الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

بناء مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هدف نبيل للدبلوماسية الصينية

بوابة روز اليوسف

أكد لياو ليتشيانغ، السفير الصيني لدى مصر، أن إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية هو الهدف النبيل لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية.

وقال فى تصريحات خاصة - لبوابة روزاليوسف- أنه بين يومي 27 و 28 ديسمبر الماضي، انعقد اجتماع الأعمال الدبلوماسية للجنة المركزية للحزب الشيوعي الصيني في بكين بنجاح، مشيرا إلي أنه اجتماع يكتسب أهمية كبيرة جدا. أعتقد أن الأصدقاء المهتمين بالدبلوماسية الصينية قد تابعوا الإنجازات المثمرة لهذا الاجتماع.

وأضاف السفير الصيني: لقد ألقى الرئيس الصيني، شي جين بينغ كلمة مهمة في الاجتماع، حيث استعرض الإنجازات التاريخية التي حققتها دبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية في عشرة مجالات، ولخص ست تجارب قيمة بشكل منهجي، وأوضح بعمق البيئة الدولية والمهام التاريخية للدبلوماسية الصينية في المسيرة الجديدة، ووجّه التعليمات الشاملة للأعمال الدبلوماسية الصينية في المرحلة المقبلة.

ويتمثل الإنجاز المهم لهذا الاجتماع في تحديد إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية كالخط الرئيسي للأعمال الدبلوماسية الصينية، ووضع الهدف النبيل لدبلوماسية الدولة الكبيرة ذات الخصائص الصينية، ورفع الراية المجيدة لتطوير المجتمع البشري. كان العام الماضي يصادف الذكرى العاشرة لطرح الرئيس شي جين بينغ مفهوم إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية.

على مدى السنوات العشر الماضية، بفضل التخطيط والتوجيه الشخصي من قبل الرئيس شي جين بينغ، تحوّل مجتمع المستقبل المشترك للبشرية من مفهوم إلى تحركات، ومن شتلة صغيرة إلى شجرة كبيرة، والتزم بالعدالة والإنصاف، وصمد أمام الأزمات والتحديات بالشجاعة، وحقق إنجازات عملية تلفت أنظار العالم، وأصبح فكرة عظيمة ورائدة في العصر.

وأفاد سفير الصين: أن مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يزداد استكمالا يوما بعد يوم، إذ قام الرئيس شي جين بينغ بالتوضيح المنهجي لهذا المفهوم الهام في العديد من المناسبات الدولية، واتضحت معالم منظومة النظريات العلمية لهذا المفهوم، أي اتخاذ بناء عالم يسوده السلام الدائم والأمن السائد والازدهار المشترك والانفتاح والشمول والنظافة والجمال كالهدف، واتخاذ تعزيز الحوكمة العالمية القائمة على التشاور والتعاون والمنفعة للجميع كالوسيلة، واتخاذ تكريس القيم المشتركة للبشرية جمعاء كالمبدأ العام، واتخاذ إقامة العلاقات الدولية من نوع جديد كالدعامة الأساسية، واتخاذ تطبيق مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي ومبادرة الحضارة العالمية كالإرشاد الاستراتيجي، واتخاذ التعاون في بناء "الحزام والطريق" بجودة عالية كالمنصة التطبيقية.

وتابع: تتقدم عملية إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية بخطوات حثيثة ومستقرة. في هذا السياق، أقامت الصين مجتمعات المستقبل المشترك بأشكال مختلفة مع عشرات دول العالم، سواء كان ثنائيا أو متعدد الأطراف، إقليميا أو دوليا. في العام المنصرم، انضمت تركمانستان وقيرغيزستان وطاجكستان إلى مسيرة إقامة مجتمع المستقبل المشترك، وأطلقت الصين وكمبوديا ولاوس جولة جديدة من الخطة التنفيذية الخمسية لإقامة مجتمع المستقبل المشترك، كما توصلت الصين مع ماليزيا إلى التوافق بشأن بناء مجتمع المستقبل المشترك، بعد تايلاند وإندونيسيا، مما عزز عملية إقامة مجتمع الصين – آسيان للمستقبل المشترك. وأعلنت الصين وجنوب إفريقيا عن التعاون في بناء مجتمع الصين – جنوب إفريقيا للمستقبل المشترك على مستوى عال، وحققت جهود بناء المجتمعات الإقليمية للمستقبل المشترك تقدمات جديدة، مع الدول العربية ودول أمريكا اللاتينية والدول الجزرية في المحيط الهادئ.

 

وقال ليتشيانغ: يتوسع التوافق الدولي بشأن إقامة مجتمع المستقبل المشترك للبشرية يوما بعد يوم. في هذا السياق، أُدرج مفهوم مجتمع المستقبل المشترك للبشرية إلى قرارات الجمعية العامة للأمم المتحدة لست سنوات متتالية، كما أُدرج في القرارات والبيانات الصادرة عن الآليات متعددة الأطراف، مثل منظمة شانغهاي للتعاون ومجموعة بريكس، ولقي المفهوم فهما ودعما من المجتمع الدولي، وخاصة من الدول النامية الغفيرة. كما لقيت مبادرة التنمية العالمية ومبادرة الأمن العالمي دعما واضحا من أكثر من 100 دولة، ولقيت مبادرة الحضارة العالمية تجاوبا إيجابيا من دول عديدة بُعيد طرحها.

ويدرك عدد متزايد من الدول والشعوب أن هذا المفهوم يعكس التطلعات إلى السلام والعدالة والتقدم، ويحشد التوافق بشأن بناء عالم جميل، ويكتسب أهمية كبيرة لدفع التضامن والتعاون بين دول العالم لخلق مستقبل مشرق للبشرية. 

 

نجحت الصين في تحقيق المصالحة التاريخية بين السعودية وإيران، مما نصب نموذجا جديدا لحل القضايا الساخنة عن الطريق السياسي. في هذا السياق، قام الرئيس شي جين بينغ بالتواصل المعمق مع قادة السعودية وإيران، ودفع البلدين لتجاوز الخلافات والعمل في نفس الاتجاه، حتى الإعلان عن استئناف العلاقة الدبلوماسية وإثارة "موجة المصالحات" في الشرق الأوسط. وفيما يخص الصراع الفلسطيني الإسرائيلي الذي يتعلق بالوضع العام في الشرق الأوسط، أوضح الرئيس شي جين بينغ موقف الصين عدة مرات، وأكد على أن المخرج الأساسي يكمن في تطبيق "حل الدولتين"، وإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية في يوم مبكر. في هذا السياق، عقدت الصين اجتماع رفيع المستوى في مجلس الأمن بشأن القضية الفلسطينية، وأرسل مبعوثها الخاص لبذل الجهود السلمية، في الوقت نفسه، عززت المساعدات الإنسانية ونجحت في استصدار أول قرار من مجلس الأمن الدولي بعد اندلاع الصراع، وأصدرت وثيقة "موقف الصين من حل الصراع الفلسطيني الإسرائيلي". في المستقبل، ستعمل الصين كالمعتاد على تعزيز الأمن والاستقرار في الشرق الأوسط والتعاون معها في تحقيق التنمية والازدهار ودعمها لتحقيق التضامن والتقوية الذاتية، بما يقدم المزيد من المساهمات لتحقيق المصالحة والسلام والانسجام في المنطقة.

 

وقال: كانت مصر أول دولة عربية وإفريقية أقامت العلاقة الدبلوماسية مع الصين الجديدة. وظل البلدان يتبادلان الاحترام والثقة والدعم مهما تغيرت الأوضاع الدولية، وهما صديقان تربطهما الأهداف المشتركة والثقة المتبادلة، وشريكان يتقدمان سويا نحو التنمية والازدهار المشترك. في السنوات الأخيرة، شهد البلدان الثقة السياسية المتزايدة والإنجازات المثمرة في التعاون العملي والصداقة الأعمق بين الشعبين، وأصبحت علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين نموذجا يحتذى به للعلاقات بين الصين والدول العربية والإفريقية والنامية القائمة على التضامن والتعاون والمنفعة المتبادلة والكسب المشترك.

 

ويتكثف التواصل رفيع المستوى. في العصر الجديد، بفضل الإرشاد الاستراتيجي من الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، حققت علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين قفزة كبيرة. في هذا السياق، يبقى الرئيس شي جين بينغ على الاتصال الوثيق مع الرئيس عبد الفتاح السيسي، وتوصل الرئيسان إلى العديد من التوافقات الهامة بشأن تعزيز العلاقات الثنائية. في يوم 19 ديسمبر عام 2023، بعث الرئيس شي جين بينغ خصيصا برقية إلى الرئيس عبد الفتاح السيسي، وهنأه بإعادة انتخابه رئيسا لجمهورية مصر العربية. وتحرص الصين على العمل يدا بيد مع مصر على تحقيق هدف إقامة المجتمع الصيني المصري للمستقبل المشترك، ودفع علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين إلى الأمام. حقق التعاون بين البلدين إنجازات مثمرة. في يوم 1 يناير العام الجاري، أصبحت مصر عضوا رسميا لمجموعة بريكس، وتعرب الصين عن تهانيها الحارة بذلك. كما نجحت مصر في إصدار "سندات الباندا العملاقة" بقيمة 3.5 مليار يوان في الصين، وقدم بنك التنمية الوطني الصيني قروض بقيمة 7 مليارات يوان إلى البنك المركزي المصري. كما نجحت الصين في إطلاق القمر الاصطناعي مصر سات 2، وساعدت مصر في أن تصبح أول دولة إفريقية قادرة على تجميع واختبار الأقمار الاصطناعية. تترسخ رابطة التواصل الشعبي. هناك 15 علاقة التوأم بين مدن ومحافظات البلدين، وقد تجاوز عدد الرحلات المباشرة بين البلدين ما كان عليه قبل جائحة كورونا. اليوم، يوجد حوالي 30 جامعة يمتلك تخصص اللغة الصينية، وتم إنشاء 4 معاهد كونفوشيوس وفصليْ كونفوشيوس وورشتيْ لوبان في مصر.

 

وأنهى السفير كلامه: اليوم، رغم أن الأوضاع الدولية والإقليمية تتغير بشكل معمق ومعقد، غير أن عزيمة الصين ومصر للحفاظ على مصالحهما لن تتغير، وجهودهما في تحقيق التنمية المشتركة لن تتغير، وتطلعاتهما لتحقيق رفاهية الشعبين لن تتغير، ورغبتهما في تعزيز العدالة والإنصاف الدوليين لن تتغير. في ظل الوضع الجديد، تحرص الصين على العمل سويا مع مصر، وتنتهز فرصة الذكرى العاشرة لإقامة علاقات الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين البلدين، وتدفع هذه العلاقات لتتطور باستمرار، من أجل الحفاظ على المصالح المشتركة للبلدان النامية، وضخ المزيد من الطاقة الإيجابية لتحقيق السلام والتنمية والأمن في العالم.

 

تم نسخ الرابط