الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

"الجشع"، كلمة لها عدة معانٍ يفسر كل منها على حسب الاستخدام، ومفهوم كلمة الجشع في موضوعنا هو أنه الوجه الثاني للطمع، وهو السعي لامتلاك نصيب الغير، أو المطالبة بحق أكثر من حقك، أو محاولة تحقيق الثروة بطريقة غير شرعية.

 

رغم الدور الذي تقوم به الإدارة العامة للمرور بكل المحافظات من تطبيق وتنفيذ لائحة المخالفات والعقوبات المرورية، التي ينص عليها قانون المرور على المخالفين من سائقي المركبات الأجرة و الخاصة، إلا أن هناك من يقوم بخرق القوانين والقواعد المرورية ويعرض حياة الركاب للخطر، فضلاً على الاستغلال المادي لهم.

 

من الطبيعي أن تجد لكل سلعة الموسم الذي تتميز فيه عن غيرها من السلع والخدمات الأخرى، كذلك نلاحظ في بعض المحافظات أن جشع سائقي سيارات الأجرة "الميكروباص"، أصبح له أيضًا مواسم وأوقات معينة خلال العام، تزداد خلالها نسبة الجشع والطمع والمبالغة في قيمة الأجرة، التي قد تصل إلى ثلاثة أضعاف الأجرة المقررة، وذلك بحجة ارتفاع سعر البنزين.

 

كما يستغل سائقو الأجرة حاجة الأفراد لارتياد المواصلات، من أجل الوصول إلى الأماكن المرجوة لإنجاز أعمالهم ومصالحهم لتحقيق أطماعهم، ويقومون بزيادة الأجرة المقررة لهم، خاصة في أوقات معينة على سبيل المثال لا الحصر، في فصل الصيف أثناء تواجد المصطافين والزوار بالإسكندرية، وفي وقت الذروة أثناء خروج طلبة الكليات والمدارس والموظفين، بالإضافة إلى الأيام غزيرة الأمطار، فضلا على المواسم والأعياد والعطلات الرسمية.

 

لم تكن مخالفات سائقي سيارات الأجرة "الميكروباص"، تقف عند هذا الحد من الجشع والطمع فقط، بل هناك نماذج منهم ارتكبوا العديد من المخالفات المتعددة والمتزايدة دائمًا، حيث يقوم البعض بعدم الالتزام بخط السير المحدد له ويقوم بتغييره على حسب رغبته، وهناك من يقوم بالتحايل على الركاب ويقسم الطريق إلى عدة محطات بهدف الاستغلال وتحقيق الكسب المضاعف للأجرة المقررة، وهناك من لا يلتزم بالعدد المصرح به من الركاب. كما نجد عددًا من سائقي سيارات "السرفيس" يقودون بسرعة جنونية، خاصة على طريق الكورنيش والمسافات الطويلة، بالإضافة إلى أن هناك شريحة من هؤلاء السائقين لا يحترمون إشارات المرور ومنهم من يقود السيارة بدون رخصة له أو للسيارة، فضلاً على قيام بعض الصغار "دون السن القانونية"، بقيادة السيارات في صورة تثير الدهشة والتعجب من الأمر، وهناك من قام بتحويل السيارات المخصصة للرحلات إلى أجرة، ضاربًا بقانون المرور الذي يمنع ذلك عرض الحائط.

 

كما تشهد بعض المواقف الخاصة بسيارات الأجرة غير المرخصة "العشوائية"، عادات وسلوكيات غير حضارية، منها المعاملة السيئة وغير الآدمية مع الركاب، فضلاً على فرض الإتاوات والتراشق بالألفاظ، وبأصوات مرتفعة على مرأى ومسمع الجميع، بالإضافة إلى التزاحم والوقوف أمام المحلات التجارية وأبواب مداخل المنازل، والمشاجرات بين السائقين وبعضهم البعض قد تصل إلى استخدام السلاح الأبيض "المطواة"، ومناوشات أخرى مع الركاب، فضلاً على تحويل الشوارع إلى مغسلة لتنظيف سياراتهم، وغيرها من المظاهر المرفوضة شكلاً وموضوعًا.

 

 

لذلك من الضروري أن تتضافر جهود كل الجهات المعنية، من أجل غلق وإزالة المواقف العشوائية لسيارات الأجرة "السرفيس"، التي تعد بؤرة للمخالفات القانونية والإجرامية، وتغليظ العقوبات على المخالفين، وتشديد الرقابة المرورية "الكمائن" بالمناطق المشار إليها مسبقًا.

 

 

كما يجب علينا أن نحارب ونواجه ما يحدث من مخالفات لقانون المرور بكل حسم، ونعمل جاهدين على زيادة الدور الرقابي الأمني والمروري، حتى لا نعطي الفرصة لتفشي تلك الظاهرة التي جعلت جشع وطمع سائقي سيارات الأجرة "موسما" يستغلون فيه المواطنين.

تم نسخ الرابط