الأربعاء 24 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

دعوني استثمر الاحتفال بمناسبة عيد الحب العالمي "الفالنتين" الذي يحتفل به العالم يوم ١٤ فبراير من كل عام، اسمحوا لي أن أصطحبكم في رحلة البحث عن الحب الحقيقي، وأن ألقي الضوء على معنى ومفهوم وقيمة هذا الحب في حياتنا، بالإضافة إلى إبراز ثمار ما نجنيه من الامتثال لهذه المشاعر والأحاسيس التي نتعايشها، من أجل حياة جميلة مليئة بالتفاؤل.

"الحب" هو مجموعة متنوعة من المشاعر الطيبة والأحاسيس الصادقة والنقية النابعة من القلب دون أي مؤثرات خارجية، كما أنه يعد من أسمى معايير الإنسانية التي نشعر من خلالها بالأمان والعطف والود والرحمة، وغيرها من مشاعر وأحاسيس خالية من المصالح والاستغلال والمكاسب الشخصية.

 

"الحب" الحقيقي من أرقى وأجمل لغات التواصل بين المخلوقات، حيث إن لغة الحب لا يتقنها إلا الصادق، ولا يستطيع تذوقها سوى المخلص صافي النية صاحب الأخلاق الطيبة، الأمر الذي يدفعنا إلى ضرورة المساهمة في تهيئة المناخ المناسب للارتقاء بمشاعرنا النبيلة.

 

"الحب" هو مصطلح له معنى واحد، لكننا نستخدمه في مجالات متعددة، علما بأن مشاعر الحب تختلف من علاقة إلى أخرى، منها العاطفية والوجدانية وأخرى فطرية وغيرها من مشاعر وأحاسيس متنوعة وذلك على حسب نوع الصلة والترابط بين الأشخاص بعضهم البعض.

 

لعل من أسمى علاقات الحب المتعددة هي التي تربط بين العبد وربه، ويليها حب أفراد العائلة والأصدقاء والأقارب، بينما هناك علاقة حب ومشاعر من نوع آخر مثل حب العمل وحب الذات وأخيرًا الحب الرومانسي بين الرجل والمرأة الذي ينمو ويصل إلى أعلى درجاته وهي مرحلة العشق.

 

"الحب" ليس حكرًا على العلاقة الرومانسية والعاطفية بين الرجل والمرأة، الحب يا سادة هو العلاقة الطيبة بين بعضنا البعض، الحب يحتاج إلى قلب طاهر نقي يشعر بالآخر مهما كانت صلة قرابته بك أو علاقتك به، الحب يحتاج لمناخ إنساني تتخلله مشاعر أخلاقية لكي ينمو، الحب هو الرأفة بالضعيف ومساعدة الفقير ومساندة المحتاج وغيرها من المشاعر الأخلاقية التي هي أساس الحب الحقيقي.

 

"الحب" هو المظلة التي تحمي علاقاتنا الإنسانية، ومن يفهم معنى وقيمة الحب الحقيقي جيدا، ويستطيع أن يطبق معانيه النبيلة بصدق، ويوظفه في مكانه المناسب وبالشكل الصحيح والسليم؛ سوف تسير حياته على أكمل وجه وأفضل صورة ويحيا حياة سعيدة.

 

اتفقت الشرائع السماوية كافة على ضرورة التحلي بالحب والتسامح والحفاظ على حياة مليئة بالأخلاق الفاضلة، وحث الدين الإسلامي على المحبة والمودة، حيث جاء بكتابه الكريم في صورة ص "فقال إني أحببت حب الخير عن ذكر ربي حتى توارت بالحجاب". وفي حديث شريف قال رسول الله ﷺ "إذا أحب الرجل أخاه فليخبره أنه يحبه".

 

في ظل الظروف الصعبة التي يعيشها العالم بأكمله، أعتقد أن المخرج الوحيد لنا من هذه الأزمات المختلفة والمتلاحقة هو أن نحب بعضنا البعض، وأن تكون لغة التواصل والتعامل بيننا يغمرها مشاعر الحب، حتى نستطيع أن نعبر الأزمات ونتغلب على المحن وأن نخرج من مشاكلنا المتراكمة، وأخيرا علينا أن نسأل أنفسنا أين نحن من هذا الحب؟ ولهذا :

- أحبوا بعضكم وتمنوا الخير للغير.

- حب عملك، وراعِ ضميرك فيما تقوم به.

- تواصل مع أفراد عائلتك بحب، ولا تنسَ أن تصل رحمك.

- انتماؤك لوطنك وحبك لترابه، أسمى معاني الولاء.

- الحب دون مقابل من أسمى العلاقات الإنسانية الصادقة.

- حب الذات يبعدك عن سعادة الآخرين.

- الحب بأشكاله المتعددة أساس العلاقات بين البشر.

- لا سعادة من دون حب.. ولا حب دون سعادة.

 

 

تم نسخ الرابط