السبت 20 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

محمد درويش يكتب: من أخلاق الأنبياء

بوابة روز اليوسف

الحياء خلق وذوق عال من أخلاق وأذواق الملة المحمدية يجعل الإنسان صحيح الوجدان سليم الفطرة وغيابه يجعل الإنسان متبلد الإحساس كالح الوجه، مقترفا للآثام والبلايا في برود وصفاقة.

يقول الرسول الكريم ﷺ (إن لكل دين خلقا.. وخلق الإسلام الحياء).

فالحياء إمارة صادقة على الإيمان وعن قيمة الأدب والخلق لدي الفرد. فإذا رأيت الرجل يتحرج من فعل ما لا ينبغي أو ترى حمرة الخجل تصبغ وجهه إذا بدر منه ما لا يليق فاعلم أنه نقي الأصل زكي العنصر يرجى منه كل خير أما اذا رأيت بليد الشعور الذي لاويبالي ما يأخذ أو يترك فهو شخص لا خير فيه ولا تنتظر منه صرفا ولا عدلا. يقول الرسول ﷺ (الحياء والإيمان قرناء جميعا فإذا رفع أحدهما رفع الأخر) فإذا فقد الإنسان الحياء أصبح وحشا كاسرا ينطلق معربدا وراء شهواته وملذاته غير عابئ بالحلال والحرام وينظر إلى آلام الناس من المساكين والمستضعفين فلا يهتز له فؤاد. فماذا تفعل النظارة الطبية لانسان فقد البصر والبصيرة!! إن الحياء ملاك الخير وهو صلاح لكل عمل يقوم به الإنسان فينقيه من الدخل والرياء. قال ﷺ (ما كان الفحش في شئ الاشانه وما كان الحياء في شيء إلا زانه). وليس الحياء جبنا ولا نكوصا بل هو الشجاعة في أبهى صورها فإن الرجل الخجول قد يفضل أن يراق دمه على ان يراق ماء وجهه.  وأعظم الحياء هو الحياء من الله عز وجل خالقنا ومولانا الذي من يوم مولدنا إلى حين لحدنا نتنعم ونعيش في أفضاله ونعمه نطعم من خيره ونستظل بسمائه ونتنفس في جوه ان حق الله على العباد عظيم غاية العظمة ولو قدروا الله حق قدره لسارعوا إلى الخيرات يفعلونها ولباعدوا عن السيئات خجلا من مقابله الخير المحض بالجحود والخسة. ولا شك أن ثمرة الحياء من الله هو الرفق بالناس ورحمتهم والتغاضي عن زلاتهم والحياء من ذكرهم بسوء كل تلك الخلال الفاضلة والأخلاق النبيلة هي ثمرة الحياء.. ماذا إذا سقطت صبغة الحياء عن الوجه فانتظر من ذلك المرء كل الشرور الظاهرة والباطنة حتى لو تظاهر بالتدين وما أجمل وصف معلم الدنيا ﷺ لتلك الأمثلة التي هي بمثابة الشوك في الحديقة الغناء (إذا لم تستحي فاصنع ما شئت). فاللهم جملنا بالحياء وسهل أخلاقنا إنك على كل شيء قدير.

تم نسخ الرابط