الرئيس السيسي يشهد افتتاح الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة
شهد الرئيس عبدالفتاح السيسي افتتاح الدورة الثانية من الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة، والذي ينظمه اتحاد الصناعات المصرية وينعقد اليوم السبت في مركز المنارة للمؤتمرات الدولية.
وحضر الافتتاح رئيس مجلس الوزراء الدكتور مصطفى مدبولي، ووزير الصناعة والتجارة المهندس أحمد سمير، وعدد من الوزراء وكبار رجال الدولة.
وبدأت فعاليات الدورة الثانية للملتقى والمعرض الدولي للصناعة بعرض فيلم تسجيلي تحت عنوان "صنايعية مصر"، حيث ذكر الفيلم أن الأيدي العاملة في مصر متميزة في كل مجال، مشيرا إلى أن رجال الصناعة في مصر يقفون خلف الصناعة المصرية؛ إيمانا منهم بأنهم يسطرون حكاية وطن عنوانها "بكل فخر صنع في مصر".
وأشار الفيلم التسجيلي إلى أن اتحاد الصناعات المصرية منذ أكثر من 100 سنة يدعم الاقتصاد المصري ويحفز الصناعة ويدعم الصادرات المصرية؛ لتصل إلى كل مكان في العالم.. موضحا أن أكثر من 100 ألف منشأة صناعية في كل مكان بمصر حافظت على رسالة الصناعة والتي تمثل أمنا قوميا.
وأوضح أن قرار دعم الصناعة ليس فقط من خلال تسهيل الإجراءات أو حوافز الاستثمار لكن من خلال تطوير شامل للبنية التحتية لبناء أساس قوي، حيث تم شق طرق جديدة تقدر بحوالي 700 كيلو متر؛ لتسهيل حركة البضائع وتعمير مناطق جديدة لتكون أساس تجمعات صناعية حديثة ومتطورة في كل أقاليم مصر.
ولفت الفيلم التسجيلي إلى أنه تم بناء 47 مدينة جديدة بجوار كل منطقة صناعية، فضلا عن تطوير الموانئ البحرية والجافة؛ لتصبح مصر أحد مراكز التجارة العالمية، وتم ربطها بشبكة الطرق الجديدة.
وأشار إلى أنه تم مضاعفة الإنتاج الكهربائي؛ ليصل إلى 210 مليارات كيلو وات في الساعة، بعد أن كان 105 مليارات كيلو وات عام 2014، فضلا عن تطوير شبكة الغاز، كما تم إصلاح سعر الصرف حتى يستطيع المنتج المصري أن ينافس في كل دول العالم.. مضيفا أن مبادرة "أبدأ" التي تمت بالتعاون مع اتحاد الصناعات المصرية وتهدف إعطاء دفعة إلى تحقيق التنمية الصناعية في مصر، وإيجاد جيل جديد من الشباب المصريين في مجال الصناعة.
وأوضح الفيلم التسجيلي أن القطاع الصناعي ساهم بنسبة 16.8% في الناتج المحلي الإجمالي من 236 مليار دولار في عام 2017؛ ليصل إلى 400 مليار دولار في عام 2021، كما زاد عدد العاملين بالقطاع الصناعي إلى أكثر من 3.7 مليون مصري.
وأشار المهندس محمد زكي السويدي،رئيس اتحاد الصناعات المصرية إلى المشروعات الصغيرة وتحدياتها، قائلا " دائما ننظر إلى تحديات المشروعات الصغيرة ومدى قربها من مكان سكن العاملين وخاصة السيدات ، فالدولة لديها إمكانيات كبيرة للغاية ".
وأكد السويدي أن المنطقة الصناعة الصغيرة في منطقة الكيلو 5ر4 سيتولاها اتحاد الصناعات وسيتم اعطائها لكل الأعضاء لعمل ورش ، كما سيتم أيضا العمل في المنطقة الجديدة بالقطامية للصناعات الحرفية ، كما أخذنا أيضا بالاتفاق مع وزارة الشؤون الاجتماعية المنطقة الصناعية بالجيزة وسنعطيها للصناع .
وأوضح أن الحكومة خصصت للمشروعات الصغيرة قطع صغيرة بحق الانتفاع بنحو 114 قطعة
وقال رئيس اتحاد الصناعات محمد زكي السويدي إن اتحاد الصناعات يشارك في مبادرة "حياة كريمة " وذلك من خلال توفير فرص عمل في مناطق حياة كريمة . وأضاف - السويدي خلال كلمة له في الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة - أن هناك أراضي صناعية مميزة في العاصمة الإدارية الجديدة والعلمين الجديدة مشيرا إلى أن هناك تخطيطا للدخول في التعليم العالي والمعاهد الفنية، مبينا أنه تم الحديث مع اتحاد العمل لإدارة الجامعة الخاصة بهم وذلك حسب ما يتطلبه السوق من فنيات وإداريات جديدة.
وكشف رئيس اتحاد الصناعات أن المستثمرين الاجانب يذهبون إلى مصر بسبب الاتفاقيات التجارية المميزة التي تمتلكها،وأن الصناعة هي خط الدفاع الثاني للدولة، مشيرا في الوقت ذاته إلى أنه على الرغم من التحديات إلا أنه يتم العمل بجد. وطالب انشاء المجلس الأعلى للصناعة لتكون دفعة قوية لاستكمال المسيرة الصناعية والمساعدة في عملية النمو الاقتصادي للدولة.
بدوره.. قال الدكتور علي محمود محمد القرش رئيس مجلس إدارة شركة الإسكندرية للصناعات الطبية "اديكو" وهى شركة مساهمة مصرية متخصصة في صناعة المستلزمات الطبية، "إنه تم اختيار مجال السرنجات، لأنه بعد الدراسة اتضح أن هناك عجزا كبيرا في السرنجات في مصر والوطن العربي يصل إلى 800 مليون سرنجة سنويا، كما أن شركات السرنجات العاملة في مصر عددها محدود وهي تقريبا 15 شركة، وهذا ما شجعنا للدخول في هذا المجال". وأضاف الدكتور القرش - في مداخلته خلال افتتاح الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة في دورته الثانية، بحضور الرئيس عبد الفتاح السيسي - "أن المصنع لدينا يمتد على مساحة 838 مترا مربعا في منطقة برج العرب الجديدة بالإسكندرية، وتم عمل إعادة تأهيل للمصنع وأصبح 3 أدوار بعدما كان دورا واحدا، حيث يحتوي الدور الأول على 4 ماكينات للحقن بمتوسط قدرة 200 طن للماكينة الواحدة، بالإضافة إلى ماكينات التعقيم وسعتها 15 مترا مكعبا، فيما يحتوي الدور الثاني على 3 خطوط تعبئة وتغليف والتجميع والطباعة".. مشددا على أن الطاقة الإنتاجية للمصنع تبلغ 8 ملايين سرنجة في الشهر. وأوضح أن مبادرة "ابدأ" كان لها دور كبير في الدعم اللوجسيتي للمصنع خلال الفترة الماضية، حيث ساهمت في التواصل مع الجهات الحكومية لتسريع عملية إصدار التراخيص للمصنع.. وتابع "الآن نحن في مرحلة التشغيل التجريبي وسندخل في مرحلة التسجيل، حتى يتم نزول المنتج في السوق المصري، ونهدف بعد ذلك إلى التصدير".. مشيرا إلى أن معدلات التشغيل والأيدي العاملة في المصنع 150 فردا وتزداد تدريجيا مع زيادة الورديات إلى 250 فردا. وعقب الرئيس عبد الفتاح السيسي متسائلا "هل يمكن أن ننتج سرنجات ذاتية التدمير، لأن هذا ما نريد الوصول إليه ونستهدفه حاليا".. وقال "نحن مستعدون لتقديم المساعدة لتخصيص جزء من المصنع لإنتاج سرنجات ذاتية التدمير". ورد الدكتور القرش "إن الماكينات المتاحة لدينا حاليا لصناعة السرنجات العادية، ويمكن تعديل الماكينات لإنتاج سرنجات ذاتية التدمير". وعقب الرئيس السيسي قائلا "نحن نريد ذلك وسنساهم حتى يتم إنتاج سرنجات ذاتية التدمير، وسندعم ونقدم كل ما تحتاجه لك ولغيرك من العاملين في هذا المجال حتى يتم إنتاج هذا النوع من السرنجات". ومن جانبه.. قال المهندس مينا أشرف فؤاد نائب رئيس مجلس الإدارة والمدير التنفيذي لمصانع "مينراف" للسوست بمدينة العبور في محافظة القليوبية، إن المصنع ينتج مكونا مهما وهو "سوست" السيارات سواء الربع نقل والنصف نقل والنقل الثقيل والشاحنات والاتوبيسات والسكك الحديدية. وأشار إلى أن المصنع تأسس في مصر عام 1939.. موضحا أن استكمل هو وشقيقه مسيرة جده ووالده، حيث درس هو وشقيقه هندسة خواص المواد، وحصلا على منح علمية من ألمانيا. وأضاف أن مصانعهم تنتج موادا طبقا للمعايير الدولية وحاصلة على أكثر شهادة جودة عالمية، ولديهم أحدث معامل اختبارات معتمدة دوليا.. موضحا أن ذلك شجع جميع شركات تجميع السيارات الأجنبية العاملة في مصر، لتثق في مصنع "مينراف" لسوست السيارات، بعد أن كان يتم استيرادها بالكامل من الخارج. وتابع المهندس مينا قائلا "مع زيادة الطلب تم تنفيذ توسعات.. ومن هنا لجأنا إلى مبادرة (ابدأ) التي وقفت معنا وساعدتنا في حل الكثير من المشكلات، ونحن نقدر عاليا اهتمام الرئيس السيسي بأدق التفاصيل وهو جعلنا نطمئن أن توسعاتنا تقام على أرض صلبة وبدعم من الرئيس شخصيا، لذا تم إضافة أحدث خطوط الإنتاج الموجودة عالميا وهو خط إنتاج المعاملات الحرارية بالروبوت، حيث وصلنا إلى طاقة إنتاجية قصوى تقدر بأكثر من 30 ألف طن سنويا". وعقب الرئيس السيسي متسائلا "ماذا تقدر الطاقة الإنتاجية لمصنعكم التي تصل إلى 30 ألف طن من حجم الطلب في السوق المصري؟"؛ ليجيب المهندس مينا قائلا "إننا ليس لدينا إحصائيات دقيقة للسوق المصري، ولكن من خبرتنا أن السوق المصري يتطلب من 15 إلى 20 ألف طن سنويا، ونتوقع في نهاية عام 2024 أن الـ 30 ألف طن من الطاقة الإنتاجية القصوى يتم تصدير 10 آلاف طن للخارج". وأضاف الرئيس السيسي قائلا "إننا على استعداد لتقديم أي دعم لتقوموا بتوسعات في المجال، ولا يقتصر الإنتاج على السوست فقط".. وقال المهندس مينا "إننا لدينا بالفعل توسعات جديدة سنقوم بها، وهناك مصنع جديد يتم إنشاؤه لتصنيع قطع في عفشة السيارات". كما استعرض رئيس مجلس إدارة شركة "نوفا" للتنمية الصناعية الدكتور أحمد معوض، الموقف التنفيذي لإنشاء مصنع "نوفا" لصناعة مكونات محطات المياه والصرف بالمشاركة مع المبادرة الوطنية لتوطين الصناعة المصرية "ابدأ"، حيث يعد المصنع الأول من نوعه في إفريقيا والشرق الأوسط باستثمارات وطنية وتكنولوجيا عالمية وتضمن تصنيع مكونات ومعدات محطات معالجة الصرف الصحي ومحطات تنقية مياه الشرب، تحت ترخيص كبرى الشركات العالمية التي تصنع للمرة الأولى خارج بلادها. وقال معوض - خلال افتتاح الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة في دورته الثانية بحضور الرئيس السيسي - "إنه تم إنشاء المصنع على مساحة 25 ألف متر مسطح بالمنطقة الصناعية بالعاشر من رمضان بتكلفة استثمارية بلغت 500 مليون جنيه كمرحلة أولى، وتم الانتهاء من تنفيذ 90% من الإنشاءات وتجهيز المصنع بأحدث المعدات والماكينات اللازمة لتصنيع تلك المنتجات بدقة عالية، لكي يضاهي المنتج نظيره في المنتجات العالمية". وأضاف أن طاقة المصنع في بداية التشغيل نحو 150 طنا في الشهر لتصنيع معدات ومنتجات من "الاستنلس ستيل"، لافتا إلى أنه سيتم تغطية السوق المحلي من محطات مياه الشرب والصرف الصحي، حيث كان يتم استيرادها من الخارج وتكبد الدولة عملات أجنبية بالملايين، لذلك يستهدف المصنع توفير 30% من إنتاجه للتصدير للأسواق العالمية. وأوضح معوض أن المصنع يوفر 300 فرصة عمل مباشرة، ومن المخطط أن يصل إنتاج المصنع والطاقة الإنتاجية إلى 6 آلاف طن خلال الأعوام الخمسة القادمة.
وفي مداخلة على هامش فعاليات النسخة الثانية من الملتقى والمعرض الدولي السنوي للصناعة بالقاهرة الجديدة اليوم /السبت/.. أكد الرئيس عبد الفتاح السيسي أن الدولة المصرية تبذل جهودا كبيرة من أجل تهدئة الاقتتال في قطاع غزة، وإدخال أكبر حجم من المساعدات التي يحتاجونها.. وقال: "إن سياستنا ليست قائمة على الغدر أو الخسة أو التآمر، ولا تحركنا المصالح، بل هدفنا البناء والتعمير". وأضاف "أن الدولة المصرية بفضل شعبها وجيشها قادرة على حماية مقدراتها تماما، لا تقلقوا وواصلوا العمل من أجل البناء والتعمير.. وأطمئنكم أن لا أحد يستطيع إيذاء مصر". وكشف الرئيس السيسي عن أن الدولة المصرية تقوم بدور إيجابي في ملف إطلاق سراح الأسرى والمحتجزين في قطاع غزة.. وقال: "هناك الكثير من التفاصيل، وليس كل شيء يتم الإعلان عنه". وأعرب الرئيس السيسي عن شكره إلى كل الدول التي أرسلت مساعدات إنسانية لإدخالها إلى قطاع غزة.. وقال: "إننا نبذل جهودا كبيرة من أجل الاستجابة لمتطلبات 2.3 مليون فلسطيني في غزة تحت الحصار، دون ماء ووقود ومواد طبية ضرورية، وأن إدخال 20 شاحنة يوميا ليس كافيا، بل نحتاج إلى قدر أكبر من المساعدات للدخول إلى قطاع غزة".



