أمسية ثقافية حول الدبلوماسية الثقافية والقوة الناعمة بالخارج بالمكتب الثقافي المصري بلندن
برعاية السفير شريف كامل سفير مصر بالمملكة المتحدة، وفي إطار الموسم الثقافي المصري البريطاني افتتحت الدكتورة رشا كمال الملحق الثقافي ومدير البعثة التعليمية بالمملكة المتحدة وأيرلندا الشمالية، محاضرة ثقافية قدمها الدكتور هشام عزمي أمين المجلس الأعلى للثقافة، وذلك بعنوان (الدبلوماسية الثقافية ودور القوة الناعمة في الجمهورية الجديدة )، وذلك بمقر المكتب الثقافي المصري بلندن.
وأشادت د. رشا كمال في كلمتها بدور وزارة الثقافة المصرية (المجلس الأعلى للثقافة، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية)، ودورها الهام في دعم المكاتب الثقافية المصرية في الخارج، وتقديم تنوع ثقافي متميز من مختلف الأنشطه التي تسهم في ربط المصريين بالخارج بوطنهم، وكذلك نشر الثقافة المصرية بالمجتمع الغربي، والذي يمثل في حد ذاته قوة ناعمة يقوم بها المكتب الثقافي بالخارج.
وأوضحت د. رشا أن الندوة أقيمت بالتعاون بين المكتب الثقافي المصري بلندن، ووزارة الثقافة ممثلة في المجلس الأعلى للثقافة، وقطاع العلاقات الثقافية الخارجية.
واضافت د. رشا أن المكتب الثقافي يؤكد دائمًا أن المبعوثين هم سفراؤنا في الخارج، ومما يجعلهم أحد العناصر المهمة لقوة مصر الناعمة، وإعطاء صورة حقيقية عن مصر وما تشهده من تطور وتنمية على كافة الأصعدة، إضافة لإطلاق المكتب برنامج سفراء مصريون بالخارج.
ولقد استعرض د. هشام عزمى، خلال المحاضرة فكرة نشأة الدبلوماسية الثقافية، وأهم النماذج والأمثلة لها في مرحلة ما بعد الحرب العالمية الثانية، سواء على مستوى الأفراد أو المؤسسات، مشيرًا لأهمية القوة الناعمة كأحد الأذرع الرئيسة للدبلوماسية الثقافية منذ نهاية الثمانينات، حيث أصبحت هذه القوة الناعمة هي البديل الأمثل لتحقيق النفوذ والسيطرة للدول من خلال الإقناع والترغيب وتوفير مقومات التقدم والرقي ، حيث تعتمد القوة الناعمة بشكل أساسي على قوة التأثير في الآخر دون اللجوء للقوة الصلبة المتمثلة في ممارسة ضغوط أو فرض العقوبات الاقتصادية أو استخدام سلاح المقاطعة انتهاء باللجوء للقوة المسلحة.
وأشار د.عزمي إلى القوى الناعمة لمصر باعتبارها واحدة من أهم العناصر المؤثرة عبر التاريخ، مستشهدًا ببعض الأمثلة والنماذج لهذه القوة. ثم تطرق بعدها لمفهوم الجمهورية الجديدة، مؤكدًا أنها ليست مجرد تطوير في البنية التحتيه فقط ولكنها تهدف في جوهرها إلى بناء الإنسان المصري والذي يعد أحد عناصر القوة الناعمة المصرية بالخارج بشتى مجالاتها وأشكالها المختلفة ، مع التأكيد على أن القوة الناعمة لا تقتصر فقط على الثقافة والفنون والآداب ولكن تشمل أيضا المجالات الاقتصادية والعلمية والرياضة.
واستشهد د. عزمي ببعض نماذج القوة الناعمة لمصر من الشخصيات العظيمة التي ساهمت في تعظيم صورتها بالخارج في شتى المجالات مثل أم كلثوم، وعبدالحليم حافظ، ومحمد صلاح، والسير/ مجدي يعقوب، والكاتب نجيب محفوظ ودكتور/ أحمد زويل وغيرهم، كما أشار إلى بعض العروض والفعاليات وكذا الاحتفالات المهمة التي أقامتها مصر في الفترة الأخيرة مثل "موكب الموميات العظيم". وأيضا إنشاء عدد من الصروح الثقافية مثل مدينة الثقافة والفنون بالعاصمة الإدارية الجديدة والمتحف القومي للحضارة المصرية.
شهدت الأمسية الثقافية حضورا مميزا من كبار الشخصيات، وأعضاء الجالية المصرية بالمملكة المتحدة، والذي ثمنوا من خلال تفاعلهم دور المكتب الثقافي المصري في مد جسوار التواصل مع الوطن والحفاظ على الهوية، كأحد عناصر القوة الناعمة لمصر بالخارج.
وقد تفاعل الحضور من المثقفين ورؤساء الجمعيات واتحادات الجاليات المصرية، مع فعاليات الأمسية الثقافية ومفهوم القوة الناعمة وأثره على صورة الدولة بالخارج، وكذلك دورها في بناء الجمهورية الجديدة ودعم رؤية القيادة السياسية في توفير حياة كريمة للمواطن المصري.
كما تطرق الحضور لأهمية ربط القوة الناعمة بالهوية الثقافية وأثرها في تعزيز صورة الدولة بالخارج وهو الموضوع الذي سوف تتم مناقشته في إطار المحاضرة التي سوف تنعقد بالمكتب الثقافى المصري بلندن يوم الخميس القادم الموافق ٨ ديسمبر ٢٠٢٢ وعنوانها : " الهوية الثقافية وتحديات العصر الرقمي ".



