لأعوام وسنين طويلة كانت الصحف الشعبية "التابلويد" في إنجلترا المتخصصة في أخبار المشاهير والإثارة، وعوالم التكهنات، تحقق أرقامًا خيالية في التوزيع، تتصدرها صحيفة الصن في المرتبة الأولى 3.1 مليون نسخة، وتليها الديلي ميل 2.2 مليون نسخة، وصحيفة نيوز أوف ذي وورلد التي تصدر يوم الأحد 2.3 مليون نسخة، بجذب انتباه القارئ بموضوعات متعددة وحساسة، حتى لو كلفها الأمر المبالغة في نشر الشائعات والأخبار الخاطئة، ولا بأس بصورة لأجمل الفتيات وعارضات الأزياء الطامحات في الشهرة في صفحة 3، كان عالم التابلويد اللندني تقليدياً بمثابة نوع من الصحافة، حيث أصبح الفخ ممارسة معتادة ويتم تصنيع الأخبار والصور المزيفة، بناءً على نزوة مدفوعة بالربح، وغالباً على حساب الضحايا الأبرياء.
على مدى عقدين من الزمن، ظل مظهر محمود يمشي على هذا العالم المتعطش للأخلاق مثل عملاق فاسد، مكنه أصحاب عمله، وعلى رأسهم نيوز أوف ذا وورلد، من تدمير حياة الناس بصفته "مراسلًا سريًا".
العمل التليفزيوني The Fake Sheihk، وھﻲ ﺳﻠﺴﻠﺔ وﺛﺎﺋﻘﯿﺔ التي انتظرها المواطن الإنجليزي وتبثها Amazon Prime Video ﻓﻲ الأشهر الأخيرة ﻣﻦ هذا العام 2023.
وتعيد لذاكرة الناس قصة المراسل الصحفى البريطاني مظهر محمود أو كما تنطق الصحف البريطانية باسمه "مازار محمود"، وتتبعت صعود وﺳﻘﻮط ﻣﺮاﺳﻞ الجريدة الشعبية نيوز أوف ذه ورلد News Of the World.
عن كواليس الإنتاج، قال سينجال، أحد المنتجين التنفيذيين للفيلم الوثائقي: كل ما تتطلبه الأمر منا هو زي عربي رخيص، وساعة رولكس وطلاء أظافر، وهو ما فعله في الواقع محمود، واستحوذ بهذه الشخصية الجذابة على الجميع - من المشاهير إلى نجوم الرياضة، وحتى أفراد العائلة المالكة"، ومع ذلك، فقد تم انتقاد أساليبه أيضًا باعتبارها غير تقليدية وحتى غير قانونية.
حدثت سقوط مظهر محمود عندما أُدين بالتلاعب بالأدلة في محاكمة المخدرات الفاشلة للمغنية توليسا كونتوستافلوس.
اللقطة الافتتاحية للعمل التسجيلي: تم وضع الهاتف على طاولة جانبية بجوار جهاز الرد الآلي، ويومض ضوء الرسالة الخاص به.
"كل شخص لديه سر"، تقول امرأة في تعليق صوتي بينما تنتقل الصورة إلى أجهزة التسجيل والميكروفونات الصغيرة المخفية، "لقد كانت مهمتنا اكتشاف هذا السر".
يأتي صوت الصحفية السابقة في News of the World، أييليا فوكس، لتعيد تمثيل للمكالمة الهاتفية التي لم يرحب محمود بتلقيها على الإطلاق.
وتسأل فيها المراسل هل تود التعليق على ما سننشره في الجريدة غداً؟، وهو فضيحة مخدرات أنت محورها؟ وقتها أجاب محمود بثقة كأي شخص مؤمن، يلعب لعبة عادلة"، "أنا ألدغ، وأمسك بك متلبسًا"، وهذا بالضبط ما اكتشفته عارضة الأزياء السابقة وفتاة الصفحة الثالثة إيما مورجان في عام 1996، عندما وقعت في شرك عملية لاذعة مليئة بالكوكايين دبرها محمود تحت ستار شيخ.
ونشرها فى مقال بعنوان "تم الضبط عليها! مسافرة بالنهار، وتاجرة بالليل!»، صرخ عنوان المقال بالتهمة الموجهة، وتم بيع آلاف الصحف، وسرعان ما وجدت مورجان نفسها ملغاة مهنيًا وشخصيًا.
تمت استعادة السيطرة على الصحفي البريطاني مظهر محمود، المعروف بلقب "الشيخ المزيف"، من قبل السلطات البريطانية، بسبب اتهامات متعددة.
اشتهر مظهر بكشف العديد من الأخطاء والفضائح في الأوساط السياسية وبين المشاهير على مدى 25 عاما. ادعى أنه الأمير الخليجي في هويات مختلفة لإسقاط هؤلاء المشاهير، ونجح فعلا في وضع أكثر من 100 شخص وراء القضبان.
ولهذا السبب حصل على لقب "ملك التمويه"، ولذلك، دعي المشاهير لرفع قضايا ضد مظهر محمود بسبب التدمير الذي تسبب فيه لمستقبلهم وسمعتهم، وبالفعل، تم اعتقال الشيخ المزيف، وقضت محكمة أولد بيلي بسجن الصحفي مظهر محمود لمدة 15 عاما وتغريمه بمبلغ 30 ألف يورو بسبب تلاعبه في قضية المغنية توليسا كونتوستافلوس، التي تعود إلى عام 2014، وذلك لعرقلة سير القضية.
واتُهم الصحفي الاستقصائي، الذي نصب نفسه "ملك اللدغة"، مع سائقه آلان سميث بالتآمر لعرقلة العدالة.
واتهم محمود بالتلاعب في بيان الشرطة خلال إدانة المخدرات لتوليسا كونتوستافلوس عام 2014، وهي مغنية وقاضية سابقة في النسخة البريطانية من مسابقة المواهب التليفزيونية إكس فاكتور.
في البداية، اتُهمت توليسا بالمساعدة في توصيل ما قيمته 820 جنيهًا استرلينيًا من الكوكايين إلى المراسل السري الذي ينتحل شخصية مخرج بوليوود سمير خان.
تم رفض المحاكمة في وقت لاحق من قبل القاضي أليستير ماكريث لأنه يعتقد أن هناك "أسبابل قوية" للاعتقاد بأن محمود "كذب" خلال جلسة الاستماع قبل المحاكمة.
يُزعم أن محمود تآمر مع سائقه آلان سميث لتغيير تصريح أدلى به سميث للشرطة حول كيفية تحدث كونتوستافلوس ضد المخدرات عندما كان يقود سيارتها إلى منزلها.
في 21 أكتوبر 2016، حُكم على محمود وسميث بالسجن لمدة 12 شهرًا و15 شهرًا مع وقف التنفيذ، على التوالي.
أما إيما مورغان فقد كانت عارضة أزياء وممثلة، في بداية مسيرة مهنية واعدة عندما التقت للمرة الأولى بمظهر محمود.
ادعى أنه أمير أراد توظيفها لجلسة تصوير بالبيكيني.
وقصتها مجرد واحدة من روايات عديدة عن كيفية اعتماد مظهر محمود، أو "الشيخ المزيف"، على أساليب مريبة وغير أخلاقية للقبض على أهدافه في مواقف مساومة ــ والتي نُشرت تغطيتها بعد ذلك عبر صحيفة مردوخ "نيوز أوف ذا وورلد".
وصفت إيما الوعود التي قطعها محمود عندما التقيا للمرة الأولى: "لقد وُعدت بأشياء مذهلة لم أستطع أن أحلم بها أبدًا. مبالغ ضخمة من المال، يتم نقلها بطائرات الهليكوبتر، وحفلات السجادة الحمراء، وارتداء ملابس شانيل، وكل ما تريده فتاة صغيرة.
تم نقل إيما جواً إلى لانزاروت للقاء مظهر محمود.
وتحدث هنا عن حفل الإطلاق الذي أراد منها حضوره، مع عرض المساعدة في إطلاق مجلته – الأولى من نوعها في دولة الإمارات العربية المتحدة.
قالت إيما إنه أوضح خلال هذه المحادثة أنه يستمتع بالفتيات اللاتي يحتفلن.
وأوضحت، "لقد أوضح أنه يعتقد أن الأشخاص الذين لا يتعاطون المخدرات أو الأشخاص الذين ليس لديهم وعي جنسي سيكونون مملين نوعًا ما وأنه لا يريد هذا النوع من الأشخاص في الحفلة".
قالت إيما إن حارسًا شخصيًا عرض عليها الكوكايين، وقيل لها إنه موظف لدى محمود، وتم تشجيعها على تناوله.
قالت إيما: "لقد كان بالتأكيد شيئًا لم أكن لأختار القيام به لولا هذا الضغط". تقول إيما إن محمود أخذها جانبًا على انفراد وطلب منها شراء بعض الكوكايين له. حتى إن إيما أوضحت له أن حارسه الشخصي، "تاجر مخدرات كان يعمل لديه، كان يجلس على بعد عشرة أقدام". لكن رد محمود كان أنه لا يثق في الحارس الشخصي، بل يثق بها.
"لم يجعل الأمر يبدو وكأنني أتاجر بالمخدرات. لم أشعر أنني كنت أخالف القانون. لقد جعل الأمر يبدو كما لو كنت أقدم له معروفًا. عندما يقدم لك شخص ما العالم ثم يطلب منك أن تقدم له معروفًا صغيرًا، فإنك تشعر بأنك مدين لفعل ذلك.. ولا تنسَ "كنت تحت الانطباع" أنه أحد أفراد العائلة المالكة.
عندما اندلعت القصة، أشارت التغطية إلى أن إيما مورجان كانت "مهربة مخدرات مرتبطة بالغوغاء" - وهو أمر غير صحيح بالطبع.
أرادت إيما مكافحة التقارير غير الدقيقة، لكنها لم تكن لديها الوسائل اللازمة للقيام بذلك، وهو ما يحدث غالبًا بالنسبة لضحايا إساءة استخدام الصحافة. ونتيجة لهذا المقال، فقدت إيما مورغان وظيفتها وطُردت من منزلها.
"لقد عدت إلى منزل والدي في مانشستر. لم أغادر غرفة نومي منذ ما يقرب من أربعة أشهر.
لقد تحولت من كوني فتاة سعيدة حقًا على هذا الطريق الرائع نحو النجاح، كما أعتقد، إلى السير في مراكز العمل وتناول مضادات الاكتئاب. استغرق الأمر سنوات حتى تتمكن إيما مورجان من العثور على عمل مرة أخرى، ولكن في سنواتها الأخيرة فازت بجوائز في التمثيل وتم ترشيحها للعديد من الجوائز الأخرى. إنها تفكر: "من يعرف نوع المهنة التي كان من الممكن أن أحصل عليها".
وقد تعرضت إمبراطورية روبرت ميردوخ الإعلامية لأزمة بعد إدانة محكمة الأولد بيلي الجنائية المركزية في لندن الصحفي البريطاني من أصل باكستاني مظهر محمود (53 عاماً)، الملقب بـ"الشيخ المزيف" بأنه حاول التلاعب بالإثباتات التي قُدمت إلى المحكمة في الدعوى التي أقامتها ضده المطربة تولا بولينا كونستافولوس المعروفة باسمها «توليزا»، لنشره تقريرًا صحفيًا استخدم فيه أساليب خداع غير مهنية وغير شريفة، فتشجع عدد ممن وقعوا في شباك محمود على تقديم دعاوى قضائية ضد "نيوز كوربوريشن" التي عمل محمود فيها ويملك ميردوخ معظم أسهمها. فقد أقامت دوقة يورك سارة فيرجسون دعوى قانونية تطالب فيها بتعويض إثر مصيدة أوقعها فيها مظهر محمود.
وقتها كلفت إدانة الصحفي البريطاني من أصل باكستاني مظهر محمود، الملقب بـ"الشيخ المزيف"، امبراطورية روبرت ميردوخ الإعلامية غالياً، قدّمت دوقة يورك سارة فيرجوسون، الملقبة بـ"فيرجي"، مطلقة الأمير أندرو النجل الثاني لملكة بريطانيا إليزابث الثانية، دعوى إلى المحكمة في لندن ضد محمود ومجموعة "نيوز كوربوريشن"، التي يملك ميردوخ غالبية أسهمها تطالبهما بدفع تعويضات مالية كبيرة، بحجة أن مظهر محمود خدعها ونشر قصة لقائه بها في جريدة "نيوز أوف ذي وورلد"، التي أغلقها ميردوخ، ما سبب لها انقباضاً نفسياً ينبغي بالمحكمة أن تحدد قيمة التعويض عنه إضافة إلى 25 مليون جنيه استرليني عن الأضرار المالية الأخرى التي نتجت عن إساءة الجريدة لسمعتها والخسائر النفسية التي تكبدتها.
كانت فيرجسون موضوع تقرير نشرته صحيفة نيوز أوف ذي وورلد على صفحتها الأولى في عام 2010، جاء فيه أن الدوقة أبدت استعدادها لتيسير لقاءات مع زوجها السابق الأمير اندرو، نجل الملكة اليزابيث، في مقابل 500 ألف جنيه استرليني. وقدم فريق محامي الدوقة دعوى قانونية إلى المحكمة العليا ضد "الشيخ المزيف" وشركة نيوز كوربوريشن التي يملكها الملياردير روبرت مردوخ بوصفها ناشرة صحيفة نيوز أوف ذي وورلد. ودوقة يورك أبرز شخصية حتى الآن تلاحق قانونيًا الصحفي محمود الذي أُدين بعرقلة سير العدالة. وكشف مدرب المنتخب الإنجليزي السابق السويدي سفين جوران إريكسون أيضًا انه يعتزم المطالبة بتعويض بعد إيقاعه بمصيدة دبرها محمود في عام 2006 كان محمود، الذي انتحل هوية رجل أعمال، صور الدوقة، وهي تطلب بصوتها تحويل 500 ألف جنيه استرليني إلى حسابها المصرفي، قائلة: "هذا يفتح لكم الباب أمام كل ما تتمنوه. فأنا أستطيع أن أفتح أي باب أشاء وسأفعل ذلك لكم. اهتموا بي وسأهتم بكم.. وسيعود لكم المردود عشرة أضعاف". اعتذرت الدوقة في حينه عن "الخطأ الجسيم في التقدير" الذي ارتكبته، لكنها تعتقد الآن أن لديها ما يمكنها من مقاضاة محمود، قبع بعدها في السجن بعد إدانته بخداع المحكمة في شأن قضية خداع وتشويه سمعة أخرى أقامتها ضده ممثلة بريطانية تدعى توليسا كونستافولوس، حيث حُكم عليه في أكتوبر الماضي بالسجن 15 شهراً، ما فتح على امبراطورية ميردوخ باباً كلفها وفقاً لمعلومات نحو مليار دولار، ليست الدعوى التي أقامتها دوقة يورك سوى أول القطر منها.
وذكرت صحيفة "ذي ميل أون صاندي" The Mail أنها اطلعت على الدعوى المقدمة إلى المحكمة التي تروي فيها دوقة يورك كيف خدعها محمود الذي انتحل شخصية ثري هندي فقابلها في العام 2010، وقال إنه يريد أن يستثمر أمواله في بريطانيا وطلب منها أن ترتب له لقاء مع زوجها السابق الأمير أندرو، حيث سُمعت فيرغسون وهي تقول له "باستطاعتي أن أفتح أي باب أمامك"، وتطلب منه 500 ألف جنيه لقاء ترتيب اللقاء مع أندرو، وشوهدت وهي تقبض من محمود مبلغ 27,600 جنيه كدفعة أولى على الحساب، من دون أن تدري أن اللقاء كان مسجلاً بالصوت والصورة.
وادعى محامو دوقة يورك أن "مظهر محمود أغار على حياتها الخاصة مستخدماً أساليب خداع خبيثة وانتزع منها تصريحات من دون تفكير من جانبها، وأن صحيفة نيوز أوف ذي وورلد نشرت القصة بعدما اقتطعت أقوالها وأخرجتها من مضمونها، على نحو أحرج الدوقة وألحق بها أضراراً هائلة لا تقدر".
وتضمنت الدعوى تفاصيل عدة عن دخل دوقة يورك، حيث بيّنت أن دخلها في العام الذي سبق لقائها مظهر محمود بلغ 750 ألف جنيه من الأعمال التي تقوم بها مثل المشاركة المدفوعة الأجر في المناسبات الخاصة من جانب المؤسسات التجارية والشركات والمقابلات التلفزيونية والصحافية التي كانت تجريها.
وفي السنة التي تلت نشر قصة اللقاء في صحيفة "نيوز أوف ذي وورلد" انخفض دخل الجريدة السنوي إلى 54 ألف جنيه، وفي العام الذي تلاه لم تحصل على أي دخل بتاتاً.
وقدّرت فيرغسون خسارتها من المقابلات في وسائل الإعلام المختلفة وحدها منذ نشرت قصة ذلك اللقاء بنحو 510 آلاف جنيه سنوياً، أي ما يزيد على 3 ملايين جنيه حتى الآن.
وقالت إنها "تستحق تعويضاً مالياً تركت للمحكمة أن تقدره عن الانقباض النفسي الذي أصابها نتيجة ذلك اللقاء".
من جهتها، دافعت مجموعة "نيوز كوربوريشن" عن نفسها وذكرت أن القصة التي نشرتها جريدة نيوز أوف ذي وورلد كانت صحيحة وأن عنوان القصة، "فيرجي تبيع أندرو بـ500 ألف جنيه" كان صحيحاً، وأن الدوقة كانت مستعدة في الدخول في صفقة فاسدة بتأمين الوصول إلى الأمير أندرو، وأن الأضرار التي لحقت بها نتجت عن عدم قانونية أعمالها والتربح بوسائل غير مشروعة.
في المشهد الأخير من المسلسل الوثائقي، تقول الصحفية إيليا فوكس: "لقد أعجبت بالتأكيد بمحمود"، "كان لديه ما يريده الآخرون، إذا نقر بأصابعه على خبر حصل على المال لشراء قصة ما". طموحه وصعوده لم يشبعه، بل كان دافعاً لا يرحم، لا هوادة فيه للقصة التالية، للشيخ المزيف والذي يمكن أن يوقع الناس في المشاكل. المسلسل الذي قام ببثه أمازون.
ينسج الشيخ المزيف شبكة مثيرة للاهتمام حول موضوعه المركزي، قد لا يتضمن أي مقابلات مع مظهر محمود.
لكن المسلسلات الوثائقية تتعمق في بنية وآليات عملياته اللاذعة، وتحاول الوصول إلى ما دفع طبيعته القاسية كصحفي، وتتيح مساحة للأشخاص الذين احتلوا عناوينه الرئيسية المليئة بالفضائح ليخبروا جانبهم من القصة.
ولكن هل كانت أساليب المراسل مظهر محمود قانونية؟ كما تعلم المشاهدون مما ذكره منتج العمل عن صعوبات إنتاج المسلسل فقد رفض و لم يوافق محمود ولا News of the World. UK، الشركة الأم News Corp المملوكة لروبرت مردوخ، على إجراء مقابلات من أجل هذه السلسلة الوثائقية. لكن في شريط أرشيفي، يدافع الصحفي عن أساليبه، قائلًا في الأساس إن الأشخاص الذين يتعرضون للدغ يستحقون ذلك لأنهم يفعلون شيئًا ما خطأً. بينما تتكشف حلقات "الشيخ المزيف"، عن دوافع وطموحات محمود المهنية إلى التنقيب عن أجزاء أكبر من الأوساخ، وترتفع أصوات الفخاخ والتلاعب بالأدلة، حتى تتم محاكمة محمود نفسه في قضية قضائية مثيرة تحيط بالمغنية البريطانية الشهيرة توليسا كونتوستافلوس. ليس هناك شك في أن السبق الصحفي تفوق دائمًا على كل جانب آخر من جوانب حياة مظهر محمود. وكما يوضح مسلسل الشيخ المزيف، إن دخول هذا الرجل إلى مهنة الصحافة كان بمثابة تجريم حصري لعائلته الكبيرة في حلقة قرصنة الفيديو المنزلية. يقول زميل له صحفي بالجريدة في أحد الحلقات: "لقد أحب الحصول على هذه القصص، وكان يحب فضح الناس"، إلا أن "الشيخ المزيف" ماهر في إعادة بناء البيئة الإعلامية التي سمحت للصحفي الاستقصائي بالانطلاق بحثًا عن عناوين رئيسية أكبر من أي وقت مضى.
وعندما ظهر مفهوم "الشيخ المزيف" لأول مرة في منتصف التسعينيات، لم يكن هناك إنترنت، ولا وسائل تواصل اجتماعي، ولا أجهزة محمولة.
وكانت الصحف الشعبية تتمتع بسلطة مركزية لتشكيل الرأي العام، وكانت أساليب محمود التي وفرها للوصول بانتظام تضع أكبر الأسماء في مرمى نظره.
عندما تلقى محمود سبقًا صحفيًا عن مؤامرة اختطاف تحيط الممثلة فيكتوريا بيكهام، كان الغضب الناتج يدور حول أسلوبه القاسي في إعداد التقارير بقدر ما يتعلق بالمستوى المتوهج الذي كان يمثله المشاهير بوش سبايس وزوجة لاعب كرة القدم ديفيد في الثقافة البريطانية في ذلك الوقت.
أدت أساليب محمود في نهاية المطاف إلى وضعه في موقف محرج، ويظهر في تسلسل عنوان فيلم "الشيخ المزيف" أنه يمشي كل يوم في أولد بيلي، المحكمة الجنائية المركزية في لندن.
لكن المسلسل لا يمثل جريمة حقيقية حصريًا لأنه غالبًا ما يهتم بالمنطقة الرمادية بين الشرعية والصحافة.
كانت تلك هي المنطقة التي يعيش فيها محمود وشيخه، حيث يكسب فريق الدعم رزقه. ما تريده هذه السلسلة الوثائقية حقًا هو استكشاف ما يعنيه الاندفاع إلى حافة ما هو مسموح به، وما الذي يدفع شخصًا ما إلى القيام بذلك؟ كان مظهر محمود وزميله بول ماكمولان صحفيين استقصائيين لدى News of the World. يقول ماكمولان: "لكننا كنا مختلفين تمامًا".
"لقد كنت اعمل بالجريدة بمنطق رفع توزيع الصحف، للترفيه، للإثارة. وليس كما فعل محمود، فقد كان هناك كملاك منتقم. لإرسال الناس إلى السجن". والتساؤل.. أين الشيخ المزيف الآن بعد خروجه من السجن؟
يقول ماكمولان.. إن هناك شائعة مفادها أن محمود يعمل لحسابه الخاص تحت اسم مستعار.. ربما يكتب أعمالا تليفزيونية لصحيفة الجارديان.



