الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

أساتذة الإعلام يكشفون أشكال التضليل الإعلامي الغربي والتحيز لصالح إسرائيل

بوابة روز اليوسف

كشفت الحرب الدائرة بين المقاومة الفلسطينية في غزة والكيان الصهيوني "إسرائيل"، مدى زيف ما يتردد عن حيادية الإعلام الغربي، الذي ظهر في الأحداث الجارية منحازًا بشكل أعمى لصالح إسرائيل ووصل  إلى حد الفبركة وإطلاق الأكاذيب ضد المقاومة الفلسطينية.

“بوابة روزاليوسف” استطلعت آراء أساتذة الإعلام والأكاديميين في الانحياز الأعمى للإعلام الغربي لصالح الكيان الصهيوني "إسرائيل"، والذي ألقى بالحيادية والشفافية التي يتشدقون بها على قارعة "طوفان الأقصى".

 

 يقول الدكتور إسماعيل بسيوني، أستاذ الإذاعة والتلفزيون بكلية الإعلام جامعة الأزهر :كان التضليل الإعلامي في بداية العدوان على غزة واضح جدًا ومتحيز لإسرائيل ولا زال في بعض المحطات والبرامج  التليفزيونية في أوروبا وامريكا، وكل ذلك بسبب الآلة الإعلامية الجباره التي تمتلكها أو تتحكم فيها الدول الكبرى والتي في الأصل يديرها اليهود في شتى أنحاء العالم سواء بطرق مباشره او غير مباشره.

 

وأضاف بسيوني: أما التحيز الغربي لإسرائيل فهو موجود منذ نشأة هذا الكيان وحتى الآن وسيستمر لاسباب سياسية واقتصاديه وربما دينيه أيضًا، ولكن ما أراه أن الوضع الآن اختلف إلى حد كبير، فلم تعد التغطية الاعلامية القديمة أو النمطية بالوسائل التقليدية تجدي نفعا مع الإعلام الجديد وتطبيقاته، فالعالم الآن شعوبا حكومات أصبح لديهم من المعرفة والوعي بالقضية الفلسطينية أكثر من أي وقت مضى، ورأينا جميعا لأول مرة في التاريخ مثول إسرائيل في محكمة العدل الدولية في القضية التي رفعتها جنوب إفريقيا، مدعمه بالأدلة والتي من اهمها الفيديوهات التي صورت وانتشرت عن طريق الإعلام الجديد، وكذلك خروج الآلاف في عواصم العالم منددين بالعدوان الإسرائيلي مما أدى إلى تشويه صورة إسرائيل على مستوى العالم، كل هذا سيؤدي في النهاية الي دعم القضية الفلسطينية وحقوق الشعب الفلسطيني، على  العكس تماما عما كان يحدث قبل ذلك، فقد كانت وسائل الإعلام العالميه تصب كلها في صالح إسرائيل.

 

 أما الدكتور مصطفى مندي، أستاذ الصحافة والنشر بكلية الإعلام جامعة الأزهر فقال: منذ انطلاق عملية "طوفان الأقصى" التي شنتها المقاومة الفلسطينية علي إسرائيل انطلقت معها موجة تحريض واسعة علي المنابر الإعلامية الإسرائيلية، مستخدمة في ذلك ادعاءات وأخبار زائفة تلقتها وسائل الإعلام الغربية، وعملت على ترويجها وكأنها مسلمات لا يأتيها الباطل من بين يديها ولا خلفها.

 

 وتابع أستاذ الصحافة والنشر بكلية الإعلام جامعة الأزهر، أن التزييف وشيطنة المقاومة الفلسطينية لم يقف عند حد وسائل الإعلام، بل تسرب ذلك الخطاب إلي ألسنة قادة الدول الغربية حليفة إسرائيل، والذين رددوا في خطاباتهم الأخبار الزائفة نفسها التي لا تدعمها أي مصادر مؤكدة، مثل ادعاء الرئيس الأمريكي جو بايدن، أن المقاومة الفلسطينية حماس قطعت وحرقت رؤوس الأطفال في عملية طوفان الأقصى.

 

أما الدكتور سامي زهران، أستاذ الصحافة والنشر بكلية الإعلام جامعة الأزهر: لا شك أن  الإعلام وسيلة مهمة لنقل الحقائق وتوجيه الراي العام، ولكن للأسف في بعض الاحيان أداه الاعلام تتحول إلى أداه لتضليل وتزييف الوعي ومن أهم الاشكال التي نراها على المستوى الدولي في هذه الايام قضية فلسطين بشكل عام، وغزة بشكل خاص، حيث تعاني من تلك الظاهره بشكل واضح جدًا ومؤثر، لان التحيزات الإعلامية تساهم بشكل مباشر وغير مباشر، ايضا هناك تشويه للحقائق واثاره مشاعر الكراهيه مما يؤدي الى زياده التوتر وعدم الاستقرار في المنطقة.

 

أشكال التحيز الإعلامي

 

ويعتمد التحيز بشكل أساسي على عدة عوامل أولها الانتماءات الثقافية والسياسية للصحفيين والاعلاميين وأيضًا  الضغوط السياسية والاقتصادية التي يتعرضون لها وأحيانًا بتستخدم بعض وسائل الاعلام آليات متعددة لتستهدف تفضيل الرأي العام بما في ذلك تغطية جزئية غير موضوعية للاحداث وتحريف للحقائق يعني محاولة لطمس الحقائق وتغيير المعلومات بشكل مبالغ فيه لخدمة إحدى أجندات سياسية معينة.

 

وأضاف زهران، أن الاعلام الاسرائيلي يحاول قدر الامكان أنه يشوه صورة الفلسطينيين ويظهرهم بصوره الإرهابيين ويحاول بكل ما أوتي من قوه بالاستعاره بالالة الاعلامية الشديده اللي هي الوسائل الاعلامية الغربية وأمريكا في المقام الاول وبالتالي وسائل الإعلام  تعتمد على تصوير إسرائيل كضحية وتتجاهل عن عمد الانتهاكات الواقعة على الفلسطينيين، فتقدم القضية الفلسطينية بشكل عام بصورة غير حقيقية إطلاقًا، بل بالعكس مغيرة للواقع، ما يؤدي إلى تشويه صورة الفلسطينيين وأثاره مشاعر الكراهيه تجاههم، كما يؤدي التحيز الاعلامي في تناول القضية بشكل غير واضح ومزعج، وبالتالي يؤدي إلى إغفال الانتهاكات الإسرائيلية المستمرة وقضية الاستيطان والإعتداءات على المدنيين والصور المؤلمة الحزينة التي نراها على شاشات التلفزيون للأطفال الرضيع والنساء.

 

وأكد دكتور الصحافة والنشر أن وسائل الإعلام  الإسرائيلية تحاول توظيفها لخدمتها كانهم هم الضحايا وليس الاجراميين وأيضًا تستخدم كل الوسائل المتاحة لتزييف الراي العام العالمي كي تضع بصمات غير صادقة وغير سليمة وانطباعات تستهدف في النهاية الى تزييف وعي الرأى العام.

 

وشدد زهران، على ضرورة تعزيز الوعي عند الجمهور باهمية تنمية الوعي النقدي للاخبار والمعلومات التي يتلقاها من وسائل الإعلام، والتاكد من مصدر الخبر من خلال مجموعة من الآليات، كما أنه لا ينبغي أن نستمع إلى إذاعات إسرائيل لانه إعلام مزيف هدفه زعزعة الثقة في نفوس الغزاويين وفي نفوس المسلمين عموما، وبالتالي لابد أن نطعم جمهورنا العربي والإسلامي بالمعلومات الصحيحة والموثقة.

تم نسخ الرابط