أهلها في رباط إلى يوم الدين.. "محمد" و"جورج" نموذج مضيء في حادث "أبو سيفين"
رغم مشاعر الحزن التي ألقت بظلالها القاتمة على جموع المصريين، جراء حادث حريق كنيسة "أبو سيفين" الأليم، الذي اندلع بأحد بيوت العبادة بمنطقة إمبابة أول أمس الأحد، وراح ضحيته 41 شخصًا، فيما أصيب 16 آخرين، إلا أن الحياة علمتنا أن عتمة الليل تنزوي أمام صبح النهار وضياء الشمس، وهو المشهد الذي جسده تلاحم المصريين، لا فرق بين مسلم ومسيحي، فالألم "واحد" والوطن "واحد".
وهي الحقيقية التي أكدها البطل المصري الشاب "محمد يحيى"، والذي لم يأبه لتعريض نفسه للخطر، بدافع الشهامة والنخوة والأخوة، ليلقي بنفسه بين النيران، سعيًا لإنقاذ أشقاءه وجيرانه وزوار كنيسة أبو سيفين، الذين داهمهم الحريق وحاصرهم بين جدرانها، لينجح في إنقاذ العديد من الأطفال، بالإضافة لجثامين بعض المتوفين، قبل أن يسقط في نهاية المطاف مُصابًا بـ"كسر في القدم" أثناء محاولته لإنقاذ "عم جورج".
دليل جديد على تلاحم وترابط المصريين بعيدًا عن "بروباجندا" المُغرضين وأعداء الوطن، والمُتربصين الذين ينفخون سمومهم، أملًا في إشعال الفتنة، لكن الله رد كيدهم في نحرهم، ليبزغ شمس "الحقيقة" من بين عتمة الألم، ويضرب المصريين من جديد مثلًا رائعًا في التآخي والمحبة والسلام، فـ"أهلها في رباط إلى يوم القيامة".



