عاجل
السبت 27 يوليو 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي
٤٢ عامًا ولا يزال العنف ضدها مستمرًا!

٤٢ عامًا ولا يزال العنف ضدها مستمرًا!

إذا أمعنا النظر حولنا نجد أن "المرأة" هي الجدة، والأم، والزوجة، والأخت، والابنة، والعمة، والخالة، والصديقة، والشريك الأساسي والرئيسي للرجل في شتى مناحي الحياة، لها ما له من حقوق، وعليها من الواجبات ما يلائم فطرتها وتكوينها وإمكانياتها.  كرم الإسلام المرأة ورفع مكانتها، ومنحها الكثير من الحقوق التي كانت تفتقدها في عصر الجاهلية وقبل الإسلام، وسبق في ذلك جميع المنظمات الحقوقية الموجودة بدول العالم المختلفة، كما أمر الرجل بحسن معاملتها والرفق بها، بالإضافة إلي قيامه بتعظيم دور وقيمة المرأة بالمجتمع وما تحققه من إنجازات بكافة المجالات. 



 

ورغم التطورات والأحداث الكبرى التي شهدها واقع المرأة دوليًا، منذ إعلان الجمعية العامة يوم ٢٥ نوفمبر ١٩٨١م يومًا دوليًا للقضاء ومناهضة العنف ضد المرأة، والذي يواكب ذكرى الاغتيال الوحشي للأخوات الثلاث ميرابال اللواتي كن من الناشطات السياسيات بجمهورية الدومينيكان في عام ١٩٦٠م بأوامر الحاكم الدومينيكي روفاييل تروخيليو..  إلا أن العنف مازال يمارس ضد المرأة بأشكال كثيرة ومتنوعة، ومنها العنف الجسدي، والعنف الجنسي، والعنف النفسي، والعنف اللفظي، وغيرها من أشكال العنف المجتمعي مثل "تعرضهن للضرب، والتحرش، والختان، والحرمان من التعليم، والتوريث". يعد  العنف ضد المرأة واحدًا من أكثر الانتهاكات انتشارًا وتدميرًا لحقوق الإنسان في عالمنا اليوم، وتتعدد الأسباب التي تؤدي إلى انتشار العنف ضد المرأة، فمنها: أسباب اجتماعية تتضمن الأعراف الخاطئة، والمفاهيم الذكورية الخاطئة، وغيرها من معايير اجتماعية سلبية، تؤدي إلى عدم المساواة بين الرجل والمرأة.

 

 

وأسباب نفسية منها التنشئة الاجتماعية الخاطئة، وما يترتب عليها من الإحساس بالإحباط واليأس، بالإضافة إلى الشعور بالقهر والدونية والعجز. 

 

ولم تكن هذه الأسباب فقط هي المؤدية إلى العنف ضد المرأة، بل هناك أيضًا أسباب اقتصادية، حيث أسهم كلٍ من الفقر والبطالة في انتشار وزيادة أشكال العنف ومنها: الزواج القسري "بالإكراه"، والعنف الأسري، وتزويج الفتيات قبل بلوغ سنّ الرشد "زواج الصغيرات" والأمية، وغيرها من أسباب متعددة.

 

مما لا يدع مجالًا للشك أن ما يحدث من المغتصب الصهيوني على الأراضي الفلسطينية بقطاع غزة، شكل صارخ للعنف ضد الإنسانية خاصة المرأة، حيث قتل عدد كبير من السيدات الفلسطينيات، بالإضافة إلى حرمان الأمهات من أطفالهن وموتهم أمام أعينهن وهذا يعد من أشد أنواع العنف الواقع عليهن، حيث صرح رياض منصور "رئيس بعثة فلسطين لدى الأمم المتحدة"، إن 70 في المئة من قتلى الهجمات والقصف الذي ينفذه العدو المحتل على غزة من النساء والأطفال. 

 

في النهاية.. أتمنى أن تتضافر كافة الجهود لمواجهة ومناهضة أشكال العنف الذي تتعرض له المرأة، ورسالتي إلى القائمين على الأعمال الفنية والدرامية هي أحرصوا على تقديم المشاكل التي تواجه المرأة مع توضيح كيفية علاجها وليس المساهمة في انتشارها، كما أنه لا بد من تقديم نماذج للمرأة الناجحة التي تنعم بالحقوق التي كفلتها الدولة لها، فضلًا عن إلقاء الضوء على تلك الحقوق التي تميز المرأة المصرية عن باقي نساء العالم.

 

 

وأخيرًا وليس آخرًا.. المرأة هي الأرض، فعندما تروى هذه الأرض بالحنان والحب والاهتمام والكلمة الطيبة، فالغرس يترعرع ويشتد عوده وينمو إلى أعلى وتغوص جذوره في أعماق تربة الأرض.. هنا أتوقف وأناشد كل من يساهم أو له دور في  العنف ضد النساء، وأقول له كما أوصانا الحبيب رسول الله ﷺ "رفقًا بالقوارير"، وذلك لكي يؤكد لنا ضرورة الحفاظ على حُسن العشرة والمعاملة الحسنة لهن.

 

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز