عاجل
الثلاثاء 3 ديسمبر 2024
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أيمن عبد المجيد
البنك الاهلي

قدمنا مساعدات تنموية لأكثر من 160 دولة واستثمار ما يقارب من 20 مليار دولار وتنفيذ أكثر من 1100 مشروع لدفع التنمية

السفير الصيني لـ"بوابة روزاليوسف": ستظل الصين تهتم بـ"الجنوب العالمي" مهما كانت تغيرات الأوضاع الدولية

سفير الصين بالقاهرة
سفير الصين بالقاهرة

 تنطوي الزيارة الأخيرة للرئيس الصيني شي جين بينغ إلى أمريكا اللاتينية على عدة دلالات، لكونها أولا جاءت في خضم ما تشهده الساحة الدولية من تحولات كبرى، ثانيا لأهمية مشاركته في الاجتماع غير الرسمي الـ31 لقادة منظمة التعاون الاقتصادي لآسيا والمحيط الهادئ (APEC) في بيرو، وبعدها مشاركته بقمة مجموعة العشرين (G20) في البرازيل حيث أوضح شي خلالهما موقف بلاده من القضايا الساخنة الدولية والإقليميةكما كان أكثر ما لفت أنظار العالم هو اللقاء الذي جمعه بالرئيس الأمريكي جو بايدن في ليما.



بعد وقت وجيز من انتهاء الانتخابات الأمريكية واعلان فوز دونالد ترامب رئيسا، وهو ما يثير التساؤلات عن كيفية تعامل الصين مع متغيرات السياسة الأمريكية بعد فوز ترامب؟

 

للإجابة على هذا التساؤلات وتسليط الضوء علي ما حدث خلال الزيارة، أجرت بوابة روزاليوسف هذا الحوار مع مع السفير الصيني بالقاهرة  لياو ليتشيانغ.. وإليكم نص الحوار.

 

 

س: ما هي الرؤى الجديدة والرسالة المهمة التي طرحها الرئيس شي جين بينغ أمام المجتمع الدولي خلال قمتيAPECوG20؟

 

جـ: جاءت زيارة الرئيس شي جين بينغ هذه المرة إلى أمريكا اللاتينية في الوقت الذي يمر فيه العالم بمرحلة جديدة من الاضطرابات والتغيرات وتنتشر فيه نزعة الأحادية والحمائية. وحضر الرئيس شي جين بينغ القمتين، ودعا الأطراف الدولية إلى الالتزام بوعي مجتمع المستقبل المشترك للبشرية في ظل التباطؤ الاقتصادي العالمي واحتدام النزاعات الجيوسياسية وتزايد عجز الحوكمة وغيرها من الصعوبات والتحديات، وذلك من أجل تعزيز التعددية العالمية القائمة على المساواة والانتظام والعولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع، ورفع الصوت والتمثيل للجنوب العالمي، ودفع النظام الدولي نحو اتجاه أكثر عدلا وعقلانية.

 

في اجتماع APEC، أكد الرئيس شي جين بينغ أن العولمة الاقتصادية تمثل المطلب الموضوعي لتطوير القوى الإنتاجية الاجتماعية وكذلك النتيجة الحتمية للتقدم التكنولوجي، وهي تيار تاريخي لا يقاوم. وتعد المحاولة لعرقلة التعاون الاقتصادي بذرائع مختلفة والإصرار على فصل العالم المترابط خطوة رجعية في التاريخ. وأوضح الرئيس شي جين بينغ جوهر العولمة الاقتصادية القائمة على الشمول والمنفعة للجميع، وطرح "الالتزامات الثلاثة"، أي الالتزام بالابتكار ودفع النمو القوي لاقتصاد العالم؛ الالتزام بمواكبة العصر ودفع الإصلاح للنظام السياسي العالمي؛ الالتزام بمركزية الشعب، والدفع بحل مشكلة الاختلال التنموي، الأمر الذي يحدد الاتجاه للعولمة الاقتصادية. طالما نتخذ الابتكار كالقوة الدافعة والإصلاح كالتوجيه ومركزية الشعب كالهدف الأساسي، نستطيع حل المعاضل الهيكلية التي تعرقل التنمية السليمة للاقتصاد العالمي، وندفع العولمة الاقتصادية للإفراج عن المزيد من التأثيرات الإيجابية ودخول مرحلة جديدة أكثر حيوية وشمولا واستدامة.

 

في قمة مجموعة العشرين، أوضح الرئيس شي جين بينغ بشكل منهجي رؤية الصين للحوكمة العالمية، ودعا إلى بناء عالم عادل يعتمد على التنمية المشتركة، وبناء المزيد من جسور التعاون بدلا "الجدار العالي"، ويجب على الدول النظر إلى التنمية في الدول الأخرى كفرصة بدلا من تحديات، والتعامل مع الدول الأخرى كشركاء بدلا من خصوم، ويجب الالتزام بالأحكام الأساسية التي تحكم العلاقات الدولية القائمة على المقاصد والمبادئ لميثاق الأمم المتحدة، والحفاظ على النظام الدولي القائم على القانون الدولي.

 

وطرح الرئيس شي جين بينغ الدعوة من المجالات الخمسة، الاقتصادية والمالية والتجارية والرقمية والبيئية، لاستكمال الحوكمة العالمية، ودعا إلى بناء الاقتصاد العالمي التعاوني والمستقر والمنفتح والمبتكر وصديق للبيئة. وأظهر الرئيس شي جين بينغ في كلماته الرؤية العالمية البانورامية والرؤية التاريخية طويلة الأمد، الأمر الذي يتماشى مع زخم التنمية الاقتصادية والتكنولوجية في العالم، ويوفر الحكمة والقوة لخلق مستقبل مشرق لتحقيق التنمية المشتركة لجميع الدول.

 

يعد عزم الصين الثابت لدعم التنمية في دول الجنوب العالمي سمة واضحة لهذه الزيارة. خلال اجتماع APEC، أكد الرئيس شي جين بينغ أن ازدهار العالم واستقراره لن يقوم على أساس اتساع الفجوة بين الفقراء والأغنياء، وإن التنمية الحقيقية هي التنمية المشتركة لجميع الدول، ويجب ضمان استفادة جميع الدول والطبقات والفئات من ثمار التنمية، وضمان تمتع دول الجنوب العالمي من المساواة في الحقوق والفرص والقواعد في التعاون الاقتصادي الدولي. في قمة مجموعة العشرين، أعلن الرئيس شي جين بينغ الحملات الثماني لدعم التنمية العالمية، بما فيه الانضمام إلى "الائتلاف الدولي لمكافحة الجوع والفقر"، كما أطلقت الصين مع البرازيل وجنوب أفريقيا والاتحاد الأفريقي "مبادرة التعاون الدولي للعلوم المفتوحة"، وقامت بزيادة الانفتاح أحادي الجانب للدول أقل نموا، الأمر الذي يتماشى مع نداءات دول الجنوب العالمي. وما يميز قمة مجموعة العشرين هذا العام هو زيادة عدد الأعضاء من 20 إلى 21، والعضو الجديد هو الاتحاد الأفريقي، الذي انضم إلى مجموعة العشرين في العام الماضي، وكانت الصين أول دولة تعرب عن دعمها بوضوح. ويمكن لأفريقيا، التي يتجاوز عدد سكانها 1.4 مليار نسمة، إطلاق صوتها في نظام الحوكمة العالمية، وهذا يدل على تعاظم قوة الجنوب العالمي باستمرار.

 

أود أن أؤكد على أن الصين دائما تهتم بدول الجنوب العالمي وتتعاون معها بشكل وثيق في السنوات الأخيرة، مهما تغيرت الأوضاع الدولية. وبذلت الصين جهودا هائلة لإعادة ملف التنمية إلى قلب الأجندة العالمية، وقدمت المساعدات التنموية لأكثر من 160 دولة، وتعاونت مع أكثر من 150 دولة في بناء "الحزام والطريق"، وقامت بدفع التعاون في إطار مبادرة التنمية العالمية مع أكثر من 100 دولة والأمم المتحدة وغيرها من المنظمات الدولية، كما قامت باستثمار وتعبئة ما يقارب من 20 مليار دولار لدفع التنمية، ونفذت أكثر من 1100 مشروع. في العام الجاري، استضافت الصين الاجتماع التذكاري بمناسبة الذكرى الـ 70 لطرح المبادئ الخمسة للتعايش السلمي والاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي وقمة بكين لمنتدى التعاون الصيني الأفريقي، كما حضر الرئيس شي جين بينغ قمتي APEC ومجموعة العشرين. كلما حضر الرئيس شي جين بينغ الأحداث الدبلوماسية المهمة، طرح مبادرات وسياسات مهمة لتعميق التضامن والتعاون بين دول الجنوب العالمي، وتضخ هذه إنجازات التعاون الملموسة قوة دافعة لا تنضب للتنمية والنهضة في دول الجنوب العالمي، ولقيت الصين التقدير والاستحسان الواسع من قبل المجتمع الدولي. ستظل الصين عضوا للجنوب العالمي إلى الأبد، وستظل شريكا موثوقا للدول النامية، وستبذل جهودا ملموسة لدعم قضية التنمية العالمية.

 

س- تبقى العلاقات الصينية الأمريكية موضوع يلفت أنظار العالم، رجاء منكم تسليط الضوء على اللقاء الأاخير الذي جمع الرئيسين الصيني والأمريكي خلال هذه الزيارة؟

 

ج: هذه المرة، قام الرئيس شي جين بينغ بزيارة الدولة إلى بيرو والبرازيل، وأجرى لقاءات ثنائية مع قادة عديد من الدول، بمن فيهم قادة الدول الغربية الكبيرة، مثل الولايات المتحدة وبريطانيا وفرنسا وألمانيا، ودول الأسواق الناشئة والدول النامية مثل المكسيك وتشيلي، وكذلك الدول المجاورة مثل اليابان وكوريا الجنوبية. في هذا السياق، علق الرأي العام الدولي أن اللقاءات الثنائية المكثفة تعد سمة بارزة لزيارات الرئيس شي جين بينغ في السنوات الأخيرة، وهذا يدل على أن دائرة الأصدقاء للصين تزيد متانة واتساعا، وأن الشراكة العالمية للصين تشكل عامل الاستقرار المهم للعالم.

كان أكثر ما يلفت أنظار العالم هو اللقاء بين الرئيسين الصيني والأمريكي في ليما. في ظل انتهاء الانتخابات الأمريكية قبل فترة وجيزة، يهتم العالم بشكل كبير بمستقبل العلاقات الصينية الأمريكية. وأكد الرئيسان في اللقاء على الأهمية القصوى للعلاقات الصينية الأمريكية، وأشارا إلى أن التنمية المستقرة للعلاقات الصينية الأمريكية لا تهم الشعبين فحسب، بل تهم مستقبل البشرية. في هذا السياق، قام الرئيس شي جين بينغ بتلخيص مسيرة العلاقات الصينية الأمريكية في السنوات الأربع الماضية، وأكد بوضوح، إذا سعى البلدان إلى الشراكة والتوافق مع ترك الخلافات جانبا، يمكن للعلاقات الصينية الأمريكية أن تحقق تقدما كبيرا؛ أما إذا اعتبر الجانب الآخر كخصم، ستواجه هذه العلاقات صعوبات وتراجعا. وأكد الرئيس شي جين بينغ مجددا على موقف الصين المبدئي من قضية تايوان وغيرها من القضايا المهمة، مؤكدا على أن المنافسة بين الدول الكبيرة يجب ألا تكون الاتجاه الأساسي للعصر، و"فخ ثوسيديدس" ليس أمرا حتميا، و"الأفنية الصغيرة والجدار العالي" ليس من التصرفات الملائمة للدول الكبيرة، و"الحرب الباردة الجديدة" يجب ألا تبدأ وإن بدأت، سيخرج منها الجميع خاسرين، و"ردع الصين" ليس حكيما وليس قابلا للتنفيذ ولن يحقق نجاحا. ويجب على الصين والولايات المتحدة تحمل المسؤولية كدولة كبيرة، ومواصلة الجهود لإيجاد الطريق الصحيح للتعامل بينهما، وضخ المزيد من عوامل اليقين والطاقة الإيجابية للعالم. من جانبه، أكد الرئيس بايدن مجددا على أن الولايات المتحدة لا تسعى إلى "الحرب الباردة الجديدة"، ولا تغيير النظام الصيني، ولا احتواء الصين من خلال تعزيز التحالفات، ولا تدعم "استقلال تايوان"، ولا تسعى إلى التصادم مع الصين، ولن تستغل قضية تايوان للمنافسة مع الصين، بل تحرص على تعزيز التواصل والحوار مع الصين، لزيادة الفهم المتبادل وإدارة الخلافات والسيطرة عليها بشكل مسؤول.

تتسم سياسة الصين تجاه الولايات المتحدة بالاستقرار والاستمرارية. من اللقاء في جزيرة بالي إلى سان فرانسيسكو وإلى ليما، ظلت الصين تلتزم بمبادئ الاحترام المتبادل والتعايش السلمي والتعاون والكسب المشترك، وتسعى إلى استكشاف الطريق الصحيح للتعامل بين البلدين، في الوقت نفسه، تدافع بحزم عن سيادتها الوطنية ومصالحها الأمنية والتنموية، الأمر الذي يعكس مسؤوليتها والتزاماتها كدولة كبيرة. وتحرص الصين على مواصلة الحوار مع الجانب الأمريكي، وإدارة الخلافات والسيطرة عليها، وتوسيع التعاون، سعيا لتحقيق التنمية المستقرة والسليمة والمستدامة للعلاقات الصينية الأمريكية، بما يعود بالخير على البلدين والعالم.

 

خلال هذه الزيارة، ما هو موقف الصين من أزمة أوكرانيا والصراع الفلسطيني الإسرائيلي؟

 

ج: خلال هذه الزيارة، أوضح الرئيس شي جين بينغ موقف الصين من القضايا الساخنة الدولية والإقليمية من منظور الحوكمة الأمنية العالمية، حيث أكد على أن البشرية تعيش في مجتمع الأمن المشترك، ولا يمكن تحقيق الأمن المشترك إلا من خلال تطبيق مفهوم الأمن المشترك والمتكامل والتعاوني والمستدام؛ ودعا إلى دعم الأمم المتحدة ومجلس الأمن للقيام بدور أكبر، ودعم جميع الجهود التي تساهم في حل الأزمات سلميا.

فيما يتعلق بأزمة أوكرانيا، أكد الرئيس شي جين بينغ على الالتزام بمبدأ "عدم التمدد وعدم التصعيد وعدم التحريض"، والدفع بتهدئة الوضع وإيجاد حل سياسي. وذكر الرئيس شي جين بينغ أن الصين والبرازيل أطلقتا "الرؤية ذات النقاط الست" بشأن الحل السياسي لأزمة أوكرانيا، وتعاونت مع دول الجنوب العالمي ذات الصلة في إطلاق "مجموعة أصدقاء السلام" لأزمة أوكرانيا، وأكدت على ضرورة حشد المزيد من صوت السلام، بما يمهد الطريق لتحقيق الحل السياسي لأزمة أوكرانيا. فيما يتعلق بالصراع الفلسطيني الإسرائيلي، أكد الرئيس شي جين بينغ مجددا على ضرورة دفع كافة الأطراف لوقف إطلاق النار وتنفيذ "حل الدولتين"، وبذل جهود دؤوبة لإيجاد حل شامل وعادل ودائم للقضية الفلسطينية، وتخفيف حدة الأزمة الإنسانية في المنطقة ودعم عملية إعادة الإعمار ما بعد الحرب.

تبقى الصين ومصر على التواصل والتنسيق لحل القضيتين الساخنتين المذكورتين. ويعد كلاهما عضوا مؤسسا لـ"مجموعة أصدقاء السلام"، ويبذل جهود الوساطة في الصراع الفلسطيني الإسرائيلي، ويدفع المصالحة الوطنية الفلسطينية، ويقدم المساعدات الإنسانية للاجئين والنازحين في قطاع غزة. ويتمتع كلا البلدين، كصاحب الحضارة العريقة، بالتقاليد الثقافية والمسؤولية العصرية لإعلاء العدالة والأخلاق، فتحرص الصين على مواصلة تعزيز التنسيق والتعاون مع مصر، للدفع بتهدئة النزاع في يوم مبكر، بما يقدم مساهمة إيجابية للسلام والتنمية في العالم، ويعمل يدا بيد لبناء عالم أجمل.

 

أخيرا ... ما هي دلالات هذه الزيارة للرئيس شي جين بينغ للعلاقات الصينية المصرية والعلاقات الصينية العربية؟

 

جـ: خلال هذه الزيارة، قام الرئيس شي جين بينغ بسرد القصص الصينية في العديد من المناسبات، التي تشكل إلهاما مفيدا للعلاقات الصينية المصرية والعلاقات الصينية العربية.

 

أوضح الرئيس شي جين بينغ مخرجات الجلسة الكاملة الثالثة للجنة المركزية الـ 20 للحزب الشيوعي الصيني، مشيرا إلى أن هذه الجلسة أصدرت توجيهات منهجية بشأن زيادة تعميق الإصلاح الشامل ودفع التحديث الصيني النمط، مؤكدا أن الصين تركز على دفع التنمية عالية الجودة والانفتاح عالي المستوى، وأصدرت سلسلة من الإجراءات الإصلاحية المهمة، وتعمل على تطوير القوة الإنتاجية الجديدة، وتتمتع بثقة كاملة لتحقيق أهداف النمو الاقتصادي للعام الجاري، وستواصل دورها كأكبر محرك لنمو الاقتصاد العالمي. كما تحدث الرئيس شي جين بينغ وفقا لتجاربه الخاصة عن قصص الصين في مكافحة الفقر، وقال إن مشكلة الفقر التي تعاني منها الدول النامية يمكن تسويتها، طالما تتحلى بروح المثابرة والصلابة والعزم والكفاح. بما أن الصين حققت النجاح، يمكن للبلدان النامة الأخرى أن تحقق النجاح أيضا. ها هو الدلالة العالمية لانتصار الصين في معركتها ضد الفقر، إذ أنها عززت ثقة البلدان النامية وعزمها بشكل كبير.

 

تعد التنمية في الصين فرصة للعالم، وتوفر آفاق واعدة للعلاقات الصينية المصرية والعلاقات الصينية العربية. يصادف هذا العام الذكرى العاشرة لإقامة الشراكة الاستراتيجية الشاملة بين الصين ومصر، و"عام الشراكة الصينية المصرية"، وبفضل الإرشاد الاستراتيجي للرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي، أصبحت مصر أول دولة عربية أدرجت هدف بناء مجتمع المستقبل المشترك في البيان المشترك الثنائي. في هذا العام، حضر قادة البلدين الأحداث الدولية المهمة بشكل مشترك، مثل منتدى التعاون الصيني العربي ومنتدى التعاون الصيني الأفريقي ومجموعة بريكس، وهذه المرة، حضر الرئيس شي جين بينغ والرئيس عبد الفتاح السيسي قمة مجموعة العشرين بريو دي جانيرو بشكل مشترك، الأمر الذي يعكس بجلاء الأهمية الاستراتيجية للعلاقات الصينية المصرية، التي تتجاوز حدود البلدين. اليوم، تمر العلاقات بين البلدين بأفضل مراحلها في التاريخ، ويشهد التعاون بينهما زخما مشجعا في كافة المجالات. في هذا السياق، ازداد حجم التبادل التجاري بشكل مستمر، وبلغ 12.56 مليار دولار في الأشهر التسعة الأولى، وتتقدم مشاريع التعاون الكبيرة إلى الأمام بخطوات ثابتة، مثل المركز الوطني للبيانات والحوسبة السحابية ومنطقة هاير مصر للبيئة الإيكولوجية والمرحلة الأولى لمشروع تخزين الحبوب الغذائية في المنطقة الصناعية وغيرها من المشاريع بمقاولة الشركات الصينية. كما يتكثف تبادل الأفراد بين البلدين، وبلغ عدد الرحلات المباشرة بين البلدين 32 رحلة كل أسبوع، مما يتجاوز عدد الرحلات قبل الجائحة، ومن المتوقع أن يبلغ عدد السياح الصينيين إلى مصر 300 ألف شخص في هذا العام. كما يقام معرض الآثار لمصر القديمة في متحف شانغهاي، وحلقت طائرات العرض الصينية فوق الأهرامات، الأمر الذي يشكل شاهدا تاريخيا على الصداقة الصينية المصرية.

 

 

كما تمر العلاقات الصينية العربية بأفضل مراحلها في التاريخ.  في القمة الصينية العربية الأولى المنعقدة في عام 2022، اتفق الجانبان على بناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد. في العام الجاري، انعقد الاجتماع الوزاري العاشر لمنتدى التعاون الصيني العربي، حيث طرح الرئيس شي جين بينغ "المعادلات الخمس" للتعاون الصيني العربي، مما ضخ قوة دافعة قوية لبناء المجتمع الصيني العربي للمستقبل المشترك نحو العصر الجديد.

 

نرحب بركوب مصر وغيرها من الدول العربية قطار التنمية الصينية السريعة، ومشاركة فرص التنمية الصينية، والعمل مع الصين على الدفاع عن المصالح المشتركة لدول الجنوب العالمي، ومواجهة التحديات العالمية يدا بيد، وبذل جهود مشتركة لتحقيق الحداثة القائمة على التنمية السلمية والتعاون متبادل المنفعة والازدهار المشترك في كافة دول العالم.

 

تابع بوابة روزا اليوسف علي
جوجل نيوز