الإثنين 22 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي
بوابة روز اليوسف

يوم 26 سبتمبر من عام 1960، شهدت الولايات المتحدة، أول مناظرة تليفزيونية بين مرشحي الرئاسة الأمريكية، جون كنيدي السيناتور الديمقراطي عن ولاية ماساتشوستس، ومرشح الحزب الديمقراطي، ريتشارد نيكسون، نائب رئيس الولايات المتحدة.

 

حرص الرئيس الراحل جمال عبد الناصر على مشاهدة المناظرات الأربع بين المرشحين الأمريكيين، بصحبة الكاتب الكبير والمفكر الراحل محمد حسنين هيكل، وبدا كنيدي شعبويًا يخاطب رغبات الناس، ويقول ما يطرب آذانهم بعيدًا عن الحقائق كرجل دولة مسؤول.

 

بينما كان نيكسون يستند في حديثه على وقائع وحقائق العالِم بكل دروب الحكم والسياسة في الدولة الأعظم في العالم.

 

وفي المناظرة الرابعة والأخيرة، التقى المرشحان، يوم 21 أكتوبر عام 1960، لمناقشة الشؤون الخارجية، ولما انتهت المناظرة بين كنيدي ونيكسون، كان رأي الرئيس جمال عبد الناصر، أن "نيكسون" هو الفائز لاستناده على حقائق وكان واقعيًا في حديثه، بينما رأى محمد حسنين هيكل أن كنيدي، هو الفائز في المناظرة لأن الشعوب تحب سماع ما يطرب آذانها، حتى لو كان ما يُقال بعيدًا الحقيقة.

 

ورغم أن الرئيس جمال عبد الناصر، كان يرى نيكسون واقعيًا في المناظرة بشأن الشؤون الخارجية، كان رأي الأخير سيئًا في عبد الناصر، مدعيًا أن تبني ناصر للقومية العربية يقوم على العداء لإسرائيل والغرب، وأنه يريد نظامًا عربيًا تحت حكم ناصر.

 

وبعد أقل من ثلاثة أسابيع، يوم 8 نوفمبر فاز كنيدي بنسبة 49.7% من الأصوات الشعبية في واحدة من أغرب انتخابات رئاسية في تاريخ الولايات المتحدة، متجاوزًا بنسبة ضئيلة ما حصل عليه خصمه الجمهوري “49.6%”.

 

وتولّى جون كنيدي، منصب الرئيس الخامس والثلاثين للولايات المتحدة يوم 20 يناير 1961 وحسر جل اهتمامه على مجابهة الاتحاد السوفيتي، حيث شهدت فترة رئاسته أزمة الصواريخ الكوبية يوم 16 أكتوبر الأول 1962 عندما اكتشفت الولايات المتحدة الأمريكية، نشر صواريخ نووية سوفيتية بشكل سري على الأراضي الكوبية، التي تفصلها مسافة 90 ميلًا بحريًا عن سواحل فلوريدا الأمريكية، وتصاعدت الأزمة بين القوتين العظميين، وكادت تصل إلى اندلاع حرب نووية، لكنها انتهت بسحب الصواريخ السوفيتية، ولكن كنيدي لم يكمل فترة رئاسته الأولى، حيث اغتيل يوم 22 نوفمبر 1963. 

 

وبعد عام واحد من تركه منصب نائب الرئيس عاد نيكسون إلى السياسة وفاز بترشيح الحزب الجمهوري لمنصب حاكم كاليفورنيا، وعلى الرغم من خسارته في الانتخابات، عاد نيكسون إلى المسرح الوطني في عام 1968، وخاض الانتخابات الرئاسية عام 1968مرشحًا للحزب الجمهوري، ضد هيوبرت هوراشيو همفري، الذي شغل منصب نائب الرئيس الثامن والثلاثين للولايات المتحدة في عهد الرئيس ليندون جونسون.

 

ورفض نيكسون هذه المرة إجراء مناظرة مع منافسه همفري، وفاز بالانتخابات الرئاسية عام 1968.

 

واتخذ نيكسون خطوات كبيرة تخفف التوتر على الساحة الدولية، وهذا ما بنى عبد الناصر رأيه عليه في "نيكسون"، فرغم أنه في بداية ولايته قد قام بزيادة التدخل الأمريكي في حرب فيتنام، فإنه أنهى هذا التدخل الأمريكي في فيتنام عام 1973، وقام أيضًا في عام 1972 بزيارة تاريخية لجمهورية الصين الشعبية التي فتحت آفاق العلاقات الدبلوماسية بين البلدين، وكان أول من بدأ معاهدات الانفراج الدولي ومعاهدة تقليص الصواريخ المضادة للصواريخ البالستية مع الاتحاد السوفيتي.

تم نسخ الرابط