سعيد وهبة يروي الحكايات النادرة لشخصيات الأهلي الأسطورية في كتاب جديد
صدر مؤخرا كتاب "الأهلي شخصيات وحكايات"، للمؤرخ الرياضي والكاتب الصحفي سعيد وهبة، عن دار "نفرتيتي للنشر والدراسات والترجمة"، يستدعي فيه وهبة ذاكرته الرياضية، مع مجموعة من شخصيات الأهلي الأسطورية النادرة وكبار نجومه، ممن أسهموا في بناء قلعة الأهلي على مدار 117 سنة، وقاموا بوضع مبادئه وكتبوا تاريخه، وأسهموا في صنع بطولاته وغرس ثوابته، وكرسوا قيمته ومكانته في العقل المصري، والضمير الجمعي، حتى صار واحدًا من قلاع مصر الوطنية، ومؤسساتها التربوية، وعلامة الجودة القياسية، وحتى أصبح أهم مؤسسة رياضية في مصر وأفريقيا.
الشخصيات التي يتناولها سعيد وهبة من خلال الكتاب، التقى بها وعرفها وجمعت بينه وبينهم علاقات صداقة ومحبة، واختلاف في وجهات النظر، خلال عمله بالصحافة الرياضية على مدى 55 عاما، تحاور مع بعضها، واقترب من البعض الآخر، وصادق آخرون، من خلال تواجده بالنادي الأهلي لسنوات طويلة، عمل خلالها بالصحافة الرياضية، سواء كان مندوبًا لصحيفة "الجمهورية" منذ أواخر الستينيات، إلى ما بعد منتصف السبعينيات، أو ناقدا رياضيا، يشار إليه بالبنان، وقتما كانت حديقة الأهلي ملتقى الرياضيين والنقاد والقيادات، ومنتدى النجوم القدامى، وكبار الشخصيات، منهم من لعبوا دورًا في الحياة السياسية، ومنهم من أسس أكبر قاعدة مصرية للاقتصاد الوطني في مواجهة الاحتكارات الأجنبية، كما يستعرض الكتاب العديد من الشخصيات الرياضية المنسية، مثل الدكتور محمد طاهر باشا، أول عضو مصري باللجنة الأولمبية الدولية (1934 ـ1960)، ومؤسس دورات البحر الأبيض، والمؤسس الثاني للحركة الرياضية المصرية، وله قصة، يوم ألقت السلطات البريطانية القبض عليه، وأودع بأحد معسكرات الجيش البريطاني غرب القناة، لتعاونه مع القوات الألمانية، التي كانت تستعد لمواجهة الحيش الإنجليزي بمعركة العلمين، وتخليص مصر من الاحتلال البريطاني، ومن خلفه في اللجنة الأولمبية الدولية، المهندس أحمد الدمرداش توني، بطل الجمباز الذي ظل عضوًا باللجنة الأولمبية الدولية 32 عاما، كذلك عبد المنعم وهبي كابتن أول فريق لكرة السلة بالأهلي أول الثلاثينيات، والذي تولى رئاسة الاتحاد الدولي لكرة السلة لدورتين، عامي 1968 ـ 1976، والدكتور حسن مصطفى كابتن الأهلي في السبعينيات.
في الكتاب إعادة اكتشاف لشخصيات كروية أسطورية، مثل الضظوي زعيم قبائل الحريفة، الذي رسب في امتحان المدربين باتحاد الكرة، وابن مدينة دمياط، "صبي النجار" رفعت الفناحيلى، الذي ترك المدرسة الابتدائية، والتحق بورشة لنجارة الموبيليا، كي يعول شقيقاته البنات الخمس بعدما فقد والده بصره، إضافة إلى قصص لعديد من الشخصيات الأهلاوية، منها قصة منسية للدكتور نور الدين طراف، الذي كان أحد الرؤساء الفخريين، ورئيسًا لمجلس "حكماء النادي الأهلي"، ورئيس القلعة الحمراء، الذي ضمد للأهلي جراحه، ورد له اعتباره، وأعاد له انتصاراته، بعد سنوات القحط العجاف في الستينيات.
الفريق عبد المحسن كامل مرتجي، وحكاية عن شعبية صالح سليم الجارفة، التي وصلت لدرجة تهديد الناقد نجيب المستكاوي بالقتل وخطف أولاده، بسبب مقال طالب فيه صالح سليم باعتزال الكرة!
وقصة اعتزال مختار التتش، أسطورة الكرة، في العقدين الثالث والرابع من القرن العشرين، وعندما أعلن اعتزاله، هددت كوكب الشرق أم كلثوم باعتزال الغناء، ما لم يتراجع مختار التتش عن قرار اعتزاله، وحكايات ومواقف عديدة مع الكثيرون من نجوم الأهلي مثل، جعفر باشا وجيل العمالقة، كبير البنائين عمر لطفي، الجنيرال محمود، حسن حمدي، عبده صالح الوحش، طارق سليم، عادل هيكل، مهندس الصفقات عدلي القيعي، وغيرهم، وحكايات وشخصيات عديدة من تاريخ الأهلي، غزلها الكاتب سعيد وهبة ببراعة فائقة، بين التسجيلي والواقعي، مستلهما روح البطولات التي صنعها الأهلي على مدار تاريخه والشخصيات التي أثرت وتأثرت عبر هذا التاريخ.




