السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

الدكتور مجدي عاشور: فهم المتطرفين للحديث الشريف "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ" خاطئ

الدكتور مجدي عاشور
الدكتور مجدي عاشور

أكد الفقيه الدكتور مجدي عاشور مستشار مفتي الجمهورية، أن فهم المتطرفين لحديث النبي صلى الله عليه وسلم “أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ..” خاطئ، ولا يعطيهم الحق للقتل. 

وأوضح عاشور - في تصريح خاص لوكالة أنباء الشرق الأوسط "أ ش أ " اليوم حول: ما المقصود بقول النبي صلى الله عليه وسلم: “أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ..”، حيث نَصَّبَ المتطرفون أنفسهم للقتل مستدلين بهذا الحديث.

  إن نص الحديث الشريف هو، عن أبي هُرَيْرَةَ رضى الله عنه، أَنَّ رَسُولَ اللهِ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وآلِهِ وَسَلَّمَ، قَالَ: "أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ النَّاسَ حَتَّى يَقُولُوا: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، فَمَنْ قَالَ: لَا إِلَهَ إِلَّا اللهُ، عَصَمَ مِنِّي مَالَهُ، وَنَفْسَهُ إِلَّا بِحَقِّهِ، وَحِسَابُهُ عَلَى اللهِ"(متفق عليه).

وأضاف عاشور: من الواضح أن الأمرَ بالقتال في الحديث السابق، لم يَرِد بصيغة (أُمِرْتُم) أو (أُمِرْنا) أو (آمُرُكم)، بل جاء بصيغة «أُمِرْتُ»، مما يدل على أن الأمر من الله تعالى لنبيه صلى الله عليه وآله وسلم جاء على جهة الخصوص، دون غيره من أمته وبصفته إمام المسلمين وحاكمهم، لعدم قيام الدَّليل والقرينة على غير ذلك، ويشهد لذلك من كتاب الله عز وجل ما أشار إليه ابن الزبير الغرناطي في كتابه "ملاك التأويل" (2/ 424-426)، فقال: [قوله تعالى: ﴿وَأُمِرْتُ لِأَنْ أَكُونَ أَوَّلَ الْمُسْلِمِينَ﴾ [الزمر: 12]؛ أمر خاص به، ولا يشركه فيه غيره، ونظير هذا قوله تعالى : ﴿قُلْ إِنِّي أُمِرْتُ أَنْ أَكُونَ أَوَّلَ مَنْ أَسْلَمَ﴾ [الأنعام: 14] اهـ. وتابع عاشور قائلا: وكما تقرر في الشرع الحنيف فإنه لا يجوز لأحدٍ الجهاد إلا تحت راية ولي أمر الوقت الحاضر (رئيس الدولة)، لقوله تعالى: ﴿يَا أَيُّهَا الَّذِينَ آمَنُوا أَطِيعُوا اللَّهَ وَأَطِيعُوا الرَّسُولَ وَأُولِي الْأَمْرِ مِنكُمْ﴾ [النساء : 59].

والخلاصة: أن الأمر الوارد في الحديث السابق مخصوص بالنبي صلى الله عليه وسلم دون غيره من أمته؛ حيث جاء بصيغة: «أُمِرْتُ»، فهو مُوَجَّهٌ إليه صلى الله عليه وآله وسلم من حيث كونه إمامًا وحاكمًا.. كما أن التعبير بكلمة : «أُقَاتِل» تشير إلى الدفاع والمقاومة ردًّا للعدوان، وكذلك كلمة: «النَّاس»؛ إنما هي من قبيل العامّ الذي أُريد به الخاص، حيث بينت السنة ذاتها المقصود بالناس في هذا الحديث، وأنهم المشركون المحاربون المعتدون دون غيرهم، لحديث أَنَسِ بْنِ مَالِكٍ رضى الله عنه، عَنِ النَّبِيِّ صَلَّى اللهُ عَلَيْهِ وَآلِهِ وَسَلَّمَ قَالَ: «أُمِرْتُ أَنْ أُقَاتِلَ الْمُشْرِكِينَ حَتَّى يَشْهَدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، فَإِذَا شَهِدُوا أَنْ لَا إِلَهَ إِلَّا اللَّهُ، وَأَنَّ مُحَمَّدًا عَبْدُهُ وَرَسُولُهُ، وَصَلَّوْا صَلَاتَنَا، وَاسْتَقْبَلُوا قِبْلَتَنَا، وَأَكَلُوا ذَبَائِحَنَا، فَقَدْ حَرُمَتْ عَلَيْنَا دِمَاؤُهُمْ وَأَمْوَالُهُمْ ، إِلَّا بِحَقِّهَا» (سنن النسائي). والله أعلم.

تم نسخ الرابط