السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

دينا توفيق تكتب: يا حواء

دينا توفيق
دينا توفيق

أنت جميلة يا "حواء" وتستحقين الحب.. لذا لا ينبغي عليك يا عزيزتي القيام بأي شيء حتى تجعلي شخصا ما يحبك.. فمن يحبك، سوف يرى فيك أشياء لم يرها في غيرك. 

سيحبك كما أنت.. لست مطالبة بعمل أي مجهود من أجل أن يحبك أحد.. فمن يحبك من قلبه سوف يراك الأجمل والأحن في عينيه.. سيكتفي بك وكأنك الوحيدة في العالم.. فالله قد خلق لكل روح من الأرواح، روحا أخرى تساندها ويجمع بينهما ذلك الشعور الذي يأتي فجأة ولا يسمح لهما بالتفكير بل يسوقهما وكأنهما مغمضا العينين.. وهذا هو الحب يا "حواء"، عندما نرى في إنسان كل شيء.. ويصبح كل شيء هو ذلك الإنسان. 

كثير من النساء تهتز ثقتهن بأنفسهن بعد المرور بتجارب فاشلة بل قد يفقدن الثقة في الحب.. إن مرورك ببعض الشخصيات المؤذية يا "حواء" لا يعني بالضرورة أن كل الناس بهذا السوء.. فقد كان مجرد سوء اختيار ويجب عليك أن تتعلمي من أخطائك، ولا تسمحي لأي شيء أن يطفئ التوهج في عينيك.. أو يفسد مزاجك.. فلتتجاوزي يا عزيزتي كل شيء.. ولا تحزني أو تقسين على نفسك. وتأكدي أنك تستحقين شخصا حنونا يعرف كيف يحتوي المرأة ويشعرها بالأمان.. ولا شك أن الروح التي تشبهك ستعرف كيف تخاطبك.

لن يمكنك يا عزيزتي تغيير الماضي لكن بوسعك أن تجعليه جسرا تعبرين به إلى مستقبل أفضل.. فنحن نعرف أحيانا قيمة الناس "الصح"، بعد مرورنا بالناس "الخطأ".. وقد تترك تلك الاختيارات الخاطئة في حياتنا بعض الخدوش التي تزول مع مرور الوقت.. كانت "حواء" خائفة من عدم قدرتها على النهوض بعد تآكل روحها نتيجة الخذلان، لكنها اكتشفت أنها أقوى مما تتخيل ويكفي أنها قادرة على الابتسام في أصعب اللحظات.

لقد اعتادت على مواجهة العالم بقلب طفلة.. ومهما كبرت، ستظل طفلة في مشاعرها، طفلة في حنانها، وطفلة في عطائها.. لذا تخدشها الكلمة القاسية وتجعلها تنزف في صمت.. فيا عزيزي الرجل رفقا بها.. فتلك البراءة يجب الحفاظ عليها حتى لا تخسرها للأبد.. فهي صادقة وتتوقع الصدق منك.. فهل يجوز أن تفلت يدها بعد كل هذا الحب الذي تحمله لك؟! إن الأنانية وحدها كفيلة بتمزيق جسور المحبة.. وكم من العلاقات الاجتماعية، سواء صداقة أو زواجا انتهت بسبب عدم مراعاة مشاعر الطرف الآخر.. ان كل ما تتمناه "حواء" هو بيت يملأه الحب والسكينة والطمأنينة.. تريد من يكن لها أبا وأخا وصديقا وسندا، وتعشق من يحترم عقلها وكيانها... وهي كالوردة تعطى عطرها لمن أحسن الاهتمام بها، فاذا لم تهتم بها وتركتها تذروها الرياح، لا تلوم الوردة حينئذ إن أعطتك شوكا ولم تعطيك عطرا.. وقد تبدو "حواء" رقيقة، ناعمة لكنها عندما تشعر بالاهمال وعدم التقدير، فانها تتوقف عن العطاء وتخلع الرداء الوردى، الرومانسي الذي ترتديه لترتدى بدلا منه رداء باهت خال من البهجة، وذلك بسبب فقدانها الشغف.. وهناك مقولة خاطئة ما زال يرددها البعض وهي: "ضل راجل ولا ضل حيطة".. وتلك أكذوبة كبيرة فـ"الحيطة" بصلابتها قد تكون أرحم من "ضل" الرجل القاسي.. فإذا لم تجد المرأة الحماية والسند من الرجل، ساعتها يصبح "ضل الحيطة" أكثر فائدة.

 

تم نسخ الرابط