عاجل| "وزع شربات بعد استشهاد ابنه"..ما لا تعرفه عن "عمدة السينما"
تحل اليوم 19 يناير، ذكرى رحيل الفنان صلاح منصور، وهو من مواليد 17 مارس 1923، تخرج في معهد التمثيل عام ،1947 لكنه بدأ حياته الفنية على المسرح المدرسي عام 1938 أثناء دراسته.
عمل محررا في مجلة روزاليوسف عام 1940، ثم كون من زملاء دفعته فرقه المسرح الحر عام 1954، وكانت أول أعماله فيلم "غرام وانتقام" عام 1944، ليشارك بعدها في عشرات الأعمال ما بين السينما والمسرح وأيضا التلفزيون.

عمدة السينما المصرية
لقب الراحل صلاح منصور بعمدة السينما المصرية، وذلك بعدما جسد دور العمدة عتمان في فيلم الزوجة الثانية لشكري سرحان وسعاد حسني، ذلك الدور الذي يعتبر نقطة فارقة في حياته الفنية، بل يعتبر علامة من علامات السينما المصرية، فقد استطاع أن يجسده ببراعة تجعلنا نتذكره ونتذكر كلماته إلى الآن، وبسبب هذا الدور ظل منصور محصور في أدوار الشر لفترة كبيرة لعل نظرته الحادة المعبرة أيضا كانت سببا في حصره في تلك الأدوار.
بدايته الفنية
عشق التمثيل منذ طفولته ووقف على المسرح لأول مرة وهو في عمر 15 عاما حيث قدم دور هاملت، وألتحق في أول دفعة بالمعهد العالي للفنون المسرحية والذي تخرج معه كلا من؛ فاتن حمامة وشكري سرحان وعمر الحريري وفريد شوقي، ولعل نجوميته قد تأخرت عنهم بالرغم من موهبته الكبيرة حتي ظل يقدم أدوارا صغيرة لفترة طويلة ولكن كان دائما يسعى أن يترك بصمة في تلك الأدوار حتى لو كانت أدوار صامته فنتذكر جيدا عندما قام بدور المجنون مع إسماعيل ياسين في مستشفى المجانين.
أبناء صلاح منصور
عاش منصور حياة حزينة حيث فقد ابنين له؛ الأول وهو طفل حيث كان يعاني من ضمور في أعضائه، وبدأ منصور معه رحلة العلاج، وكان يسافر إلى لندن كل عام حتى يستكمل رحلة علاجه ويصرف كل نقوده فطلب العلاج على نفقة الدولة، وبالفعل تم صرف ثلاثة أشهر له لكنهم رفضوا تجديده، وفي إحدى المرات وهو في لندن تقابل مع الرئيس السادات الذي طلب منه علاج ابنه على نفقة الدولة ووافق فطلب منه أن يكتب تلك الموافقة، أما ابنه الثاني فقد استشهد في حرب أكتوبر، وعندما أبلغوا بالخبر وزع الشربات ورفض أن يستلم مكافأته ومعاشه وتبرع بهم للجيش المصري.
وفاته
لم يستطع أن يحتمل كل هذا الحزن وأصيب بعدة أمراض، وتمكن السرطان منه حتى توفي على أثره في مثل هذا اليوم عام 1979، تاركا ورائه أعمالاً لا ينساه تاريخ السينما المصرية.
وكانت آخر كلماته لزوجته وهو على فراش الموت، عندما أيقن أن تلك هي لحظاته الأخيرة؛ هي "لا تبكي .. فقد عشت عمري وأنا أكره الدمع في عيونك ولن أحبه بعد موتي"؛ ولم تستطع زوجته أن تتمالك دموعها.



