الثلاثاء 23 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

مما لا يدع مجالا للشك أن الثورة التكنولوجية ساهمت بشكل كبير وقوي في عملية التطور الحضاري بحياة الإنسان، مما أدى إلى أن أصبح العالم قرية صغيرة يتم من خلالها التواصل " صوت و صورة " بكل سهولة وسرعة، لذا أطلق علي هذه الفترة عصر السرعة.

بعد أن ظهرت و انتشرت الثورة التكنولوجية التي نعيشها بشتى إمكانياتها و أشكالها و أنواعها المتعددة ، أصبح هناك سؤال حائر يطرح نفسه على الساحة ..  هل التكنولوجيا نقمة أم نعمة؟ .. و هذا ما سوف نستعرضه في السطور التالية . " الخصوصية " هي حالة من الأمان لنطاق الحياة الخاصة بكل فرد ، و من حق أي إنسان في أي مكان بالعالم الحفاظ على كل المعلومات الخاصة به ، و ليس من حق أحد أن  يخترقها  أو يتداولها دون أذن من صاحبها.

لكننا نلاحظ مع ظهور وسائل الاتصال الحديث و تكنولوجيا المعلومات " الهواتف المحمولة " أصبحت الخصوصية في خطر  شديد ، و من السهل اختراقها بشكل صارخ فج.

بالرغم من إيجابيات "جهاز المحمول" الذي سهل وأنجز عملية التواصل و نقل المعلومات بكل سهولة و سرعة ، بالإضافة إلى تقريب المسافات و غيرها من الآثار الإيجابية ، إلّا أن هناك من يقومون باستخدامه بطريقة خاطئة و بشعة و يستغلون إمكانياته في أشياء غير مفيدة. 

مواقف وأمثلة كثيرة كشفت عن الآثار  السلبية الناجمة عن الاستخدام الخاطئ لجهاز  " المحمول" ، على رأس تلك الأضرار  الاجتماعية اقتحام و اختراق الحياة الخاصة و انتهاك الخصوصيات ، حيث نجد من يقوم بتسجيل لقطات من أفراح و أعياد الميلاد و يقوم بنشرها على مواقع التواصل الاجتماعي و عدد من المواقع الصحفية دون التصريح لها بالتصوير أو النشر أو مجرد استئذان أصحابها.

ولم يتوقف الأمر عند هذا الحد فالغريب و العجيب في الموضوع هو عندما تتسارع  كاميرات المحمول في التقاط الصور و الفيديوهات لمراسم عزاء أو دفن أو جنازة ، في مشهد يعكس مدى عدم احترام شعور الغير أثناء أحزانهم وانعدام مراعاتهم لحرمة الميت ، بالإضافة إلى حرص البعض على التقاط صور للحوادث المختلفة أثناء حدوثها أو  لضحاياها بعد وقوعها بدلا من مد يد المساعدة لهم .

فقد أصيب أصحاب هوس التصوير باللامبالاة ، وأصبح استخدام كاميرا " المحمول" في توثيق المواقف و الأحداث المتنوعة عادة سيئة عند الكثير من المواطنين ، الأمر الذي لا يفرق بين حدث إنساني يحتاج إلى التدخل السريع أو المساعدة بدلا من التصوير ،  و بين حدث  أعلامي قابل للنشر ، بالإضافة إلى استحداث نوع جديد من الصحافة " البث المباشر " و هو بمثابة اختراق صريح للخصوصية . و تستمر صور و أشكال الآثار السلبية و الأضرار الاجتماعية ، حيث نجد تهافت الكثير لالتقاط الصور الشخصية " السلفي " ، بشكل يعرضهم للخطر أو الوفاة في بعد الأحيان  ، ولم تسلم الرحلات الخاصة و الأماكن  الخاصة من رفع ستار الخصوصية عنها و عرضها للعامة بأسلوب قد يؤذي الغير سواء بشكل مباشر أو غير مباشر .

في النهاية لا أستطيع أن أشير بأصابع الاتهام إلى التكنولوجيا ، أو أدعي أنها " نقمة " على المجتمع البشري و غير مفيدة ، و في نفس الوقت لا أستطيع أيضأ الإشادة بها أو أصفها  "بالنعمة"، وأنها طفرة حضارية في جميع نواحي الحياة.

لكن الحقيقة على أرض الواقع تؤكد أن التكنولوجيا يستند تقييمها وتوصيفها على مدى استخدامنا لها ، هناك من يستخدمها بالطريقة المثلى والسلمية التي تصب في صالح الشخص أو المجتمع بكافة المجالات المختلفة ، و هناك من يسيء استخدامها و لا يقدر قيمتها و لا أهميتها ، مما أسفر عن ظهور و انتشار صور تعكس الاستخدامات الخاطئة للتكنولوجيا الحديثة  ، حيث وصل الأمر إلى أن " الموبايل" انتهك الخصوصية .. و لا يعرف الرحمة.

تم نسخ الرابط