السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

يقاس غنى الدول وفقرها بقدر ما تمتلك من معلومات، فالعصر الذي نعيشه هو عصر الهيمنة المعلوماتية وثورة المعلومات.

 

تابعت اليوم بكل اهتمام كغيرى من المصريين افتتاح الرئيس السيسي للمشروع القومي الشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة العامة المتطورة والقمر الصناعي طيبة 1 فلأول مرة تصبح مصر تمتلك قمر صناعي معلوماتي تكنولوجي خاص بها، فحق لنا جميعاً أن نفتخر وحق لنا جميعاً أن نسير مرفوع الرأس خلف قيادة وطنية مخلصة لوطنها تعمل ليل نهار. 

 

مشروع الشبكة الوطنية الموحدة لخدمات الطوارئ والسلامة سيحقق الأمن السيبرانى الذي يقوم على حماية معلومات الدولة وقدراتها التكنولوجية من أي هجمات معلوماتية مضادة والحفاظ على مقدراتها المعلوماتية، ويوفر المعلومات والبيانات اللازمة للدولة ويقدم لها الدعم المعلوماتي، ويعمل على ربط الجهاز الإداري للدولة بالكامل لدعم قدرات تداول البيانات الحكومية على نحو آمن وسريع ومتطور ما يؤدى إلى الارتقاء بكل الخدمات للمواطنين والتحول الرقمي للخدمات.

وهذا العمل الضخم يمكن أن يتم استثماره في تقديم المعلومات للدول الأخرى لحل أزماتها ومشكلاتها ويقدم برامجه وخدماته بصورة استثمارية مهمة فهو خطوة ثابتة على الطريق الصحيح ولا يمكن بأي حال من الأحوال أن تكون دولة بحجم مصر لا تمتلك مثل هذا المشروع الضخم والقمر الصناعي المعلوماتي الهام، وأعتقد أن خدمات هذا المشروع القومي ستأتي بثمارها قريباً على أرض الواقع في توفير ما يلزم بصورة أفضل لكافة المدن والمحافظات، وتعمل سرعة المعلومات على حل الأزمات في أسرع وقت ممكن.

 

 

وتأتى نقاط النور في هذا المشروع في توطين التكنولوجيا الحديثة في البلد ووجود كوادر مدربة ومؤهلة وخبرات بعقول فذة خاصة أن المشروع قام على أيادي مصرية بمشاركات بحثية عملت طوال خمس سنوات من تصميم وتنفيذ واختبار واختيار للمنتج، والحقيقة أن التنمية التكنولوجية تتماشى جنباً إلى جنب مع التنمية المجتمعية فالطفرات التي تقوم بها الدولة في كل نواحي الحياة كان لزاماً أن تشمل التنمية التكنولوجية، خاصة أن التطور المعلوماتي والتقني يؤثر بلا شك في التنمية المجتمعية،كما أن التكنولوجيا الحديثة لا يستهان بها في التغييرات والتحولات المجتمعية فأجيال الإنترنت والهواتف المحمولة ليست كالأجيال السابقة،وهناك فجوة كبيرة بين دول الشمال والجنوب والعامل الأساسي فيها هو التكنولوجيا وليس الغنى والفقر، فالقدرات التكنولوجية والمعلوماتية هي محور الدول وعمودها الفقري، وإذا كان العلم يبنى بيوتا لا أساس لها والجهل يهدم بيوت العز والكرم، وكذلك الدول فالمعلومة تبنى دولة، ومعلومة مغلوطة تهدم دولة أخرى، فالعلم عمود نور تتأسس عليه الدول وتكتنفه حوائط من الأخلاق، فلنفخر جميعاً بما حققته الدولة المصرية.

تم نسخ الرابط