عاجل| 100سنة على الرحيل.. "مطرب الشعب" أيقونة مصرية ضد الاحتلال
تحل اليوم الذكرى المائة على وفاة أب الموسيقى المصرية والعربية، ومؤسس النهضة الموسيقية في مصر والعالم العربي، الشيخ سيد درويش، الذي وافته المنية في مثل هذا اليوم 10 سبتمبر 1923.
سيد درويش الملقب بمطرب الشعب استطاع تحويل الموسيقى لغة عالمية
كان الراحل العظيم قد استطاع أن يحول الموسيقى إلى لغة عالمية فكان يقول دائما "أن الموسيقى لغة عالمية ونحن نخطئ عندما نحاول أن نصبغها بصبغة محلية يجب أن يستمع الرجل اليوناني والرجل الفرنسي والرجل الذي يعيش في غابات أواسط أفريقيا إلى أي موسيقى فيفهم الموضوع الموسيقي ويتصور معانيه ويدرك ألغازه"، لذلك نجد ألحانه وأغانيه ما زالت حية يتغنى بها الوطن العربي.
واستطاع سيد درويش أن يستخدم ألحانه في الجهاد الوطني، حيث ارتبطت أعماله بهموم الشعب في فترة التحولات الوطنية والفنية والفكرية، وتغير هدف الموسيقى المصرية بعد ألحانه من مجرد طرب ليجعل منها رسالة أكبر وهي استخدام هذا الفن العظيم في الجهاد الوطني والإصلاح الاجتماعي، فكانت ألحانه دائما مصدر قوة للمصريين خلال فترة الاحتلال الإنجليزي وثورة 1919 فغنى "قوم يا مصري" واستطاع بذكاء شديد أن يجعل كل مصري يردد اسم سعد زغلول بعد أن قرر الاحتلال منع تداول اسمه وقدم أغنية "يا بلح زغلول يا حلاوتك يا بلح.. يا بلح زغلول يا زرع بلدي.. عليك أنادي في كل وادي" وغنتها المطربة نعيمة المصرية، وانتصر مطرب الشعب على الإنجليز، ليكون الأيقونة الفنية لهذه الثورة الشعبية العظيمة.
ومن أجمل ألحانه التي ما زالت الملايين تتغنى بها يوميا هو النشيد القومي لبلدنا الحبيب مصر "بلادي بلادي".
واستخدم ألحانه أيضا في الإصلاح الاجتماعي "استعجبوا يا أفندية ليتر الكاز بروبية". تميزت ألحان الشيخ سيد درويش بالانتشار السريع بين الشعب، فكان لكل لحن قصة ومناسبة أثرت فيه بشكل كبير، فأول أغنية لحنها كانت "زوروني كل سنة مرة حرام تنسوني بالمرة" وكانت مناسبتها أن امرأة يحبها قالت له هذه العبارة.
في 17 مارس 1892 ولد الملحن والمطرب المجدد للموسيقى العربية الشيخ سيد درويش بالإسكندرية، ودرس في معهد ديني لأحد مساجد الإسكندرية، وحفظ القرآن، وحصل على لقب الشيخ سيد درويش، ثم درس لمدة عامين في الأزهر.
وتدرب على الإنشاد الديني وعمل في الفرق الموسيقية ولكنه لم يوفق فعمل في البناء ومن هنا بدأ مشواره الفني عندما اكتشفه الأخوان "سليم وأمين عطا الله" وطلبا منه السفر معهما إلى الشام عام 1908 وتمكن درويش من تعلم الموسيقى بشكل أكبر، استغرقت هذه الرحلة أقل من عام ثم عاد إلى الشام مرة أخرى عام 1912 لاستكمال دراسة علوم الموسيقى على يد عثمان الموصلي، الشيخ علي درويش والشيخ صالح الجذبة، وتمكن من إتقان العزف على العود وكتابة النوتة الموسيقية فلحن أول أدواره "يا فؤادي ليه بتعشق" ثم عاد إلى الإسكندرية عام 1914، ليبدأ رحلته في التلحين وذاع صيته بالأوساط الفنية في القاهرة وأعجب الشيخ سلامه حجازي به وقال عنه للجمهور "إن هذا الفتى هو عبقري المستقبل" وعرف بأسلوبه الجديد في التلحين، ولحن أول أوبريت "فيروز شاه" لفرقة الممثل الكبير جورج أبيض.
وكان عام 1918 نقطة تحول في مشوار درويش الفني فأصبح يلحن لجميع الفرق المسرحية الكبيرة مثل فرقة "نجيب الريحاني"، فرقة "منيرة المهدية" و فرقة "علي الكسار" ولقب بـ أبو المسرح الغنائي.
كما استطاع درويش إدخال الغناء البوليفوني للموسيقى في مصر لأول مرة من خلال أوبريت "العشرة الطيبة، "أوبريت شهرزاد" و"أوبريت البروكة". أثر درويش في كل الملحنين وترك بصمة كبيرة في الموسيقى العربية والتاريخ المصري رغم نشاطه الفني القصير إلا أنه ترك العشرات من الأدوار، أربعين موشحا، مائة طقطوقة، و30 رواية مسرحية وأوبريت، هذه الموشحات والأدوار اشتهرت شهرة كبيرة في سائر البلاد العربية وأصبحت المادة الثقافية الفنية لكل فنان وأصبح قياسا للمعرفة الموسيقية هو حفظ ألحان الشيخ سيد وأدواره وموشحاته وأهازيجه.
تم تكريمه من خلال تجسيد شخصيته في مسرحية "سيد درويش" وفي مسلسل "أهل الهوى" و"أهو دا اللي صار" وفى فيلم “سيد درويش”.



