عاجل.. اليوم التالي يفجر الصراع بحكومة الكيان الصهيوني
بعد انعقاد المجلس الوزاري السياسي الأمني في الكيان الصهيوني مرتين دون إجراء مناقشة بشأن اليوم التالي في قطاع غزة، سيجتمع وزراء حكومة الكيان الصهيوني مرة أخرى مساء اليوم الخميس، وسيتناول الاجتماع غياب النقاش حول الخطة السياسية والأمنية والمدنية الإسرائيلية في غزة الأمر الذي يثير انتقادات حادة لدى بعض كبار المسؤولين الحكوميين الصهاينة، وعلى رأسهم وزراء معسكر الدولة.
الجنرالان جانتس وآيزنكوت ينتقدان سياسية الغموض من حكومة نتنياهو
فخلال المناقشات الأخيرة، في مجلس الحرب الصهيوني، أكد الوزيران جانتس وآيزنكوت أنه طالما أن إسرائيل لا تمنح غزة منظورًا سياسيًا أمنيًا، فإن هذا لن يؤدي إلا إلى تعزيز "حماس"، التي تواصل السيطرة فعليًا على القطاع.
وانتقد وزير الحرب الصهيوني يوآف جالانت عدم وجود نقاش حول اليوم التالي، بل إنه روج لخطة سياسية أمنية ممنهجة تمت صياغتها في المؤسسة العسكرية في الكيان الصهيوني وتضمنت حلولًا للسيطرة على غزة بحسب المراحل والتطورات.
وعلق مكتب رئيس الوزراء الصهيوني على خطة جيش الاحتلال وادعى أنها "اقتراح آخر من أنواع عديدة يتم طرحه. كما صاغت وزارة الحرب الصهيونية خطة لقطاع غزة، لكن حتى يومنا هذا لم يناقش المجلس الوزاري السياسي الأمني أيًا من الخطط المشار إليها في اليوم التالي. ومن القضايا الأخرى التي تثير الجدل وتعمق الخلافات داخل الحكومة ومجلس الوزراء هي قضية إدارة الحرب. مؤخرا، وجه رئيس حزب الأمل الجديد، الوزير جدعون ساعر، انتقادات حادة للطريقة التي تدار بها الحرب في غزة وادعى أن الانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال، أولا في شمال غزة، وهذا الأسبوع في المعسكرات المركزية التي خرجت منها الفرقة 36، تم وفق الجداول الزمنية التي وضعها جيش الاحتلال منذ البداية، وليس وفق الإنجازات واستكمال المهام في الميدان.
ويوم الثلاثاء الماضي من هذا الأسبوع، أرسل جدعون ساعر رسالة إلى سكرتير مجلس الوزراء يطلب فيها عقد اجتماع فوري للمجلس الوزاري السياسي الأمني.
ومن المقرر إجراء مناقشة عاجلة حول الانتقال إلى المرحلة الثالثة من القتال في مناطق مختلفة من غزة، خاصة على خلفية القصف العنيف الذي تم إطلاقه على منطقة في الكيان الصهيوني أسمها "نتيفوت"، بعد وقت قصير من مغادرة مقاتلي جيش الاحتلال من وسط غزة.
وادعى ساعر أن على الجيش الإسرائيلي أن يتصرف وفق تحقيق الأهداف وليس وفق جداول زمنية، كما هاجم المتطرف الصهيوني إيتمار بن غفير أيضا سياسة مجلس الوزراء الحربي، وأرسل أمس الأربعاء، رسالة إلى رئيس وزراء الكيان الصهيوني بنيامين نتنياهو ينتقد فيه بشدة سياسة حكومة الحرب التي يرأسها. وقال "إن الطريقة التي أديرت بها الحرب في الأيام الأخيرة من قبل حكومة الحرب، تتناقض بشكل صارخ مع أهداف الإطاحة بحكم حماس وتحييد قواتها، وحتى مع تصريحاتكم العلنية حول هذا الموضوع".
وأضاف الوزير المتطرف بن جفير: "إن تقليص القوات في القطاع، ووقف زخم التقدم، وإدخال الأدوية دون تفتيش، ومغادرة المناطق التي سيطرت عليها قوات الاحتلال بالفعل على حساب الدم، ويشكل تسليما فعليا بالأمر الواقع من إسرائيل"، وكشف علانية عن وقاحة هذا السلوك.
وبحسب الوزير الصهيوني المتطرف بن غفير، فإنه "فقط في الأيام القليلة الماضية، نشرت رسالة تدعو المستوى السياسي إلى عدم اعتقالهم، والسماح لهم بإكمال مهمة القضاء على الإرهاب وإزالة تهديد حماس من المنطقة"، ولكن يبدو أن مجلس الوزراء قرر الحد من النشاط، وهو ما يعني التنازل عن القرار واستبداله بمراوغة طويلة ودموية".
وهاجم الوزير الصهيوني المتطرف ايتمار بن غفير سلوك حكومة الحرب الصهيونية قائلًا: "تصرفات الحكومة المصغرة من وراء ظهر الحكومة السياسية والأمنية غير مقبولة بالنسبة لي، والواقع الذي تتخذ فيه القرارات من وراء الظهر، دون نقاش، بينما في كثير من الأحيان الحالات التي علمنا بها عن هذه السياسة في وقت لاحق، أمر مستحيل".
وأضاف الوزير المتطرف: "منذ البداية عبرت عن معارضتي لوجود هذه الحكومة التي توحد فقط مؤيدي المفهوم، مع فصل كبار الوزراء وأعضاء الحكومة، وتفضيل الأشخاص الذين يتطابق رأيهم مع المفهوم بشكل انتقائي".
ووقع الوزير بن جفير على رسالته: "سيدي رئيس الوزراء، أنا أقدرك كثيرا ولكنني أذكرك أنني لست ختما مطاطيا على السلوك الخاطئ والخطير الذي أعارضه، ولم يتم حتى رفعه إلى قرار مجلس الوزراء السياسي الأمني، وليس لدي أي نية للموافقة على هذا الواقع الفظيع بعد الآن”.



