الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

أعطني إعلامًا فاسدًا وشعبًا جاهلًا أعطيك انهيارًا أخلاقيًا وانقسامًا ودمارًا وشتاتًا في الأمر، وسقوطًا في الهاوية والعكس صحيح.

 

 

 وقديمًا قال جوبلز وزير دعاية هتلر: "أعطني إعلامًا بلا ضمير أعطيك شعبًا بلا وعي". 

والحقيقة.. أن شعبنا ضرب مثالًا يحتذى به في الوعي والفهم والإدراك لجميع الشعوب لما يُحاك ضده من مؤامرات، وإعلامنا كان يقظًا ووقف ويقف بالمرصاد لخوارج العصر وأبواقهم الإعلامية؛ لأنه باختصار هذا الإعلام المقروء، والمسموع، والمرئي، يقوم عليه رجال وطنيون مهنيون متمكنون من أدواتهم يعرفون قواعد المهنة، فالصحفي يعرف كيف يمسك بقلمه، ويعرف الإذاعي جيدًا القبضة على الميكرفون، ويعرف الإعلامي وقفته أمام الكاميرا.

 

 

رسائلنا كانت قوية كالسيوف القواطع أمام مؤامرات الإرهابية، وفهمها جيدًا شعبنا الواعي الذي عرف وخبر أساليب ومكر الخوارج، وذاق مرارة بأسهم في عام مرير من سنوات عجاف مليء بالمآسي أنتم تعرفونها أكثر مني.

 

 

لم تفلح دعوات التخريب مع شعبنا الواعي، الذي وجه ضربات موجعة وأستهزأ بإعلام الإرهابية، وشاهدنا جموع الشعب تخرج في مسيرات احتفالية مؤيدة لمسيرة الوطن في البناء والتنمية وداعمة للقيادة السياسية ومفتخرة بنجاح قمة المناخ التي تناقش مشكلة الكوكب من انبعاثات حرارية وكربونية وتغيرات مناخية، وذلك على أرض الوطن بمدينة السلام فهذا فخر ما بعده فخر.

 

 

والشعب يقول بلسان حال لهؤلاء الخوارج لقد مرقتم من الوطن مروق السهم من الرمية، ولن تفلحوا أبدًا في شق صفنا ووحدتنا، فمن عهد مينا جدنا لم نفترق، ونحن أبناء النيل أبناء الشرق أبناء النور من عندنا تشرق الشمس وغروبها عندكم، نحن أبناء رمسيس الثاني وتحتمس الثالث وأحمس، عرفنا الدولة والنور والمدنية والحرية قبل أن تخبرها وتعبث بها الدويلات القزمية التي تأويكم.

 

 

والسؤال الذي يطرح نفسه هنا، كيف يعيش مطاريد الخارج، وكيف يحيا خوارج هذا العصر بأبواقهم الإعلامية؟ الإجابة باختصار تآمر يومي على وطنهم الذي باعوه، كل يوم خيانة جديدة، كل يوم تدبير في الخفاء، نشر للأكاذيب والشائعات كالعادة، تقاضي رواتب وتمويلات على حساب جثة الوطن، مكر وخديعة وألاعيب لن تهدأ. 

 

وبالتأكيد هؤلاء ينامون نومًا عميقًا بأعصاب باردة؛ لأن عقولهم ذهبت وضمائرهم ماتت وصدورهم أصبحت خاوية وأفئدتهم أصبحت هواء، نفوسهم تربت على حب رضاع الخيانة، وتمادوا وما فطنوا أو فطموا أنفسهم الخبيثة عن رضاع الغدر.

 

 

وخلاصة ما أقول لمطاريد الخارج، أرضنا صلبة وشعبنا واعٍ، ولقد قابلتم النعم بالبطر، وخضتم في شعبكم سنام هذه الأمم وترياق الشعوب وكذبتم فكنتم كالحلس البالي، الذي يضع على ظهر البعير.. يحيا الوطن.  

 

تم نسخ الرابط