نشوى سلامة تكتب: سنة جديدة
فن المونولوج عظيم جدا نقدر ناخد منه منهج حياة، كلماته سهلة وبسيطة مع إن معناها عميق عامل زي حكمة الزمن، فلما مثلا يقول:
على إيه تفكر فيها تحسبها
ما هو كل حاجه ربنا كاتبها،
شوف أد إيه تفسيرها وفهمها هيخلينا نعيش الحياة بقدر كبير من الطمأنينة، هيخلينا نعيشها موش هي اللي تعيش علينا.
فمثلا لو قلت استصغروا كل الأمور، سلموا كل أحوالكم لله، فكم من أمور جثام حاوطط بنا، كنار إبراهيم، أو حوت يونس، وخرجنا منها لا نعلم كيف صبرنا عليها؟!، ولا كيف نَجونا منها، كل ما تفوهنا به وقتها (يا رب) وكل ما رطب ألسنتنا بعدها الحمد لله، وهذا هو بيت القصيد، إنه إذا آمنا يقينا بأن الأمر كل لله ستهون الدنيا علينا بكل ما فيها، وسيمر كل صعب يقابلنا بها.
ودائماً ادعو لأنفسكم بالخير، تجنبوا أن تتذكروا كل مُر مر بكم، الله كفيل بأن يحلى مراركم، ادعو لغيركم بالخير، لا تتمنو لأحد غير الخير، حتى وإن جاوزت منهم حلوقكم طعم الصبر.
فادعو لهم فالله ليس بغافلٍ، ادعو لكل مريض، ادعو لكل منكسر، ادعو لمن يئن ولا ترون منه سوى ضحكاته، ادعو لذويكم، تمنوا على الله وتيقنوا من أنه سيستجيب، انتظروا دائماً لطف الله وتدبروا جميل كلماته (ولقد مننا عليك مرةً أخرى).
تمنوا أن يحل عليكم العام الجديد بما يطهركم ويغسل نفوسكم، أن يحل عليكم وقد جاوزتم كل شىء وتجاوزتم عن كل شىء، أن يحل عليكم وقد امتلأت أنفسكم بالرضا، وأن كل شىء هان عليها بِقدر ما هو هين بالفعل.
لا تجعلوا للدنيا وما عليها أكبر مما تستحق، هونوا على أنفسكم كل شىء، تجدوا الحياة هينة بما قَدرتم أنتم لها.
سنة سعيدة للجميع.