عاجل
الأربعاء 22 مايو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
اعلان we
مؤتمر المناخ في مصر
البنك الاهلي

زراعة البن تنقذ الغابات الاستوائية في موزمبيق

تأثير التغيرات المناخية.. زراعة البن تنقذ الغابات الاستوائية في موزمبيق

يؤثر تغير المناخ على نحو غير متكافئ على أضعف الأشخاص في العالم، وبصفة خاصة المجتمعات الريفية الفقيرة التي تعتمد على الأرض لكسب قوتها، وسكان السواحل في المناطق الاستوائية كافة، وتتمثل التغيرات المناخية القاسية في: الأعاصير، الجفاف الحاد، الفيضانات، وحرائق الغابات.



 

زراعة البن تُنقذ الغابات الاستوائية في موزمبيق 

 

نشرت فضائية "يورونيوز"، تقريرًا عن زراعة البن لإنقاذ الغابات الاستوائية، حيث يلاحظ الناظر من بعيد إلى الغابات الاستوائية الفريدة والتي تكسو منحدرات "جورونجوسا" في وسط موزمبيق، أن ثمة ثقوبًا تخترق هذا الرداء الاخضر والذي يُزين الجمال الأخّاذ لهذا الجبل الواقع وسط محمية وطنية تحمل الاسم نفسه.

 

 

وأشار التقرير، إلى أن عملية إزالة الأشجار أحدثت أضرارًا كبيرة بمساحات تُقدر بعدة كيلومترات مربعة في هذه السفوح، والتي تحولت إلى أراضٍ جافة  لا تنمو فيها سوى الأعشاب والشجيرات المتقزمة، إلا أنه في السنوات الأخيرة بدأت تنمو الغابات مرة أخرى بفضل زراعة البُن، والتي لم تكن مُنتشرة عمليًا من قِبل في هذه الدول الإفريقية.

 

وأكد "جولياس سامويل ساباو"، خلال جولته بين المَزارع الواقعة على ارتفاع الف متر فوق مستوى سطح البحر، أن هناك تقدمًا كبيرًا حدث، وهو ما يُبينه التفاوت بين غابة كثيفة تُصطف فيها نباتات البن من جهة، ومنظر شبه صحراوي في الجهة المجاورة الأخرى.

 

وقال "جولياس" والذي يعمل في المتنزه: إن نمو نبتة البُن يحتاج إلى الظل، لذلك نزرع مع كل نبتة بن شجرة أخرى.

 

وأوضح جولياس، أنه مُنذ 10 سنوات وهو يسهر على مزارع "جبل جورونجوسا"، والذي لم يكن الوصول إليه مُتاحًا خلال سنوات عديدة، وبمرور 20 عامًا من الحرب الأهلية، شهدت موزمبيق صراعًا جديدًا بين المتمردين والحكومة والذي استمر حتى عام 2019، حيث كان الموقع معرقلًا بالمتمردين وشكّل الجبل بالنسبة إليهم خزانًا للموارد الطبيعية، ومن خلال ذلك عمد المقاتلون على إزالة مساحات كبيرة من الغابات لزراعتها وتأمين مصدر الغذاء منها.

 

الترحال الزراعي

 

 علاوة على ذلك، زرع مدير المتنزه، المهندس الزراعي "بيدرو مواغارا"، أولى أشجار البن، وعند عودته لوحظ أن النباتات قد نمت بكثافة وسط لامبالاة السكان، والذي يمثل معظمهم سكان من عناصر الميليشيات وعائلاتهم.

 

 

وأضاف مواجارا، أن هؤلاء السكان يعتمدون على زرع ما يوفر لهم الاكتفاء الذاتي، نظرًا لعدم استطاعتهم على تحمل تكلفة الآلات مثل: الجرارات، مما يؤدي إلى نشوء نوع من الترحال الزراعي.

 

ويتابع مواجارا، أن هؤلاء، "يزيلون الغابات في مناطق عديدة مما يحرم التربة مغذياتها فتصبح الأرض فقيرة، فيزيلون بالتالي غابة أخرى"، وشدد على أنهم يفقدون من مقوّمات العيش، وذلك عندما يخسرون شجرة.

 

ويشير البنك الدولي، إلى أن نحو ما يقرب من 300 ألف شجرة بن، و400 ألف شجرة كاجو زرعت، مما وفّر 300 فرصة عمل، حيث عاد بالفائدة على 200 ألف من سكان المنطقة.

 

 وفقًا لوكالة التنمية الأمريكية، يعمل نحو 70% من سكان موزمبيق في القطاع الزراعي، ولكن النسبة الفعلية المستخدمة من الأراضي الصالحة للزراعة تقتصر على 16%.

 

ويقول وزير الزراعة، سيلسو كورييا، لوكالة فرانس برس، أن تضخم أسعار السلع الناتج من الحرب في أوكرانيا، يؤثر أيضًا على موزمبيق.

 

ويضيف كورييا، "نحن بحاجة إلى تخفيف هذا الضغط عن الأسر، والحل الوحيد لدينا هو زيادة الإنتاج".

 

ويشكل التحديث أكبر التحديات التي يواجهها القطاع المحلي، والذي يُعاني نقصًا في المكنة والتكنولوجيا، حيث يعتبر "كوريا" أن الزراعة قطاع أساسي، ويقول في تصريح له، "لا يمكننا الاعتماد على المشاريع الدولية، بل يجب أن نكون مكتفين ذاتيًا.

 

كيف يؤثر تغير المناخ على الغابات؟

 

تعد إزالة الغابات، ثاني أكبر مصدر بشري المنشأ، لانبعاثات ثاني أكسيد الكربون في الغلاف الجوي، وتساهم إزالة الغابات وتدهورها في انبعاثات الغازات الدفيئة في الغلاف الجوي، وذلك من خلال اختراق الكتلة الحيوية للغابات، وتحلل المواد النباتية المتبقية وكربون التربة.

 

وتشير الدراسات إلى أن "الغابات السليمة " في الواقع تعمل على عزل الكربون، مثل : غابات الامازون وغابات إفريقيا الوسطى، مما يؤثر على المناخات المحلية، وتُسبب إزالة الغابات ضرر كبير على سطح الأرض وانعكاسه، مما يؤدي إلى زيادة في امتصاص الطاقة الضوئية من الشمس في شكل حرارة، وبالتالي يُعزز من الاحتباس الحراري.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز