عبد الخالق شويل يكتب: إلى حــَوَّاء في عيديها يوم المرأة العالمي وعيد الأم
(شقائقُ النـُعمان)
فيهِنَّ مِن شـَـدوِ العنادِلِ قيـلا
ولهُـنَّ ما حـَـنَّ الحَمامُ هـديلا
هـُنَّ الصبَا تلهو بأُملـُودٍ غفـا
إذ ناغشتهُ يـدُ السماءِ هُطـولا
ياشِعرُ طـُف سبعًا بحُبٍّ وشـِّهِ
أدبـًا تَعَبْقـَّرَ بالـوفاءِ جميـلا
حـَوَّا بهِا تبرى تباريحُ الـذي
يأوي لهَا مِن صبـوةٍ محمـولا
هي ذي نديمُ الكاسِ نألفـُهُ إذا
دارَ الهزيعُ مع الأكـُفِ شَّمُـولا
ما البدرُ إلا بعضَ نورٍ بينـما
بانَ الملثـمُ بالسحابِ خجولا
حـَوَّاءُ تجمعُ لا تـفرِّقُ أينـمـا
ولـَّيتَ ظِـلاً ليسَ عنهُ محيـلا
حواءُ ترفـُلُ بالعطاءِ هي التي
أهدَتْ لنـَيْلِ المكرُماتِ فحـولا
لكِ تحتفي شِعرًا بُنيَّاتُ الرؤى
في نِبض خفاقٍ حَنـا تبجيـلا
هُـنَّ اللواتي شِدنَ أحـلامًا سما
جيـلٌ بِهـا للمـاوراءِ وصـولا
فوقَ الثـُريـَّا إذ تلوحُ بحُسنِها
ليلاً إذا كـانَ السميـرُ أُفـُـولا
القاصِراتُ الطـرفِ تسبيلاً بهِ
إيمائِهنَ متى اختلسنَّ قـُبـولا
الوارِفاتُ الظـِّلِ تِحنانـًا سبـا
ذا اللـُبِ إعيـاءً فخـَرَّ قتيـلا
الحامِلاتُ القوسِ مشدودًا إذا
ألفينَّ في كـَبدِ الفلاةِ عـَجولا
سلـهُ احتدامَ الشوقِ حالَ توَلـُّهٍ
أنىَّ لطرفٍ أن يكونَ رسولا
البـِرُّ لا يبـلى وفـاءَك للـتـي
ربـَّتكَ طِفـلاً صَارَعَ المجهولا
الأُم ياللأُمِ حسبـُكَ مَن لهـا
مِزلاجُ بابٍ جاوَزَ الترتيـلا
زِدهـُنَّ إيثارًا هُديتَ فكـُلمـا
أوليتَهُنَّ ازدادَ عُمركَ طـُـولا
الأيكِ هُـنَّ بهِـنَّ ينداحُ الشـذا
ولهـُنَّ سوسنتُ الرؤى إكليـلا
سبقـًا مع الإصـرارِ إحقاقـًا وذا
خُذهُ اعترافـًا قِف عليهِ طويلا
لـو لم تكـُن نصفُ الحياةِ فإنهـا
كـُلُّ الحياةِ إذ احتوتكَ مقيـلا
أرأيتـُمُ الأُنثى وفاءً كـَم لهـا
ويدُ الأُمومةِ بالمـآثِرِ طـُولى
صـَّلِ احتشامـًا تحت أقـدامِ التي
آوتكَ أن رُمتَ الربيـعَ فـُصـولا
أنىَّ لها الزهراتُ زهـوًا كـُلما
هَـمَّ الرطيبُ بهزِّهِن أصيلا
لو لم تكُ الأسمى بحُبكَ إنهـا
بثُ الترائبِ ليـسَ عنهُ بديـلا
أوَلم تكُ الأُنثى فـُراتـًا كـُلمـا
سالَ الرِضابُ من المنابعِ نيلا
هـُنَّ اللواتي كـُلمـَـا شبَّ اللـوى
ليلاً بِمحمـومٍ عَدَوْنَّ مثـولا
فلكم حوت دفـأً هُنـالِكَ طاويًّا
حينـًا وأحيانـًا بكتـهُ عليـلاً
كفكفنَّ سيالُ المحـاجرِ عِندمـا
ألفينَ رقراقَ الدموعِ هـَطـَـولا
دون امتعـاضٍ أوسعتـهُ محَبـةً
ما إن توجسَّ كي ينامَ ملـولا
باشرنَ أحـلامًا وعِندَ نوالِهـا
كِدنَّ احتفاءً بالنجـاحِ عـذولا
نيلاً يسيـلُ المَـنِّ مِـن أثدائِـها
جيلٌ بدفءِ الحُبِّ عانـَـقَ جيلا



