السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

تنوعت أشكال وأنواع التجارة وأصبحت متاحة للجميع، وعلينا البحث عن تجارة مناسبة نجني من خلالها الربح السريع والمستمر، فمن الطبيعي قبل الدخول أو المشاركة في أي مشروع تجاري نفكر ونخطط ونقارن بين نسبة نجاحه وفشله، وفي حالة نجاحه نحسب العائد المادي والجدول الزمني له، الإقدام على أي نوع من التجارة يحتمل المكسب والخسارة، ولا يوجد ضمانات سوى الاختيار الصح والتخطيط الأصح، ولكن هناك تجارة لا تحتاج تخطيطًا ولا يوجد بها نسبة مخاطرة ومكسبها مضمون منذ التفكير بها. لا تشغل بالك بالعائد الذي سيعود عليك من حيث الحجم أو الوقت، لأن عائدها يستمر ولا ينقطع أبدًا حتى ولو فارقنا الحياة.

 

(التجارة مع الله) رابحة في الدنيا والآخرة بلا جدال، فهي لا تعتمد على المال والبيع والشراء، من السهل أن تتاجر مع المولى جل جلاله، خلال العديد من الوسائل والأعمال، ومنها على سبيل المثال وليس الحصر: "علم ينتفع به الآخرون، ابن صالح ينتفع به المجتمع، الكلمة الطيبة للآخرين، سداد دين الغارمين والغرامات، إطعام الطعام للفقراء، توفير مأوى للمحتاج، رسم البسمة والبهجة على وجوه الأيتام، القوافل الطبية والغذائية بالمناطق الأشد والأكثر فقرًا، جبر الخواطر بكل أشكاله.. وغيرها من الأشكال المتنوعة، التي تقربك لله"، فكل خير يقوم الإنسان بفعله هو تجارة مع المولى عز وجل، دون شك هي تجارة لا خسارة فيها ولا نقصان.

 

(جبر الخواطر )، عبادة من أعظم العبادات تقربًا لله، بالإضافة إلى أنها تعد تجارة مع الله، و"الجبر" كلمة مأخوذة من أسماء الله الحسنى، وهو "الجبار"، أي الذي يجبر القلوب ويطمئن النفوس، وهذا الاسم بمعناه الرائع يحمل معاني عظيمة، كل الأديان السماوية تحث على الإنسانية والرحمة والتسامح والأخلاق الكريمة والمشاعر الطيبة بين أفراد المجتمع الواحد والمجتمعات الأخرى، ما أجمل الإحساس بمعاناة وآلام الناس ومد يد العون لهم ماديًا أو معنويًا، هناك من يحتاج كلمة طيبة، وهناك من يحتاجون طمأنة قلوبهم، من خلال مواساتهم في مصابهم أو مشاركتهم في فرحهم.

 

يتضمن القرآن الكريم الكثير من الآيات القرآنية، التي وردت كي تعلمنا وتكشف لنا التدابير الإلهية، والدلائل التي تؤكد أن التجارة مع الله رابحة ولن تبور،

قال تعالى: {إِنَّ الَّذِينَ يَتْلُونَ كِتَابَ اللَّهِ وَأَقَامُوا الصَّلَاةَ وَأَنْفَقُوا مِمَّا رَزَقْنَاهُمْ سِرًّا وَعَلَانِيَةً يَرْجُونَ تِجَارَةً لَنْ تَبُورَ  (٢٩) لِيُوَفِّيَهُمْ أُجُورَهُمْ وَيَزِيدَهُمْ مِنْ فَضْلِهِ ۚ إِنَّهُ غَفُورٌ شَكُور (٣٠)} [سورة فاطر].

 

- علينا ان نسأل أنفسنا بعد تأكدنا أن التجارة مع الله من أعظم الأمور.

- أين نحن من هذه التجارة؟

- هل بداخلنا مقومات هذه التجارة؟

- هل نستطيع أن نتاجر مع الله دون أن ننتظر المقابل؟

- هل غايتنا البحث عن المكسب المالي أم رضا الله؟

- هل تجارتنا من باب الدعاية والوجاهة أم خالصة لوجه الله؟

- التجارة مع الله لها أبواب كثيرة، عليك أن تطرقها كي تنعم بأرباحها. 

- التجارة مع الله شجرة مثمرة، تنتظر من يقوم بجني ثمارها.

حاول أن تزرع الخير، سوف تجنيه اليوم أو الغد، وكن حريصًا على أن تجعل بستانك غنيًا بالأشجار والثمار؛ لتستفيد منه مع الآخرين.. تاجر مع الله وأجبر الخواطر.. تكسب.

تم نسخ الرابط