ودع المجتمع الإسلامي عيد الأضحى المبارك أعاده الله علينا وعليكم بالخير واليمن والبركات، بعد أن ملأ حياتنا بالسعادة وغمر قلوبنا بالفرحة، ونفوسنا بالرضا وراحة البال. كما أضفى العيد حالة من البهجة على الشارع والأسرة المصرية خاصة والعالم الإسلامي عامة، وسادت أجواء من المحبة والتسامح بين المسلمين.
وكالعادة حل عيد الأضحى ضيفًا لمدة أربعة أيام كانت بمثابة مصدر رئيسي لفتح باب رزق للعديد من المواطنين وأصحاب المشاريع التجارية، خاصة أصحاب المحالات والمطاعم التجارية والملاهي الترفيهية، كما هو معتاد في كل عام.
برغم اختلاف أساليب وأشكال الاستعداد لعيد الأضحى من أسرة إلى أخرى، ومن دولة إلى أخرى، ورغم اختلاف الثقافات ومظاهر الاحتفالات المتعددة والمتنوعة بالعالم الإسلامي، لكن هناك شعائر وعادات وطقوس متشابهة بينهما منها على سبيل المثال: تجمع الأسرة في صلاة العيد بالمساجد والساحات الشعبية وقيام البعض بزيارة القبور، بالإضافة إلى ذبح الأضاحي وتوزيعها على الأقارب وأهالينا من الأسر المحتاجة، فضلًا عن تبادل الزيارات بين أفراد العائلة من أجل تحقيق صلة الرحم.
أيضًا الخروج إلى المتنزهات والتي شهدت انتعاشة كبيرة وإقبالا جماهيريا كثيفا طوال أيام العيد بكافة المحافظات المصرية، حيث شهدت حديقة الحيوان والمولات والملاهي والسينمات إقبالا شديدا من قاطني محافظة الإسكندرية وزوارها، كما ساهم ارتفاع درجات الحرارة في زيادة نسبة رواد شواطئ عروس البحر المتوسط على مدار أيام عيد الأضحى وحتى الآن.
كما ساهم العيد في فتح أبواب رزق لشباب الثغر، وانتشرت أشكال جديدة للعديد من المشروعات الموسمية، منها على سبيل المثال لا الحصر، تحويل ساحة السيرفس إلى أماكن التزحلق باستخدام "الباتيناج" الأمر الذي جعل بعض الشباب يقومون بتأجير أحذية التزحلق، وهناك من استغل كورنيش ومعالم الإسكندرية خاصة كوبري ٤٥ الجديد وقام بتحويله إلى مكان لعمل جلسات التصوير "الفوتوسيشن"، وقد استغل بعض الشباب حيواناتهم الأليفة "النسانيس والصقور والكلاب المدربة" في عمل جلسات تصوير بمقابل مادي.
لم يتوقف الأمر عند هذا الحد بل شهدت الساحة الغنائية إنتاج العديد من الأغاني المخصصة للأعياد، إلا أن "أم كلثوم وصفاء أبو السعود وياسمين الخيام" لا يزلن هن صانعات البهجة في نفوسنا مهما مرت السنوات، ولا تزال "يا ليلة العيد، أهلًا بالعيد، الليلة عيد" هي الأغاني الأهم والأكثر انتشارًا في الأعياد سواء "الأضحى أو الفطر" منذ أن تم غناؤها من عشرات السنين وحتى يومنا هذا وهي تتربع على عرش قلوبنا دون منازع.
ولا أستطيع أن أنكر ما تعرض له سوق تجارة المواشي بسبب الأزمة الاقتصادية التي ضربت العالم بأكمله، الأمر الذي نتج عنه ارتفاع أسعار اللحوم بشكل مبالغ فيه، وما أسفر عنه من اختفاء الجزار المتجول نظرًا لعزوف الكثير من المواطنين عن شراء الأضاحي وذبحها بالمنزل، فهناك من استكفى بشراء الصكوك وآخرين التزموا بالذبح داخل المجازر. وكان للحكومة موقف وطني وذلك عندما قامت بطرح اللحوم بأسعار مناسبة للجميع من خلال منافذ وزارة الزراعة، ومنافذ أمان، ومنافذ القوات المسلحة، وذلك لمواجهة جشع التجار والجزارين.
في النهاية بعد أن ودعنا عيد الأضحى بزحمته ولحمته، علينا أن نعي جيدًا أنه بأيدينا أن نجعل كل أيامنا أعيادًا من خلال مواصلة حرصنا على صلة الرحم، ومساندة ودعم أهالينا البسطاء من المحتاجين والفقراء، وألا نتوقف عن مواصلة فعل الخير وتقديم الصدقات، وجبر الخواطر.
وأخيرًا أتمنى أن يجعل الله أيامكم كلها أعيادًا وأوقاتكم فرحًا وسعادة دائمة، رزقكم الله الخير والبركة.



