المرأة الإفريقية الداعم الرئيسى لبناء السلام في مواجهة النزاعات والجماعات المتطرفة
حول دور المرأة الإفريقية بدول حوض النيل فى بناء السلام فى الدول التي تعانى من الصراعات السياسية أو القبلية أو بها جماعات متطرفة قدمت الدكتور غادة فؤاد دراسة وافية حول الدور التاريخى والمعاصر للمرأة الإفريقية.
وأشارت أمام ورشة العمل الخاصة بإطلاق شبكة النيل الوطنية للمرأة المصرية أن المرأة الإفريقية لعبت دورا تاريخيا مهما منذ القدم فى إقرار وحفظ السلام فى المجتمعات التقليدية مثل الملكة المحاربة "أمينة منزازو" بشمال نيجيريا والملكة نزينجا على الدولة المعروفة الٱن بأنجولا و التي أقامت تحالفات استراتيچية مع الطامعين فى مملكتها.. ففى كينيا يتم التشاور مع السيدات كبار السن فيما يتعلق بنقاط الاتفاق حول قضايا النزاع أو إعلان الحرب وفى الصومال يمكن للنساء المتزوجات التنقل بين العشائر المتحاربة حاملين رسائل السلام وفى الكاميرون تقوم النساء المسنات بتهدئة أطراف الصراع.. لكن مع تغير الأوضاع وتزايد الصراعات ضعفت قدرة النساء على التأثير على الأطراف المتنازعة كما كان يحدث مسبقاً.
أوضحت الدكتورة غادة فؤاد أن هناك مواثيق دولية و قارية تتضمن مشاركة المرأة الإفريقية فى بناء السلام، مثل "بروتوكول مابوتو" عام 2003 ومن بنوده حق المرأة العيش فى سلام والاستراتيچية الجنسانية للاتحاد الإفريقى 2018-2028 وتركز على حماية حقوق المرأة فى أوقات السلم والنزاع وتسعى للحد من أشكال العنف ضد النساء.
أشارت د. فؤاد خلال ورشة العمل إلى أن هناك خمس دول من حوض النيل تعانى الآن الأزمات والنزاعات السياسية والدينية؛ هي إثيوبيا، الصومال، السودان ، جنوب السودان، الكونغو الديمقراطية، ورغم الأحداث المؤلمة لأشكال الصراع فى تلك الدول وفى دول أخرى قلت بها النزاعات اثبتت المرأة دورها فى بناء السلام، فقد منحت سبع نساء صفة مراقب فى محادثات بورندى بعد محاولات إقصائهن واستطعن فرض اقتراحاتهن ليتم دمجها فى اتفاقية السلام الشامل.
وزادات أعداد النساء المشاركات فى مفاوضات اتفاقية السلام لجنوب السودان عام 2018، وكانت المرأة فى جنوب السودان تقوم بتعليم الاطفال النازحين أثناء الحرب الأهلية الثانية من خلال المنظمات النسائية مثل منظمة “watop”.
كما ابتكرت النساء فى ليبيريا ما يعرف "بآلية كوخ السلام" والتي تتوسط فيها القيادات النسائية لتسوية النزاعات المحلية قبل أن يتصاعد العنف وصل عددها إلى 17 كوخًا فى المناطق الريفية.
دراسة أمام cop27.. تغير المناخ من أسباب الصراع للحصول على الموارد
أضافت د. فؤاد أنه رغم سعى المرأة الإفريقية لإثبات دورها الايجابى فى المجتمع لكن هناك تحديات تقلل من أداء المرأة مثل إرتفاع معدلات الأمية بين النساء خاصة فى المجتمعات التي ما زالت تعانى من انتشار الصراعات، عدم توفر الموارد المالية للمنظمات النسائية العاملة فى مجال بناء السلام، تصاعد العنف من قبل الجماعات الطائفية والأصولية التي تستهدف النساء ومنها حملات التشهير ضد الناشطات بتشويه سمعتهن، قلة المشروعات التي تهتم ببناء قدرات المرأة الريفية، وأدت التغيرات المناخية إلى تأجيج النزاعات فى بعض المناطق التي يتصارع على مواردها السكان والنازحين مما يتطلب تعزيز قدرات المرأة الإفريقية لمواجهة آثار المناخ وأشكال النزاعات.



