الجمعة 19 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

«الشعراوي.. قصة داعية» سيرة إمام الدعاة كما يرويها الكاتب صلاح البيلي

بوابة روز اليوسف

في كتابه الجديد «الشعراوي.. قصة داعية» يقدم الكاتب الصحفي صلاح البيلي قراءة إنسانية وفكرية عميقة في مسيرة الشيخ محمد متولي الشعراوي، أحد أبرز رموز الدعوة الإسلامية في القرن العشرين، جامعًا بين السيرة الشخصية والتحليل الفكري والشهادات الحية، في عمل توثيقي يقع في نحو مائة صفحة من القطع الصغير.

 

ينقسم الكتاب إلى ثلاثة فصول رئيسية، يستعرض أولها الجذور والنشأة والمسار العلمي والوظيفي للشعراوي، منذ طفولته في قرية دقادوس، مرورًا بتكوينه الأزهري، وتجربته الوزارية، وعلاقته بالوفد وزعمائه، وصولًا إلى سنواته المؤثرة في مكة المكرمة وأدواره في توسعة الحرم وبناء الكعبة وبئر زمزم، بما يكشف عن عالم أزهري أصيل عاش منغمسًا في قضايا عصره.

 

أما الفصل الثاني فيتناول منهج الشعراوي كداعية إصلاحي، مبرزًا مواقفه الجريئة واجتهاداته التي أثارت الجدل أحيانًا، من تأييده لاستخدام الميكروفون في الحرم، وموقفه من مقام إبراهيم، إلى نبوغه في تفسير القرآن الكريم، وثقافته الموسوعية، وصلابته في قول الحق، ومعاركه الفكرية مع رموز ثقافية كبرى، مؤكدًا أن دعوته قامت على الفهم العميق للنص والواقع معًا.

 

ويختتم الكتاب بفصل ثالث يضم أربع شهادات إنسانية حية، من داخل بيت الشعراوي ومن محيطه القريب، أبرزها حوارات مع نجليه الدكتور سامي الشعراوي والحاج أحمد الشعراوي، إلى جانب شهادات لشخصيات عاصرت الشيخ عن قرب، كاشفة عن جوانب خفية من تواضعه، وزهده، وخدمته للفقراء، وإنفاقه في سبيل الله بعيدًا عن الأضواء.

 

ولا يغفل المؤلف الجدل الذي أحاط ببعض مواقف الشعراوي السياسية، ولا الانتقادات التي وُجهت إليه، لكنه يضعها في سياقها التاريخي، مؤكدًا أن الشيخ ظل ظاهرة جماهيرية فريدة، ارتبط اسمه بالقرآن الكريم، وترك أثرًا تجاوز حدود مصر إلى العالمين العربي والإسلامي، حتى أقلق خصوم الأمة.

 

يقدم «الشعراوي.. قصة داعية» شهادة إنصاف لرجل اجتمعت القلوب على محبته، واختلفت حوله النخب، لكنه بقي حاضرًا في وجدان الملايين، بوصفه إمام الدعاة وصاحب الخواطر القرآنية التي صنعت وعي أجيال كاملة.

تم نسخ الرابط