الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

دعمت مصر حقوق الشعب الليبى فى تقرير مصيره. واستعادة الدولة الوطنية أساس لاستعادة الليبيين بلادهم. دفعت مصر فى أكثر من اتجاه، نحو استعادة دولة كانت تتناثر بين أغراض داخلية ومحاولات ابتزاز خارجية.

مازال الدفع المصري مستمرًا.. وقائمًا. رسمت مصر خطوطاً حمراء على الخريطة الليبية وقت اللزوم. ليس فقط انطلاقاً من الحق المصري الأصيل فى حماية أمنه القومى، واتجاهه الاستراتيجى الغربى.. إنما اعتبارًا أساسيًا لدعم الشعب الليبى فى استعادة مقدراته فى مواجهة محاولات إقليمية لإعادة ترسيم خريطة البلاد وفق مصالح أخرى، وأهداف أخرى.. وانطلاقاً من رغبات واضحة فى ألا تكون ثروات الليبيين لهم.. ولا بلدان الليبيين لهم.. ولا قرار ليبيا لأبنائها.

 

(1)

الانتخابات حل وحيد لاستعادة الليبيين دولة ديمقراطية بمؤسسات فاعلة خروجًا من مأزق كثرت فيه الألاعيب، وتناثرت على جانبيه الحيل.

معادلة الانتخابات أساس فى طريق معروف،  ينتهى بإعادة الاستقرار المؤسسى لخريطة ليبيا التي تعانى لأكثر من عشر سنوات.

لكن فتش عن الإخوان دائمًا. فتش عن بعض بؤر قائمة فى الغرب وفى طرابلس.. فيما قبل سرت فى اتجاه الغرب.. وحتى سبها.

الاقتحام الشعبوى لمبنى مفوضية الانتخابات على هذا النحو وتلك الصورة إشارة واضحة على أن إجراء الانتخابات الليبية فى أى وقت أو إجراءها على العموم هو بالنسبة لميليشياتهم حياة أو موت.

اقتحام المفوضية فى سبها يعيد للذاكرة حصار المحكمة الدستورية على كورنيش المعادى فى القاهرة، صحيح مصر أقوى.. ومؤسساتها حاضرة.. جاهزة، لكن الإخوان هم الإخوان.

فى مصر.. كما فى ليبيا.. وكما فى تونس.

يدرك إخوان ليبيا أن نواتج الانتخابات لا فى صالحهم ولا فى جانبهم. بعضهم فى ليبيا يتعلل للآن بقوانين الانتخابات.. لكن الأزمة ليست فى قوانين ولا تشريعات.

الأزمة فى ليبيا ما زالت فى الالتزام بالقوانين والخضوع للتشريعات.

يتوارى إخوان ليبيا فى الظلال. يلعبون على حبال معلقة، ويختفون ما إن تُسلط عليهم الأضواء.

ألاعيب الإخوان لم تعد خافية على خرائط السياسة فيما بعد ما أسموه بـ«الربيع العربي».

كشفت الشعوب الإخوان على امتداد مساراتهم، لذلك فإن أى عملية ديمقراطية يعرف الإخوان أنهم سوف يخرجون منها بالرقم صفر.

خلال عشر سنوات أو أكثر تناثر السلاح فى الداخل الليبى وانشقت ميليشيات عن ميليشيات، وجماعات عن جماعات.

تخرج العقارب والزواحف فى الحر من الجحور. وسخونة الأجواء الليبية اجتذبت زواحف الميليشيات وألصقتهم على الحوائط فى الشوارع.. وعلى جوانب الأرصفة فى المدن.

يعرف الليبيون أن الانتخابات هى الحل.. وهى المخرج.. لن تنتهى سلسلة التوتر السياسى فى ليبيا إلا بالحسم الشعبى بالأصوات فى الصناديق.

يعرف الليبيون أن سلاح التصويت أقوى من أسلحة التصويب بالرصاص.. يعرف الإخوان والموالون للمرتزقة الأجانب فى ليبيا أن معادلة التصويت تضربهم فى مقتل.. تريق الانتخابات الليبية دماء الإرهاب فى الصحراء قصاصًا على ما فات.. وعلى ما جرى.. وعلى ما يحاول بعضهم من إبقائه يجرى بعدم الوصول إلى محطة صناديق الانتخاب.

لن تجدى محاولات العرقلة مهما طال الوقت، ومهما كثرت «الجانبيات»، يعرف المواطن الليبى الآن، أكثر من أى وقت مضى من الذي يحاول التلاعب بمصيره.. ومن الذي يهم ليفرش طاولات الطعام على جسد بلد يعانى.

مازالت مصر داعمًا أساسيًا لإتمام ليس فقط الانتخابات الليبية فى موعدها، إنما إتمام مراحل مستمرة خروجًا بليبيا من عثرات فى الطريق لمستقبل مدعوم بمؤسسات قوية وجيش وطني.

لكن للإنصاف، وحتى كتابة هذه السطور قبل أقل من عشرة أيام على ميعاد الانتخابات فإن الدعم الدولى ما زال مشوبًا بتباطؤ.. ومازال موصومًا بشيء من تعمد الوقوف فى المنتصف.

(2)

مقابل محاولات التلاعب، والتحايل على حبال الفوضى، لا يزال المواطن الليبى مدركًا أن إجراء الاستحقاقات الانتخابية معيار وحيد للخروج من الأزمة.

لن يقبل الليبيون بأى محاولة للعودة إلى مربع رقم واحد من جديد. سوف يمنع الليبيون تكرار مأساة الخلط بين السلطتين التشريعية والتنفيذية التي عانت منها بلادهم حوالى عقد من الزمن.

لن يعيد الليبيون على امتداد الأفق السياسى وصول تيارات مضادة للشعب إلى رأس السلطات فى البلاد، فيعملون على تغيير خرائط الداخل، ويحاولون إعادة ترسيم الحدود الإقليمية على الكيف وحسب الهوى.

لن يقبل الليبيون بمرتزقة من الداخل الليبى، وسلاح غير شرعى، ومناطق نفوذ، تتعلل تركيا حتى الآن برغبتها فى أن يكون مرتزقتها آخر من يخرج فى مناطق الغرب الليبى. بينما دول أخرى ترفض الاعتراف بأن لها مرتزقة وعناصر وجيوبا فى أقصى الشمال الغربى.

ما زال الإخوان يعيدون الحيلة مرة أخرى ويتجاوزون الخطوط مرة، ما زالوا يعملون مع قوى إقليمى ظاهرة على عدم الوصول إلى مراكز التصويت الانتخابى مرة، ومازالوا يلوحون بعدم الاعتراف بنتائج الانتخابات إذا ما أسفرت (وهو ما سوف يحدث بالضرورة) عن فشل مرشحيهم!

يقف خفافيش الإخوان الإرهابيين مقلوبي الرأس لأسفل فى المشهد الليبى، ربما يعيد خفافيش الإخوان حيلة التصويت على مشروع الدستور أولًا قبل الانتخابات رغم علمهم باستحالة هذا خلال الساعات الأخيرة، لكن ينسى الإخوان دائمًا أن هناك مواطنًا ليبيًا له إرادة.

على كل.. تبقى المعادلة الوحيدة الصحيحة فى ليبيا هى إجراء الانتخابات بالتسلسل المرحلى وصولاً إلى مؤسسات وطنية منتخبة.

يعرف الليبيون أن الإخوان لن يتحملوا انتخابات رئيس الدولة بشكل مباشر من الشعب.

ربما لذلك سبق وطرحوا مبادرة لإجراء الانتخابات الرئاسية والبرلمانية فى وقت واحد فبراير المقبل.

فى المبادرة محاولة إخوانية لانتخاب رئيس الدولة عن طريق مجلس نواب، تسعى جماعة الإرهاب للسيطرة على قراره وفق أساليب معروفة للمساومة تدمنها الجماعة الإرهابية.

كلها محاولات لن تنفع.

تم نسخ الرابط