الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

ساعة الإفطار أستطيع وأنا مطمئن أن أقول لكم إن أغلب المصريين يبدأون يومهم مع (الكبير أوى) حيث الضحك من القلب، ودائمًا هناك لمحة ابتكار جديدة فى الموقف أو الأداء، كما أن الضحك يحققه كل أفراد هذه السيمفونية، لا أنكر قطعًا الإمكانيات المتعددة التي يملكها أحمد مكى فى فن التقمص والتشخيص وقدرته على الإمساك بالضحكة الطازجة، ناهيك عن إجادته للغناء وإضافة المشهد الكوميدى (الحراق)، مع إضافة لحظية تستشعرها أمام الكاميرا أنها وليدة اللحظة، ما أتوقف عنده كثيرًا هو أن أحمد مكى  لديه رغبة فى منح الفرص للجميع بدون احتكار، ولا يتعمد هو بالضرورة أن ذروة المشهد الكوميدى تبدأ بالضرورة  من عنده وتنتهى إليه، لا يشترط بلغة كرة القدم أن يصبح فى كل مرة الهداف، من الممكن - وكثيرا ما وجدناه - هو صانع الهدف الذي  يمهد للإفيه.

بالطبع فإن مكى يفرض بدون أن يقصد لمحة من طبيعة أدائه  على الجميع، وهم لا شعوريا تلمح فيهم شيئًا من (مكى)، الفنان المتعدد المواهب، ومن الممكن أن تكتشف   أيضا ببساطة،  رغبته  فى منح الفرص  للجميع، ويجب أن نذكر المخرج أحمد الجندى، لم يستسلم لأن يصبح مجرد  ناقل محايد للموقف الكوميدى،  دائمًا لديه إضافة  فى  التكوين وزاوية الكاميرا وحجم اللقطة  والموسيقى والمونتاج، كما أنه ضبط درجة الأداء بين كل المشاركين محافظا على حالة من (الهارمونية)   وفى كل العناصر، الكوميديا تتكئ  على  قاعدة النفس  الطويل، ويجب أن يستشعر المتفرج أن هناك بناءً متصاعدًا وبلغة الموسيقى (كريشندو)، وإلا فسوف يحدث تراجع فى الحلقات الأخيرة، بينما واقعيًا، استطاع المخرج فعلاً أن يتصاعد بالمعدل للذروة، وأتصور أن أصعب مأزق واجهوه هو البحث عمن تؤدى دور زوجة الكبير، وألا تصبح  مجرد فنانة شابة تجيد  التمثيل، الذي يحمل شيئًا من المرح،  ولكنه طرح ما هو  أبعد من كل ذلك، وهو كيف يكون الإنسان نفسه.

خلقنا الله مختلفين، ولكن البعض لا يسعى لكى يكون نفسه، ولكن ليصبح الآخر، لاعتقاده أنه من الممكن أن يكرر النجاح الذي ناله الآخر، فى العادة ينتهى به الأمر للفشل الذريع. ارتبط  مسلسل الكبير بوجود دنيا سمير غانم زوجة (الكبير أوى) فى الأجزاء الأولى والتي بدأت 2010، وتفجرت مواهبها بجوار أحمد مكى، كانت  تقف موازية له أمام الكاميرا، ليست كما تعودنا الصدى للإفيه واللزمة والقفشة والغنوة، كانت لدنيا   مساحتها التي أثبتت من خلالها حضورها.

وفى لحظة قالت وداعًا، وهذا حقها، وجاء اختيار أحمد الجندى وأحمد  مكى، لرحمة أحمد فى دور (مربوحة)  ليست كبديلة  لدنيا سمير غانم  ولكنه دور موازٍ لمكى، وكانت رحمة قادرة على إدراك أنها تُقدم نفسها، ولهذا كانت لها مساحتها  الخاصة.

(الكبير أوى).. أبهجتمونا، والدرس الأهم أنهم تعاملوا مع الكوميديا بجدية، فرشقت ضحكاتهم  فى قلوبنا ولا تزال وأظنها ستستمر أيضا بعد رمضان، كومضة ضحك قادرة على الاشتعال فى كل لحظة!

تم نسخ الرابط