خطوط روسيا الحمراء تتحطم على عتبة الناتو
لم تمر سوى أيام معدودة على تعديل وزير الخارجية الأمريكي الأسبق، وفيلسوفها الاستراتيجي طوال ٧٠عامًا الألماني الأصل هنري كيسنجر، البالغ من العمر ٩٩ عامًا، موقفه من رفض انضمام أوكرانيا للناتو، إلى الموافقة على انضمامها بل وطلب مساعدتها عسكريًا، حتى أطلق الغرب العنان في العداء للاتحاد الروسي وتجاوز كل خطوط الرئيس فلاديمير بوتين الحمراء بتزويد أوكرانيا بالأسلحة الهجومية.
وذهبت ألمانيا والولايات المتحدة وغيرها من الدول الغربية بالموافقة على إرسال دبابات قتال رئيسية إلى أوكرانيا لأبعد مما كان يعتقد الكثيرون أنه واقعي قبل أشهر فقط.
وأظهرت الدول الغربية تحديًا كبيرًا في تجنب هجوم روسي، ونحت جانبا مخاوفها من أن الأسلحة الأكثر تقدما تهدد باستفزاز الرئيس الروسي فلاديمير بوتين.
وتطبيقًا للمثل الذي يقول اطرق الحديد وهو ساخن أسرع القادة الإوكرانيون إلى طلب مقاتلات غربية حديثة بعد ضمان الموافقة على منحهم دبابات ألمانية وأمريكية.
قال وزير الدفاع الأوكراني أوليكسي ريزنيكوف لشبكة CNN هذا الأسبوع: "لقد أرسلت بطاقة قائمة الرغبات إلى سانتا كلوز العام الماضي، وكانت الطائرات المقاتلة مدرجة أيضًا في قائمة الرغبات هذه".
علنًا، تجنب القادة الغربيون مناقشة الطائرات المقاتلة المتجهة إلى أوكرانيا، ولم يكونوا مدرجين رسميًا على جدول أعمال اجتماع بين أوكرانيا وحلفائها في رامشتاين، ألمانيا، الأسبوع الماضي.
ولكن بينما أعلن السكرتير الصحفي للبنتاجون عن تسليم الطائرات المقاتلة في العام الماضي لتحقيق "زيادة طفيفة في القدرات، ومخاطر عالية"، يقول الآن جون فينر، نائب مستشار الأمن القومي الأمريكي، إنهم "لم يستبعدوا دخول أي أنظمة محددة "، بما في ذلك مقاتلات F-16.
وأثارت هولندا أيضًا بعض الدهشة في الأسبوع الماضي، عندما أخبر وزير خارجيتها عضوًا بالبرلمان يسأل عن طائرات F-16 أنه "عندما يتعلق الأمر بالأشياء التي يمكن أن توفرها هولندا، فلا توجد محظورات".
لكن القادة الروس كانوا على أهبة الاستعداد لإرسال رسالة مفادها أن خياراتها في الحرب لم تنفد ولديها من الوسائل غير النووية للردع الكثير بإرسال الفرقاطة الأدميرال جورشكوف إلى المحيط الأطلسي شرق الولايات المتحدة الأمريكية، واستخدام صواريخ كينزال الخنجر اليوم الخميس، في أوكرانيا وتصعيد التحذيرات من حرب عالمية ثالثة على لسان قادتها.
المثير في الأمر أن قادة الحزب الجمهوري الذي يسيطر على مجلس النواب الأمريكي، اختفت نبرات أصواتهم في معارضة دعم أوكرانيا ماليًا وعسكريًا، يؤشر إلى أن هناك شيئا ما في المطبخ على المستوى الاستراتيجي يجرى إعداده أكبر من المكايدة السياسية في بيت الحكم الأمريكي. فلا يخفى على أحد أن عالم جديد يتشكل في ظل مقاومة عنيفة من القوى المسيطرة على شؤون العالم.
وبدأ حديثًا يسمع بوضوح في الغرب أن مقاتلات F-16 الأمريكية الذي جرى تطويرها لأول مرة في السبعينيات، وهي طائرة مقاتلة عالية المناورة، قادرة على حمل ستة صواريخ جو - جو أو جو - أرض تحت أجنحتها، ولم تعد الولايات المتحدة تشتريها، ولكن لا يزال يتم شراء النسخ الجديدة منها من قبل دول العالم الثالث.
ولاحظت الشركة المصنعة الحالية للطائرة المقاتلة، لوكهيد مارتن. اعترف رئيس العمليات بها، فرانك سانت جون، لصحيفة فاينانشيال تايمز هذا الأسبوع أنه كان هناك "الكثير من المحادثات حول نقل طرف ثالث لطائرات F-16" ، وأن النسخة الجديدة الطائرات F-16 التي دخلت الإنتاج مؤخرًا يمكن أن تصل أوكرانيا عن طريق طرف ثالث.



