعاش العرب تحت راية الاستقلال والعزة والمجد".

وقال أحد قادة ثورة التحرير الجزائرية العقيد سي الحواس:"لو عندنا طائرات لطرنا.. لو عندنا عصافير لطرنا.. لو عندنا بواخر لذهبنا.. إذا انتصرت مصر انتصرت الثورة الجزائرية.. وإذا انهزمت مصر انهزمت الثورة الجزائرية".

كانت القاهرة مقرا للحكومة المؤقتة التي تأسست في 19 سبتمبر 1958 ، وكانت أهم مجالات التنسيق الدبلوماسي الجزائري تتم عن طريق مصر وانطلقت من القاهرة معظم النشاطات السياسية والدبلوماسية لجبهة التحرير الوطني والحكومة الجزائرية المؤقتة. وفيما يتعلق بالدعم العسكري، كانت أول صفقة سلاح من أوروبا الشرقية بتمويل مصري، كما قدمت مصر الدعم المالي للثورة الجزائري ولعبت دوراً أساسياً في دفع أعضاء جامعة الدول العربية لتخصيص 12 مليار فرنك فرنسي قديم للثورة الجزائرية، وبقرار من الرئيس عبد الناصر نفسه خصصت مصر المداخيل الأولى من تأميم قناة السويس للكفاح الجزائري وذلك بمناسبة تأسيس الحكومة الجزائرية المؤقتة.

وبجانب تقديم الدعم العسكري والسياسي، كان هناك دعم ثقافي وفني؛ فالنشيد الوطني الجزائري من تلحين الموسيقار المصري محمد فوزي، كما قام عبد الحليم حافظ بأداء أغنية بعنوان «الجزائر» تتحدث عن الثورة الجزائرية، وقام المخرج المصري يوسف شاهين بإخراج فيلم "جميلة" الذي يتحدث عن المناضلة الجزائرية جميلة بوحيرد وعن الثورة الجزائرية. هكذا انتصرت مصر لثورة الأحرار في الجزائر، ووقفت قيادة وشعبًا بجانب الجزائريين في ثورتهم وحربهم مع الاستعمار الفرنسي، ومن ورائها الغرب كله حتى نالوا استقلالهم عام 1962م.

تم نسخ الرابط