من أهم علماء الدين وأحد أبرز وأشهر مفسري القرآن الكريم في العصر الحديث، تميز أسلوبه بالبساطة في توصيل المعلومة من خلال شرح مبسط لتفسير المصحف الشريف، ما جعله يصل إلى قلوب محبيه في مصر والعالم كله بسهولة ويسر حتى لقب بـ"إمام الدعاة"، وأيقونة الدين الإسلامي، وصاحب الكاريزما، هو الشيخ الجليل "محمد متولي الشعراوي" رحمة الله عليه.
والذي كان وما زال يتمتع بسيرة طيبة وعطرة تفوح رائحتها من بستان حياته المليء بالعطاء الذي لم ينقطع أو يتوقف بموته.
الآن رغم مرور ٢٥ عامًا "ربع قرن" على وفاة وتشييع جثمان الإمام الراحل في جنازة شعبية مهيبة شارك فيها كافة أطياف الشعب، إلا أننا شهدنا العديد من القنوات والمنصات الإعلامية تتناول تصريحات لعدد من الشخصيات الذين يزعمون أنهم أصحاب فكر تنويري، يقومون بإثارة ضجة إعلامية وبلبلة فكرية، بهدف قلب الحقائق والاحتيال على عقول الناس وتضليل الرأي العام، خاصة فور الإعلان عن عمل مسرحي يستعرض سيرة الإمام "محمد متولي الشعراوي" بعد صياغتها دراميا لكي تقدم على خشبة المسرح القومي، وهنا ظهر على الساحة من يريدون هدم القدوة، والمرجعية، والرمز، وقاموا بالتكشير عن أنيابهم الحادة ونهش سيرة علم من أعلام الدين الإسلامي.
لذلك انتفضت شرائح المجتمع المختلفة رافضة الهجوم غير المبرر على إمام الدعاة، كما دفع عدد من النواب إلى تقديم طلبات إحاطة إلى رئيس مجلس الوزراء ورئيس الهيئة الوطنية للإعلام ووزيرة الثقافة ضد الحملة الممنهجة للتطاول على رمز وطني مثل "الشعراوي"، أجمع على حبه المسلمون وغير المسلمين، مطالبين بالتحقيق مع الإعلامي المتطاول ووقف برنامجه، مؤكدين أن بعض البرامج أصبحت منابر للتشكيك في ثوابت الدين وعلمائه وشيوخه محاولين إحداث حالة من الجدل والاختلاف حول النصوص والأحاديث النبوية واجتهادات العلماء والشيوخ مستخدمين في ذلك بعضا من وسائل الإعلام، وهذا من شأنه التعدي والتهجم والادعاء على الإسلام بشكل عام ورموزه بشكل خاص.
هذه ليست هي المرة الأولى للشخص الذي يخرج علينا بأسلوبه المستفز ورأيه الشارد المشوش، فقد سبق ذلك إنكاره لمعجزة رحلة الإسراء والمعراج، وتشكيكه في تأدية صلاة التراويح بالمساجد، والهجوم على سيف الله المسلول "خالد بن الوليد" وبالأخير يظهر متطاولا على الشيخ "محمد متولي الشعراوي" بل ويتهمه بالتطرف.
الجدير بالإشارة أن الشيخ الشعراوي رحمة الله عليه من أبرز رموز علماء وشيوخ المسلمين في مصر والعالم الإسلامي، ولد في ١٥ إبريل ١٩١١، تقلد منصب وزير الأوقاف على مدار عامين، واختارته رابطة العالم الإسلامي بمكة المكرمة عضوا بالهيئة التأسيسية لمؤتمر الإعجاز العلمي في القرآن الكريم، ثم تفرغ لتفسير القرآن الكريم بطريقته العامية وأسلوبه المبسط من خلال برنامجه "خواطر"، له مواقف كثيرة متنوعة منها: الطريفة والإنسانية والوطنية التي لا تنسى، على سبيل المثال مقولته: "إذا كنت قدرنا أعاننا الله عليك، وإذا كنا قدرك أعانك الله علينا"، أثناء اللقاء الشهير مع الرئيس الراحل محمد حسني مبارك، وقد وافته المنية في يوم ١٧ يونيو ١٩٩٨، ودفن بمسقط رأسه بقرية دقادوس مركز ميت غمر بمحافظة الدقهلية.
في النهاية أوجه رسالتي هذه إلى كل من تسوّل له نفسه، عندما تريد البحث عن الشهرة الإعلامية وإثارة البلبلة أو لو كنت تلهث وراء "التريند" فعليك أن تختار الشخصية التي تناسب فكرك العقيم، حيث إنك اقترفت خطأ لا يغتفر عندما تجاوزت في الحديث عن قامة كبيرة وقيمة دينية اجتمعت عليها القلوب مثل شيخنا الراحل الإمام الشعراوي بالشكل المغلوط. "احذر.. الشعراوي خط أحمر".



