ساعات قليلة ونودع عاما مضى من حياتنا بكل ما فيه من أحداث استثنائية ستسجل في ذاكرة التاريخ، بحلوها ومرها، بخسائرها ومكاسبها، بإخفاقاتها وانتصاراتها، بأحزانها وأفراحها، وإلى لقاء بعام جديد تكون أحداثه جابرة لخواطرنا، ومفرحة لقلوبنا ومداوية لجروحنا، عام يحمل مناسبات سعيدة تسر أنفسنا وتسعد بها حياتنا.
مع بداية عام جديد وانقضاء آخر، لا يسعني سوى أن أحمل في قلبي سوى العديد من الأمنيات الخاصة والعامة التي أتمنى تحقيقها بالشكل الذي يرضي الله، ويشبع رغبات متمنيها، راجيا من الله العلي العظيم أن يحقق كل امنياتنا التي لم تتحقق بالأعوام الماضية.
وأن يكون العام الجديد سببًا في إدخال السرور على قلوبنا والفرحة في نفوسنا، داعيا الله عز وجل أن تختفي الأزمات والكوارث والأحداث السيئة والتي أرهقتنا بالعام الماضي.
الجدير بالإشارة أن عام ٢٠٢٢ ترك وراءه العديد من الأحداث المهمة والساخنة وغير المسبوقة والتي فرضت نفسها على الساحة بشكل كبير، منها ما لعب دورا بارزا ومباشرا في تغيير الخريطة العالمية، على سبيل المثال لا الحصر.. إعلان قصر باكنغهام وفاة ملكة بريطانيا إليزابيث الثانية عن عمر ناهز الـ97 عامًا، بالإضافة إلى استخراج جثمان الطفل المغربي ريان ابن الخمس سنوات "متوفى" إثر سقوطه في بئر جافة بعمق ٦٢ مترا، واستمرار تبعات جائحة فيروس كورونا "كوفيد ١٩" وما تلاها من متحورات مختلفة "المتحور أوميكرون" للعام الثالث على التوالي، وظهور مرض جدري القرود، واندلاع الحرب الروسية الأوكرانية وما خلفته من تداعيات اقتصادية وغذائية شديدة، بالإضافة إلى ارتفاع سعر الدولار وما أسفر عنه من ارتفاع متزايد ومستمر في الأسعار ودون انخفاض.
كما شهد ٢٠٢٢ وقائع وأحداثا عربية تحولت إلى أحداث عالمية، منها استضافة قطر لمونديال كأس العالم وما أسفر عنه من إحداث طفرة في كرة القدم خاص الفرق العربية على سبيل المثال لا الحصر فوز المنتخب السعودي على الأرجنتين "بطل كأس العالم ٢٠٢٢"، فضلا على الهزيمة التي تكبدها منتخب فرنسا حامل اللقب في البطولة الماضية أمام تونس، بينما ما قام به المنتخب المغربي من هزيمة المنتخب الكندي والبلجيكي والإسباني ووصوله إلى المربع الذهبي على حساب المنتخب البرتغالي، الأمر الذي جعل مشوار المغرب في البطولة يتحول إلى حدث مهم تداولته كافة وسائل الإعلام العالمية باعتباره أول منتخب عربي يتأهل للأدوار النهائية في كأس العالم، فضلا عن إقامة الأمم المتحدة قمة المناخ COP27 بمدينة شرم الشيخ في مصر بمشاركة اكثر من ٦٦ ألف مشارك من مختلف دول العالم، والإعلان عن انطلاق أعمال الحوار الوطني وغيرها من الأحداث التي سيسردها التاريخ للأجيال القادمة.
الأمنيات هي الاحلام والآمال التي يحيا الإنسان بها ومن أجلها، ولكل شخص أمنية أو حلم يتمنى تحقيقه، لهذا نجده يسعى ويجتهد دوما من أجل الوصول إلى مبتغاه، ولعل أجمل لحظات الحياة هي عندما يتمكن الإنسان من تحقيق تلك الأمنيات. لذا مع اقتراب العام الجديد أتمنى لي ولكم تحقيق كافة أمانيكم كما أرجو:
- أن يرضى الله عنا ويجعلنا من العباد الذين تطمئن قلوبهم وينعمون براحة البال في حياتهم.
- أن يعم السلام الحقيقي في جميع أنحاء الكرة الأرضية.
- أن تنعم البشرية بالأمن والأمان ويغمر قلوبنا السعادة والرضا.
- أن يكون الاحترام المتبادل هو الأسلوب ولغة التعامل بين الناس كافة.
- أن يسود الحب في نفوس الجميع، وتمنى الخير للغير.
- أتمنى عاما جديدا مليئا بالآمال والإنجازات، وأن تتحول فيه حياتنا للأفضل.
دمتم ودامت امانيكم السعيدة عاما بعد عام، وأن يجعل الله عام ٢٠٢٣ عام اليمن والبركات.