الفنان الكوميدي المعروف.. أحالته الجامعة للنيابة وأجبرته على الاستقالة بسبب "10" جنيهات
الفنان الكوميدي "ض.أ" تقدم بطلب للاستقالة من وظيفته بجامعة القاهرة، بسبب تعنت إدارة “رعاية الشباب”، التي اتهمته بالجمع بين وظيفتين، وأحالته إلى النيابة الإدارية للتحقيق معه حول الواقعة المذكورة.
ورغم موافقة وكيل الجامعة على أن يعمل الفنان الكوميدي الشاب "خارج الحرم"، مادام ذلك في غير "أوقات العمل" الرسمية، إلا أن إدارة "رعاية الشباب"، ضربت بهذا القرار عرض الحائط، وأصرت على إيقاف صرف المكافأة المقررة له، حتى يتم البت في آمره.
وأمام هذا التعنت الغريب وغير المبرر، لم يجد الفنان "ض.أ" بدًا من تقديم استقالته إلى الجامعة، بعدما ذاق الأمرين، لتتواصل فصول المأساة برفض استقالته "مرتين" بحجة أن المسرح الأكاديمي في حاجة إلى خبراته!
تفاصيل مأساة الفنان الكوميدي الشهير
تفاصيل القصة “الغريبة” نشرت على صفحات جريدة "أخبار اليوم"، لتحكي معاناة الفنان الكوميدي “الشهير”، والتي استمرت لمدة أربعة أشهر متصلة، وذاق فيها الأمرين ليقضي يومه بين النيابة الإدارية وجامعة القاهرة، بسبب قرار وقف المكافأة المقررة له، عن عمله كمخرج بالمسرح الأكاديمي.
بدأت فصول القصة المثيرة بعد حصول الفنان الكوميدي الأسمر النحيل، على شهادة ليسانس الآداب "قسم اجتماع" بتقدير جيد، وكان يقوم بدور المشرف الفني بمسرح الجامعة، قبل أن يصدر قرار تعيينه ضمن أوائل الخريجين، كمخرج للمسرح الأكاديمي، ، نظير مكافأة مالية شهرية “شاملة للغلاء”، وقدرها 10 جنيهات! لتصبح الفرحة فرحتين بـ"النجاح والتعيين".
ارتضى الفنان الشاب بالمبلغ الضئيل، عله يكون "فاتحة خير" في بداية مشواره الفني الاحترافي، لكن القدر لم يكتب لهذه القصة النهاية السعيدة كما اعتقد.
فبعد عدة أشهر أصبح "ض.أ" عضوًا بمسرح التليفزيون العربي، وهنا ثارت إدارة "رعاية الشباب" بالجامعة، واعتبره مسؤولوها مخالفًا للوائح المنظمة للعمل، وقانون الجمع بين وظيفتين، لتحيله إلى النيابة الإدارية، وتوقف راتبه "الهزيل" الذي كان يعينه على متطلبات الحياة، لحين الفصل في أمره.
سطور هذه القصة حدثت بالفعل قبل 60 عامًا، وكان بطلها الكوميديا الراحل الضيف أحمد، مؤسس ونجم فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، كما رواها الكاتب الصحفي الراحل محمود عارف "توفي في أكتوبر 2016"، عبر عموده الثابت “قصة إلى قلبك”، على صفحات جريدة "أخبار اليوم" في 14 فبراير عام 1963، وكان وقتها الفنان الشاب قد أتم عامه السابع والعشرين.
عاصر "عارف" أزمة نجم فرقة "ثلاثي أضواء المسرح"، وهو في بداية مشواره الفني الجامعي - قبل الاحتراف - ليرصدها عبر جريدة أخبار اليوم، عله يجد آذانًا صاغية، تساعد في إيجاد حل لمشكلة هذا الشاب اليافع، الذي لم يكن لديه أي مصدر آخر للدخل، يعينه على مصاعب ومتطلبات الحياة.
سلّط "عارف" الضوء على تعنت "إدارة رعاية الشباب"، بوصفه أحد أشكال "البيروقراطية"، التي يمارسها بعض الأشخاص عن "جهل" سافر لأبجديات التعامل بـ"روح القانون"، وإغلاق سبل توفير "حياة آدمية كريمة" لشاب في مقتبل عمره، برغم موافقة الدكتور الراحل التهامي عبد الرحمن، وكان يشغل منصب "وكيل الجامعة" حينها، تعاطفًا مع ظروف هذا الشاب المكافح.
جدير بالذكر، أن الممثل والمؤلف والمخرج الراحل الضيف أحمد، ولد في أسرة فقيرة، مكونة من 7 أبناء، كان ترتيبه بينهم قبل الأخير، في قرية تمي الأمديد بمحافظة الدقهلية في 12 فبراير 1936.
لمع نجم "الضيف" في بداياته المراهقة على مسرح الجامعة، قبل أن يختاره الفنان الراحل فؤاد المهندس للمشاركة في مسرحية "أنا وهو وهي" عام 1964.
بعدها بثلاثة أعوام تعرف عليه الجمهور، بعد تكوينه لفرقة "ثلاثي أضواء المسرح" مع رفيقيه "سمير غانم" و"جورج سيدهم" منتصف الستينيات، لتشهد السنوات القليلة المتبقية من عمره، ذروة نشاطه الفني قبل الرحيل، ويقدم خلالها مع فرقته 29 عملًا فنيًا متنوعًا ما بين السينما والتليفزيون والمسرح.
وفي 16 إبريل عام 1970، رحل الفنان المحبوب عن دنيانا بـ"السكتة القلبية" عن عمر يناهز 34 عامًا، تاركًا خلفه إرثًا فنيًا لا يقدر بثمن، وضعه في مصاف نجوم الكوميديا الذين يصعب تعويضهم، بعدما حفر اسمه بحروف من نور داخل قلوب محبيه ومعجبيه.
وبرغم مسيرته الفنية القصيرة، إلا أن الكوميديان الراحل أبى أن يغادر دنيانا قبل أن يترك بصمته عبر مشاركته في 48 عملًا فنيًا ما بين السينما والمسرح والتليفزيون - 40 فيلمًا، 4 مسرحيات، 2 مسلسل، 2 فوازير"، بالإضافة لكتابة قصة فيلم "ربع دستة أشرار"، الذي اكتفى فيه بالتأليف ولم يشارك فيه بالتمثيل.
وتعد أفلام "عروس النيل، المشاغبون، مراتي مدير عام، 30 يوم في السجن، شاطئ المرح، شقة الطلبة، شباب مجنون جدًا، العريس الثاني، الزواج على الطريقة الحديثة، العميل 77، المجانين الثلاثة"، هي الأشهر على مدار مسيرته الفنية، التي اختتمها بفيلمي "لسنا ملائكة" و"واحد في المليون" في نفس عام رحيله "1970".



