خبراء سياسيون لبنانيون: خطاب الرئيس عون في عيد الجيش تاريخي وجسد فيه عهد الحسم
أكد خبراء سياسيون لبنانيون، أن خطاب رئيس الجمهورية جوزيف عون الذي ألقاه اليومالخميس، في وزارة الدفاع بمناسبة العيد الــ 80 للجيش اللبناني كان خطابا تاريخيا ومثل لحظة استثنائية في التاريخ السياسي اللبناني، وجسد فيه عهد الحسم، وتميز بالإتزان الوطني، لأنه انصف الذين قاوموا ودافعوا عن البلد وقدموا تضحيات كبيرة في سبيل سيادة لبنان.
وأكد الخبراء أن الرئيس عون دعا القوى السياسية إلى اقتناص الفرصة التاريخية، والدفع من دون تردد إلى التأكيد على حصرية السلاح بيد الجيش والقوى الامنية دون سواها، على الأراضي اللبنانية كافة، اليوم قبل الغد، كي يستعيد لبنان ثقة العالم فيه، وقدرة الدولة على الحفاظ على أمنها في وجه الاعتداءات الإسرائيلية، موضحين أن خطابه كان واضحا وحمل رسائل متعددة تؤكد أن عهده حاسما.
وقال الدكتور رائد المصري أستاذ الفكر السياسي والعلاقات الدولية بالجامعات اللبنانية، بطبيعة الحال خطاب رئيس الجمهورية حول موضوع حصرية السلاح وجلسة مجلس الوزراء يوم الثلاثاء المقبل رسالة واضحة وحاسمة بضرورة حسم مسألة حصرية السلاح خصوصا وأن الرئيس قيم هذا الموضوع من حرصه الوطني بمنع تحكم أطراف معينة في أطراف أخرى بمعنى أن موضوع حصرية السلاح يجب أن يخضع لنقاش داخلي وبمشاركة جميع القوى السياسية في لبنان بدعم وحضور من الجيش الذي يشكل العنوان الضامن للجميع.
وأضاف، أن الرئيس لفت في حديثه إلى أن هذا العيد للجيش لا يكتمل إلا باكتمال التحرير وحصرية السلاح مباشرة بعد إعادة الإعمار وكلها موضوعات وبنود لازالت إسرائيل تعطل كل هذه المفاهيم باحتلال جزء من الأراضي اللبنانية وباستمرارها في خروقات قرار وقف إطلاق النار 1701 والاغتيالات القائمة والتدمير وأيضا بمنع إعادة الإعمار وهذا في حد ذاته يؤشر إلى ضرورة أن يكون يكف الغرب والولايات المتحدة الأمريكية عن تقويض عملية إعادة الإعمار أو دخول الماء إلى لبنان وهذا جزء أساسي من استراتيجية يبنيها الرئيس سواء من خلال الحوار مع حزب الله أو مع القوى السياسية أو دول الخليج من أجل إعادة بسط سلطة الدولة اللبنانية على كافة الأراضي بموافقة كل الفرقاء وألا تكون هذه لحساب فئة معينة بحد ذاتها على حساب كل المكونات الأخرى، وبالتالي ضرورة التوزان على المستوى الوطني في إدارة كل المفات حتى تبسط الدولة سلطتها كاملة وألا تكون هناك فئة مهمشة أو مغبونة تتحمل كافة الأعباء نتيجة هذه الحرب الحرب التوحشية على لبنان والتي هي مستمرة بطبيعة الحال بفعل الانتهاكات الإسرائيلية الدائمة كل يوم.
فيما أكد العميد الركن بهاء حلال الخبير في الشؤون العسكرية والاستراتيجية، أن خطاب عون مثل لحظة استثنائية في التاريخ السياسي اللبناني، حيث لم يسبق لأي رئيس أن ألقى خطابًا بهذا الحجم في هذه المناسبة، التي اعتاد اللبنانيون أن تقتصر فيها الكلمة الرسمية على قائد الجيش، مؤكدا أن هذا الخطاب يُعد بمثابة قسم ثانٍ يحدد فيه الرئيس ملامح المرحلة المقبلة على المستويين الداخلي والخارجي.
وفيما يتعلق بأبرز رسائل خطاب الرئيس اللبناني، قال إن الخطاب تضمن رسائل متعددة، أبرزها تأكيد حصرية السلاح بيد الجيش اللبناني، وضرورة الالتفاف حول المؤسسة العسكرية باعتبارها الضامن الأساسي لوحدة لبنان وأمنه واستقراره، مشيرا إلى أن الخطاب وجه رسائل واضحة إلى بيئة المقاومة والمعارضين لها، فضلًا عن رسالة قوية إلى الاحتلال الإسرائيلي والداعمين له، ولاسيما بعد الكشف عن تفاصيل المقترح الأمريكي القاضي بانسحاب إسرائيل من النقاط الخمس التي تحتلها.
ولفت إلى أن الرئيس اللبناني أظهر احتراما كبيرا لجميع الشهداء الذين سقطوا على الأرض اللبنانية، مشيرا إلى أن تحيته شملت شهداء الجيش والمقاومة على حد سواء، ومخصصا بالذكر الشهيد المقدم محمد فرحات الذي دفع العدو الإسرائيلي إلى التراجع عن الأراضي اللبنانية، موضحا أن هذا التقدير رسالة معنوية عالية المستوى، تؤكد أن الدولة لا تنسى من قدم دمه فداء للوطن.
وأوضح أنه بالشكل الخطاب يعتبر مميزا كون الرئيس عون القاه من داخل وزارة الدفاع على مسمع ووجود قائد الجيش وضباط القيادة والأركان لذلك فهي رسالة كبرى أساسية أن هناك رئاسة جمهورية أعادت تصويب البوصلة إلى لبنان ووضعت يدها على الجراح وكل ما يجب أن تضع يدها عليه من رفض الاعتداءات الإسرائيلية والتشديد على احتكار السلاح من قبل الدولة.



