السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

العائدون من الموت.. هل تحدث المعجزة ويظفر المنتخب الإيفواري باللقب الإفريقي الثالث؟

فرانك كيسييه
فرانك كيسييه

بداية غير متوقعة لمنتخب كوت ديفوار الأول لكرة القدم، الملقب بالأفيال، حين وقع بالمجموعة الأولى من بطولة كأس الأمم الإفريقية في نسختها رقم 34 والتي يستضيفها على أرض ووسط جمهوره.

 

فاز بالمباراة الافتتاحية على غينيا بيساو، 0/2 بأداء أكثر من رائع ولكنه وقع طريحًا أمام نيجريا وخسر المباراة الثانية له في الكان بنتيجة 0/1 قبل أن يدق منتخب غينيا بيساو المسمار الأخير في نعش الأفيال برباعية نظيفة كانت الهالكة له في دور المجموعات.

 

انتهى دور المجموعات وحل المنتخب الإيفواري ثالثًا، برصيد 3 نقاط، وكاد يودع البطولة على أرضه ووسط جماهيره في سابقة ستغير كثيرًا في تاريخ مستضيفي بطولة كأس الأمم الإفريقية.

 

امتلئت الشوارع الإيفوارية بأصوات الرافضين للمدرب (جان لويس جاسكيه)، وقرر اتحاد كرة القدم الإيفواري إقالته عقب انتهاء دور المجموعات، بعد أن ظن الجميع أن أصحاب الأرض قد ودعوا البطولة، ولكن تتأهل كوت ديفوار لدور الـ16 بمعجزة في أخر يوم من منافسات المجموعات، بعد أن خدمتهم جميع النتائج، ليقرر الاتحاد الإيفواري تعيين مساعد جاسكيه (ايميرس فاييه) علي رأس القيادة الفنية ويكمل المهمة.

 

إجتمع القائد الأسطوري للأفيال، ديديه دروجبا، بلاعبين المنتخب وقال لهم (إن هبت رياحك فأغتنمها) في إشارة إلى أن الحظ خدمهم في التأهل بأعجوبة فلما لأ والبطولة على أرضهم ووسط جماهيره، وفي إيديهم أن يقلبوا الوضع ويقاتلوا علي اللقب.

 

ايميرس فاييه، ذلك المدرب المحلي الذي كان مساعدًا للمدير الفني المُقال، أصبح أمامه فرصة ميتة، ولن يلومه أحد إذا لم ينقذ الأفيال من متاهة الأدغال الإفريقية، لاسيما و أنه سيواجه المنتخب السنغالي (حامل اللقب) والمرشح الأول للبطولة من ناحية القيمة السوقية العالية للاعبيه بفارق كبير عن أقرب منافسيه.

 

تحدث المفاجأة الثانية لمنتخب (العائدون من الموت) بعد أن استقبلت شباكهم هدفًا سريعًا من السنغالي حبيب ديالو أحد نجوم المنتخب السنغالي عند الدقيقة 4 من عمر اللقاء، واستمرت المباراة وحافظ الأفيال على النتيجة إلى أن خدمتهم الظروف قبل نهاية المباراة تحديدًا عند الدقيقة 86 واحتسب حكم المباراة ركلة جزاء سجل منها القائد فرانك كيسييه هدف التعادل ليقود فريقه للأشواط الإضافية ومن ثم الركلات الترجيحية وتفوز كوت ديفوار على حامل اللقب 4/5.

 

وبعد ٤ ايام من تعيين (مدرب محلي لا يملك خبرة) منتخب الأفيال إلى دور الـ8 بعد إقصاء السنغال، لتشهد هذه النسخة إقصاء المنتخبين السنغالي والمصري، طرفي نهائي النسخة السابقة من دور الـ16.

 

المواجهة التالية أمام منتخب مالي الذي عبر عن تواجده منافسًا على البطولة بقوة كبيرة، وسجل هدفًا من الأفضل في هذه النسخة عن طريق نيني دورجيليس بعد مراوغة القائد كيسييه وسدد الكرة بمهارة في زاوية صعبة جدًا على الحارس يحيي فوفانا عند الدقيقة 71، قبل لان يحالف الحظ المصحوب بالروح القتالية العالية، أصحاب الأرض ويسجل سيمون أدنجرا هدف التعادل عند الدقيقة 90 ويلجأ المنتخبان للأشواط الإضافية ويحرز عمر دياكيتي هدف الفوز للأفيال عند الدقيقة 120+3 قبل صافرة الحكم المصري محمد عادل، ويفوز الأفيال ويتأهلوا للدور نصف النهائي من البطولة لمواجهة منتخب الكونغو الديمقراطية، في مواجهة تظهر وكأنها سهلة على الورق ولكنها صعبة لمنتخبين أظهرا مدى قوتهما في هذه النسخة، وهنا منتخب الكونغو الديمقراطية الطرف الثاني من أحد الأضلاع الأربعة للنسخة 34 والذي أطاح منتخب مصر من دور الـ16 ومن بعدها غينيا.

 

شاركت كوت ديفوار في نهائي كأس الأمم الإفريقية24 مرة من أصل 33 نسخة ماضية، ووصلت للمباراة النهائية في 4 مرات، وفازت مرتين بركلات الترجيح على حساب منتخب غانا في المناسبتين، الأولى في عام 1992 في السنغال، والثانية في غينيا الاستوائية عام 2015 ، وحققت المركز الثاني مرتين، وحققت المركز الثالث أربع مرات، والمركز الرابع مرتين.

 

هذه النسخة هي الثانية التي تستضيفها دولة كوت ديفوار ، بعد غياب دام 40 عامًا منذ أن نظمت النسخة رقم 14 في عام 1984 بمشاركة 8 منتخبات، ومن المفترض أن ترحل شمس البطولة الإفريقية الغالية عن ساحل العاج، بعد أن أضاءت طريق الإيفواريين وسمحت لمنتخب كوت ديفوار العائدون من الموت باستكمال المشوار، فهل تكتمل المعجزة؟

​​​​

تم نسخ الرابط