في اليوم العالمي للمسنين ..
تطبيقات واختراعات.. التكنولوجيا المُساعِدة في خدمة كبار السن
داليا عبد المعز
أجهزة حديثة للمساعدة في الأمور المنزلية .. وأنظمة ذكية لحالات الطوارئ ومحاربة النسيان
أشارت كثيرٌ من الدراسات الحديثة إلى أن نسبة الأشخاص الذين يعانون من الوحدة قد ارتفعت بشكل كبير في الآونة الأخيرة، مما أصبح يشكلخطرًا كبيرًا يُسهم في حدوث مشاكلات مثل الاكتئاب، وزيادة سرعة نبضات القلب، وخفض جهاز المناعة وغيرها. ولهذا السبب، انطلقت محاولات الباحثين حول العالم لاقتراح أنظمة جديدة لمحاربة الوحدة وآثارها السلبية، خاصة بين كبار السن. وتعتمد معظم هذه الأنظمة على توظيف التكنولوجيا الُمساعِدة لهذا الغرض؛ لما لها من دور بالغ الأهمية في إشراك كبار السن في الحياة العامة، والحفاظ على تواصلهم المستمر مع العالم من حولهم، ومساعدتهم على الخروج من دائرة العُزلة التي يعيشونها بعد فقدان العديد من أقاربهم وأحبائهم. إلى جانب ذلك، تمنحهم التكنولوجيا الُمساعِدة الفرصة للتعبير عن آرائهم ومواقفهم تجاه القضايا المختلفة، وتوفر لهم وسائل الترفيه التي تساعدهم على قضاء أوقات فراغهم الطويلة في نشاطات مفيدة وممتعة.
وتعرف التكنولوجيا المساعدة بأنها: أي خدمة أو أداة تمكن كبار السن أو الأشخاص من ذوي الإعاقة من أداء أنشطة كانت ستكون صعبة أو مستحيلة بدونها. وقد أظهرت العديد من الأبحاث التأثير الإيجابي والفوائد المحتملة الناتجة عن دمج التكنولوجيا المساعدة في حياة كبار السن، إذ تشير الدراسات إلى أن توفير التكنولوجيا المساعدة بشكل مدروس، مع تهيئة بيئة قابلة للنفاذ، يمكن أن يُبطئ من تراجع القدرات الجسدية ويخفض تكاليف الرعاية المؤسسية.
وبالتزامن مع اليوم العالمي للمسنين في الأول من أكتوبر من كل عام، نستعرض في السطور التالية، بعضًا من أبرز التطبيقــات الذكية التي تم تطويرها خصيصًا لدعم كبار السن ومساعدتهم على التغلب على الوحدة وتعزيز مشاركتهم في الحياة اليومية، مما يسهم في تحسين جودة حياتهم وتوفير الدعم اللازم لهم :
صديقك الافتراضي
تمكن مجموعة من العلماء من الكشف عن جهاز يُسمى (ELLIQ)، خلال مؤتمر سابق عُقد في بيركلي بكاليفورنيا، ويوفر هذا الجهاز تقنية التحدث مع المُسِنّ ومساعدته في كثير من الأمور المنزلية من خلال الأوامر الصوتية، فهو يُعد بمثابة صديق افتراضي للمُسِنّ الذي يعيش بمفرده بعدما تقدم به العمر وفقد الأنيس والقريب.
كما يؤكد مطورو الجهاز أنه يعمل على تبسيط التواصل بين الأجيال؛ فالشخص الأكبر سنًّا قد يكون غير قادر على استخدام وسائل التكنولوجيا بنفس الطريقة التي يفضلها المراهقون؛ لذلك فالجهاز الجديد يقوم بتلقي الرسائل وقراءتها للمُسِنّ بصوت عالٍ، كما يستطيع الجهاز أن يصف الصور له.
العصا الذكية
كشفت إحدى الشركات الفرنسية خلال معرض الإلكترونياتالاستهلاكية (CES2017) المنعقد في المدينة الأمريكية "لاس فيجاس"، عن ابتكار حديث يستهدف كبار السن، وهو عبارة عن عصا إلكترونية تحمل اسم smart cane، مزوّدة بأجهزة استشعارية تعمل على تيسير حركة وانتقال كبار السن.
وتحتوي العصا على جهاز إنذار يعمل تلقائيًّا في حالات الطوارئ التي يتعرض لها المسن وهو بمفرده بالمنزل، كالسقوط المفاجئ والإغماء وغيرها، كما أنها تتمكن من إخطار أقاربه لتقديم المساعدة في الوقت المناسب، فهي تعمل على مساعدته في حالات الخطر التي قد تهدد حياته.
تعتمد العصا على نقاط استشعار خاصة تقيس المسافة بين العائق والمستخدم، وتصدر تنبيهات صوتية أو اهتزازية لتحذيره من وجود عائق. كما تحتوي العصا على جهاز GPS لتحديد موقع المستخدم، وفي حالة فقدان العصا أو نسيان مكانها، يمكن العثور عليها من خلال الضغط على زر يصدر صوتًا لتسهيل الوصول إليها.
تطبيق "جوين بابا"
نظرًا لأهمية التطبيقات الذكية حاليًا في تيسير حياتنا وقضاء متطلباتنا المختلفـة؛ تمكن فريق من العلماء البريطانيين باستخدام هذه التطبيقات من التغلب على الوحدة لدى كبار السن؛ حيث قاموا بتطوير تطبيق ذكي يطلق عليه اسم "جوين باباJoin Papa" يتيح الفرصة لكبار السن للاتصال بالشباب ودعوتهم لزيارتهم والتحدث معهم في كافة الأمور.
وتؤكد إحدى السيدات المستخدمات لهذا التطبيق، وتبلغ من العمر 87 عامًا، أنها تستطيع من خلاله الاتصال بالشباب والتواصل معهم، ومعرفة أخبارهم ونشاطاتهم المختلفة وما يدرسونه حاليًا وهو ما يُعد خدمة كبيرة بالنسبة لها. مؤكدة إن هذا التطبيق هو وسيلة الاتصال الوحيدة لديها، إلى جانب البرنامج الرياضي نصف الشهري المخصص لها.
تتبع أوقات الدواء
ومن التقنيات التي أتاحتها التكنولوجيا المساعدة، تطبيق My Therapy هو أداة مجانية سهلة الاستخدام تهدف إلى تنظيم مواعيد تناول الدواء ومساعدة المسنين على الاهتمام بصحتهم. حيث يقدم التطبيق تذكيرات منتظمة لتناول الأدوية بناءً على تكرار محدد (مثل كل عدد معين من الأيام أو الساعات)، مع تحديد الجرعات المطلوبة. كما يدعم التطبيق كافة أنواع الأدوية والمكملات الغذائية. بالإضافة إلى ذلك، يتيح تسجيل القياسات الطبية المهمة مثل ضغط الدم، الوزن، ومستويات الجلوكوز في الدم، مع إمكانية متابعة التقدم الصحي من خلال تقارير شاملة تشمل جرعات الدواء والقياسات والنشاطات. يمكن أيضًا من خلال التطبيق التعاون مع أفراد العائلة والأصدقاء للتذكير بمواعيد الدواء. كما يوفر تقريرًا شاملًا يمكن طباعته بصيغة PDF ومشاركته مع الطبيب أو أفراد العائلة لمتابعة التقدم في العلاج. ويتميز التطبيق بكونه مجانيًا ولا يتطلب التسجيل، مما يضمن حماية بيانات المستخدمين من أي جهات خارجية.
المنبهات الطبية
تُعتبر أجهزة التنبيهات الطبية من أكثر التقنيات شيوعاً بين كبار السن الذين يعيشون بمفردهم أو يتلقون رعاية مستمرة على مر السنين، وتعرف أيضاً باسم "نظام الاستجابة لحالات الطوارئ الشخصية". وتتوفر هذه الأجهزة على شكل زر استغاثة يمكن ارتداؤه كقلادة أو سوار، ويتصل بمحطة رئيسية موصولة بخط الهاتف الأرضي. يمكن استخدام هذه الأدوات في حالات المراقبة أو التعامل مع حالات السقوط أو الطوارئ الصحية داخل المنزل. بالإضافة إلى ذلك، توجد منتجات لتحديد الموقع وإصدار تنبيهات في حالات الطوارئ التي تحدث خارج المنزل، مما يتيح استخدامها في أي مكان.
ألعاب لكبار السن
كبار السن يحتاجون إلى الترفيه وتحفيز قدراتهم الذهنية بشكل دوري، ولهذا يوفر تطبيق Games for Seniors مجموعة من أفضل الألعاب المصممة خصيصًا لهم، مثل ألعاب بناء الأبراج، ألعاب الذاكرة، الشطرنج، وغيرها. كذلك، يقدم تطبيق "شعلــة" تجربة مميزة لتدريب القدرات الذهنية من خلال أكثر من 40 لعبة مختلفة، حيث يتم تكييف التجربة بناءً على المهارات التي يرغب المستخدم في تطويرها وعمـره. رغم أن التطبيق ليس مجانيًا، إلا أنه يقدم فترة تجربة مجانية لمدة 7 أيام. أما لعبة الكلمات المتقاطعة، التي كانت مفضلة لدى الكثيرين ممن اعتادوا شراء الصحف اليومية لحلها، فقد عادت اليوم مع انتشار التطبيقات الرقمية. تطبيق "كلمات متقاطعة" يقدم تجربة سهلة وسلسة لكبار السن لإحياء هذه الذكرى والاستمتاع بها عبر الهاتف الذكي.
وداعًا للنسيان
تُعد مشاكل الذاكرة من أبرز المعوقات التي تواجه العديد من كبار السن، فمع تقدُّم العمر تضعف الذاكرة تدريجيًا وقد يصبح المسن عاجزًا عن تذكر أقرب الناس إليه، وربما أبسط الأشياء عن نفسه؛ مما يؤدي إلى عرقلته عن أداء متطلباته واحتياجاته اليومية، فضلًا عن شعوره بالخوف وعدم الاطمئنان خاصةً إذا كان يعيش بمفرده؛ ولأجل ذلك تم ابتكار عدة أنظمة جديدة تعمل على إشعار المُسِنّ بالأمان، ومساعدته على تذكر الأشياء.
وتستطيع هذه الأنظمة غلق الأبواب وإطفاء الأنوار، فهي مُزوّدة بأجهزة إنذار تعمل تلقائيًّا في حالة ترك المُسِنّ الأبواب مفتوحة، كما أنها مزودة بأجهزة استشعار تقوم بإطفاء الأنوار عندما يأوي المُسِنّ إلى فراشه، وتقوم بتشغيلها تلقائيًّا إذا أراد المسن النهوض من فراشه خلال الليل، وقد أكد ذلك أحد مستخدمي هذه الأنظمة قائلًا: "ما زلتُ أسقط، لكن إذا حدث هذا فإن الأنوار ستكون مُضاءة"، كما أن هناك عدة تطبيقات تعمل على تذكير المسن بمواعيد دوائه، ومساعدته على تناولها في الوقت المحدد.