بعد رحيله.. محطات فنية بارزة في مسيرة المخرج سامح عبد العزيز
فقدت الساحة الفنية المصرية فجر اليوم، الخميس 10 يوليو، المخرج سامح عبد العزيز عن عمر ناهز 49 عاما، بعد مسيرة حافلة بالأعمال السينمائية والتلفزيونية التي تركت أثرا واضحا في وجدان الجمهور.
ويعد عبد العزيز أحد أبرز صناع السينما الواقعية في مصر خلال العقدين الأخيرين، حيث تميز بقدرته على تجسيد نبض الشارع المصري ومعالجة قضاياه بلغة بصرية تجمع بين الصدق والعمق الفني.
من الكوميديا إلى الواقعية.. رحلة فنية متنوّعة بدأ سامح عبد العزيز مسيرته الإخراجية من بوابة الكوميديا، حيث قدّم أفلاما خفيفة مثل درس خصوصي وأسد وأربع قطط، قبل أن يشهد عام 2008 نقطة التحول الأهم في مسيرته، عبر فيلم كباريه، الذي مثل انطلاقة قوية في مجال السينما الواقعية.
ومن خلال التعاون مع الكاتب أحمد عبد الله، استطاع أن يرسم ملامح شخصيات تنبض بالحياة، وتعبر بصدق عن المجتمع المصري، ما جعله يحصد إشادات نقدية واسعة ونجاحا جماهيريا لافتا.
ثنائي سينمائي ناجح مع أحمد عبد الله شكل التعاون بين سامح عبد العزيز والمؤلف أحمد عبد الله علامة فارقة في السينما المصرية المعاصرة.
انطلق هذا التعاون بفيلم كباريه، وتواصل بنجاح لافت في أفلام الفرح (2009)، والليلة الكبيرة، وليلة العيد.
وتميزت هذه الأعمال بتناولها لقضايا اجتماعية من زوايا إنسانية، وبأداء جماعي لكوكبة من النجوم، ما ساهم في ترسيخ مكانة سامح عبد العزيز كمخرج يجيد قراءة الواقع وتحويله إلى مادة فنية مؤثرة.
إسهامات درامية ورسائل من قلب المجتمع لم تقتصر بصمة سامح عبد العزيز على السينما فحسب، بل امتدت إلى الدراما التلفزيونية، حيث تعاون مجددا مع أحمد عبد الله لتقديم عدد من المسلسلات التي لاقت صدى واسعا، أبرزها الحارة، بين السرايات، ورمضان كريم.
وقد استطاع من خلالها أن ينقل الواقع المصري اليومي بحرفية عالية، محافظا على أسلوبه المميز في تجسيد الشخصيات والبيئات الشعبية.
إرث فني يمتد لعقدين على مدار ما يقرب من عشرين عامًا، ترك سامح عبد العزيز إرثا فنيا متنوعا، تجاوز الأربعين عملا ما بين السينما والدراما.
وتمكن خلال هذه السنوات من تثبيت اسمه كأحد المخرجين القلائل الذين جمعوا بين النجاح الجماهيري والرؤية الفنية الواعية، وهو ما سيظل محفورا في ذاكرة محبيه وزملائه من الوسط الفني.



