الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

ليس لدى مصر ما تخبئه. لكن بعضهم لا يعرف.. وبعضهم يتخابث.. وبعضهم يضرب من تحت لتحت على مواقع التواصل.. وفى تليفزيونات فى الخارج ممولة من الخارج.. وتعمل لصالح طموحات فى الخارج. 

أطلق رئيس الدولة المصرية عبدالفتاح السيسي مشروع تنمية الأسرة المصرية الأسبوع الماضى. مع إطلاق المشروع وضع الرئيس عبدالفتاح السيسي ملفات الدولة أمام الشارع.. وأمام الناس. 

كالعادة يكاشف بالمشاكل.. ويصارح بالأزمات. الجراحة لازمة.. ومشرط الجراح فى أحوال كثيرة غالبا ما يكون الحل.. بلا بدائل.

 

تحتاج الجراحات إلى قرار شجاع.. وثبات.. وثقة فى النجاح. بعد الجراحة.. تظهر النتائج.. وتبدأ مرحلة ما تبقى من العلاج.

خطت مصر خطوات متسارعة بعد جراحات فى أعضاء حيوية، بعدما اقتربت آثار المرض من كتم النفس.. وإيقاف القلب.. ولخبطة العقول. 

انتهت مراحل من تقلبات اجتماعية وسياسية وأوضاع اقتصادية شديدة اللخبطة بفوضى الشارع عام 2011.

2011 كانت فوضى.. لا جدال. كانت محاولة كبرى لهدم الدولة بحجة الإصلاح. وكانت محاولة لبيع الوطن باسم الديمقراطية.. وكانت محاولة لضرب الأعمدة.. وإيقاع الأسقف.. وهدم البيت على من فيه باسم حقوق الإنسان.. وحقوق المواطن.. والتغيير!

سلم ربنا من أيام لا يرجعها.. ولا يعودها.. ولن تعود. 

منذ أيامه الأولى فى المسؤولية دخل عبدالفتاح السيسي غرفة العمليات. علق المحاليل لوطن يكابد أمراضًا متوطنة، وسارية، وأوبئة، والتهابات واحتقانات.. فى جسد كان يقترب من الوفاة.

دخل عبدالفتاح السيسي قصر الاتحادية رئيسا نادى به الشعب بمفاهيم شاملة عن حقوق الإنسان.. وعن حقوق المواطن.. وعن التغيير الحقيقى.. وعن وطن كان لا بد أن يبقى.. لأنه مكتوب فى الكتب السماوية أن يبقى.

(1)

صحيح.. هذا بلد تعداده أكثر من 100 مليون نسمة. عدد المصريين يفوق مجموع سكان أكثر من 12 دولة عربية.. ويزيد. 

فى الواقعة التي حكى عنها الرئيس.. وحسب معادلة دولة ناتجها المحلى 500 مليار دولار يعيشون فى رخاء، وتعليم جيد، وعلاج حقيقى، وغذاء سليم.. فإن مصر فى حاجة إلى 5 تريليونات دولار على الأقل لإقرار حياة مماثلة لـ 100 مليار!

من قال إن الدولة لا تريد الكلام.. ولا تحب الكلام.. ولا تريد من يتكلمون؟

هذا كلام مواقع تواصل، وحكاوى قعدات «مثكفين» على مقاهى وسط البلد. «الثكافة» غير «الثقافة».. وكلام المثقفين غير كلام «المثكفين».. وربك يكفيك شر «المثكفين». 

الثقافة وعى.. والوعى إدراك حقيقى لما كان على الأرض، وما أصبح على الأرض. كلام الوعى، إدراك لما كان هذا البلد قد شارف عليه، وإدراك لما أصبح عليه.. فى خطوات سريعة نحو المستقبل.

حقوق الإنسان التي يعرفها رئيس الدولة المصرية، هى أن يأكل المصريون، ويتعلم المصريون، ويعالج من يحتاج للعلاج.. ويجزى الموظف بمرتب لائق.

حق السكن الكريم على رأس قائمة حقوق الإنسان فى المفهوم الشامل، الكامل الوارد فى الإعلان العالمى.. وفى وثائق الأمم المتحدة وتقارير المنظمات الدولية.

حق المواطن المصري الذي يعرفه رئيس الدولة المصرية هو حقه فى العمل، حق الأسرة فى تربية الأبناء، تربية سليمة وقيمة، وإعداد الطالب لسوق ما بعد التخرج، وتحسين مهاراته.. واكتشاف قدراته.

عمل عبدالفتاح السيسي من اليوم الأول لتوليه المسؤولية على نفاذ تلك الحقوق. كما تتيح الدولة للجميع الكلام فى مشاكلنا بلا حجر ولا منع.. كحق من حقوق التعبير، فإن حقوق التعبير.. وحرية الرأى تستلزم كلاما من الواقع وعلى الواقع. 

حقوق التعبير تستلزم كلاما غير مغرض، بلا أهواء، ولا نوايا غير خالصة. تستلزم حقوق التعبير، من صاحب الحق فى التعبير، حفظ حق الدولة فى حفظ نفسها.. وتستلزم حقوق التعبير من صاحب الحق فى التعبير.. أن يظهر ما كان، وأن يضع فى اعتباره ما أصبحت عليه بلد كانت على شفا الإفلاس.. والبيع فى المزاد. 

(2)

لا تبنى الأوطان بالكلام. 

بالعكس.. ساهم الكلام ابن عم حديث، غير خالص الهوى والنيات فى أن تدخل بلدان حولنا محن الاضطرابات المستمرة، والصراعات الداخلية المستعرة.. وميليشيات فى الشوارع بالأسلحة.. والسيارات نصف الجنزير! 

إذا كانت الدولة فاعلا أساسيا فى التغيير، فإن المواطن شريك فى المعادلة. لا تقام معادلات بناء الدول.. من الدول وحدها. 

يدفع المواطن بوعيه، فى تفاعلات المعادلة. حرية التعبير ليست فيس بوك، ولا هى كلام مزوق ملفوف بورق مفضض على صفحات بعض الصحف والجرائد اليومية. 

وكما للمصريين حق فى التعبير، فإن للمصريين التزاما بالمشاركة فى مستقبل تبنيه دولة 30 يونيو.. بـ« إيديها وأسنانها».

الأسرة الجانب الأكبر فى دعم خطوات الدولة للمستقبل. الأسرة أساس المجتمع، وأساس المستقبل، وأساس التنمية، وأساس المعادلات كلها.

لو مسارات التنمية تبدأ من يد الدولة، فهى تنتهى بالضرورة فى يد الأسرة.. وعلى باب بيتها. 

الزيادة السكانية أزمة كبرى. استمرار الزيادة مسؤولية أسرة. استمرار الزيادة تلتهم كل معدلات النمو.. وكل نتائج التنمية. تطالب الأسرة بتعليم جيد.. وبعضهم «بيغشش أولاده» فى الطريق لطالب غير مؤهل.. غير كفء.. ثم تتوالى مطالبات التشغيل!

هذا مثال.. مجرد مثال. 

أمثلة أخرى مشابهة، تبدأ من مطالبات إصلاح منظومة العلاج، ومنظومة المرتبات.. ومنظومة الأسعار.. وكل منظومة أخرى يمكن ذكرها، وكلها منظومات للأسرة ضلع كبير فيها.. ونصيب واسع.. مقابل كل ما تبذله الدولة من مجهودات.

رغم أزمة كورونا، حققت مصر معدل نمو 6 %، فى الوقت الذي انهارت فيه اقتصاديات دول كبرى.. وكيانات ضخمة من العالم المتقدم فى أوروبا.

على مستوى التنمية، وبالأرقام، قفزت مصر على النار. أنهت الدولة سرطان عشوائيات كان قد انتشر، فهزمه عبدالفتاح السيسي بالكيماوى والإشعاع المركز بالمليارات.

أطلق رئيس الدولة مبادرة حياة كريمة، لتحسين جودة حياة 60 % من المصريين فى الريف والقرى، بعد سنوات عجاف.. كانت قد انقطعت فى تلك القرى، أدنى متطلبات حقوق الإنسان.. وصلات الكهرباء والماء النظيف. 

أنهت الدولة أزمة إسكان مزمنة.. ودخلت السوق، بإسكان مناسب للجميع، وللشباب بمساكن مدعومة.. فى أول حل من نوعه.. من عشرات السنين.

خلال أقل من 5 أعوام أعادت الدولة تشكيل شبكات الطرق، وحركة النقل على مستوى الجمهورية، بمليارات.. لتوفير مليارات. 

بعضهم على السوشيال ميديا تداول السخرية: «هيستفيد إيه المواطن من الطرق.. هو إحنا هناكل طوب ؟»

كلام فارغ.. وغير واعٍ.. لو افترضنا حسن نوايا هى فى الحقيقة غائبة. 

شبكات النقل والطرق ليست حجارة وطوب وأسمنت والسلام. شبكات الطرق، يعنى استثمارات جديدة، ومدن جديدة، وحل أزمات مرورية خانقة تهدر مليارات، وحوادث طرق تزهق أرواح الآلاف. 

فى عالم رأس المال والأعمال، تمثل تكاليف النقل، ومدى يسرها وسرعتها وسهولتها العامل الأكبر فى الجدوى الاقتصادية للاستثمار. 

سهولة الطرق، فى مفاهيم التمدد العمرانى، واحدة من أهم محددات نجاح الخطط التنموية.. والتوطين خارج المناطق القديمة.

الطرق، يعنى فرص عمل.. ومزيد من تشغيل سوق الخامات، والصناعات، والهندسة.. وخلافه.

شبكة قويمة لنقل وطرق جديدة.. أكثر من مجرد أسفلت تجرى عليه السيارات كما يحاول بعضهم أن يصدر على مواقع التواصل.

بدأت دولة 30 يونيو تنمية شاملة كاملة.. ظاهرة على الأرض.. وفى الواقع.. (واللى ما يشوفش من الغربال.....).  تبقى الزيادة السكانية. أكبر غول فى مواجهة عوائد التنمية. تبقى الأسرة والواطن.. والمصري الصميم.. وصاحب الانتماء.. وصاحب الوعى شريكًا أساسيًا فى المعادلة. 

خلال السبع سنوات الأخيرة، زدنا 14 مليون نسمة. عام 1960 فى خطبة شهيرة للرئيس الراحل جمال عبدالناصر تساءل: أأكل منين 20 مليون مصري. عام 2022.. يعنى النهاردة اقتربنا من زيادة سكانية 3 أضعاف ما حير الرئيس جمال عبدالناصر!

جهود التنمية على ودنه.. على جميع المحاور.. وعلى جميع السياقات. لو استعادة هذا الوطن وحده من سنوات الفوضى هو ما نجحت فيه الدولة.. لكفى عبدالفتاح السيسي. 

لا يجب أن تعمل الدول وحدها. فى أدبيات الاجتماع، فإن وعى المواطن شرط محقق لتؤتى التنمية ثمارها. من أول تعليم جيد، انتهاء بعمل بقيمة مضافة، بمرتب لائق.. وعائد مؤثر.

تم نسخ الرابط