منارة علمية عالمية ترسّخ الوسطية وتنشر علوم القرآن
حصاد الجامع الأزهر 2025: 200 فرع جديد و5200 ملتقى و160 دولة على خريطة الأزهر
واصل الجامع الأزهر الشريف خلال عام 2025 أداء دوره التاريخي والريادي كمنارة علمية ودعوية عالمية، تعزز منهج الوسطية والاعتدال، وتنشر علوم القرآن الكريم واللغة العربية والعلوم الشرعية في ربوع مصر والعالم، من خلال منظومة متكاملة من الأروقة التعليمية والملتقيات الفكرية والبرامج الثقافية والدعوية، التي استهدفت مختلف الفئات العمرية والمجتمعية، ووصل صداها إلى عشرات الدول حول العالم.
وشهد رواق القرآن الكريم بالجامع الأزهر وفروعه في المحافظات توسعًا ملحوظًا، حيث تم افتتاح 200 فرع جديد لرواق الطفل، ليصل إجمالي عدد الفروع إلى 1450 فرعًا، بعدد حلقات أسبوعية بلغ 7412 حلقة، في إطار خطة تهدف إلى تنشئة أجيال واعية بالقرآن الكريم وقيمه الأخلاقية.
كما بلغ عدد الدارسين بأروقة القرآن الكريم والقراءات نحو 169 ألف دارس في الجامع الأزهر والمحافظات، ما يعكس الإقبال المتزايد على التعليم الأزهري الرصين.
وفي مجال العلوم الشرعية، واصل رواق العلوم الشرعية نشاطه في القاهرة والمحافظات من خلال 27 فرعًا، استقطبت نحو 29 ألف دارس، بإجمالي 793 محاضرة أسبوعية، تناولت مختلف أبواب الفقه والعقيدة وعلوم الحديث والتفسير، وأسهمت في بناء وعي ديني راسخ قائم على الفهم المنضبط للنصوص الشرعية ومراعاة واقع العصر.
كما أولى الجامع الأزهر اهتمامًا خاصًا بذوي الهمم، حيث عُقد 224 ملتقى فقهي بلغة الإشارة للصم وضعاف السمع، إلى جانب 176 ملتقى دعوي أسبوعي على مدى العام، تناولت قضايا دينية وتربوية واجتماعية تراعي خصوصية هذه الفئة وتؤكد شمولية رسالة الأزهر.
وفي إطار دوره الثقافي والحضاري، نظم الجامع الأزهر 5200 ملتقى للطفل بأروقة الجامع الأزهر في مختلف المحافظات، استهدفت بناء الشخصية المتوازنة للطفل، وترسيخ القيم الأخلاقية والوطنية، إلى جانب تنمية المهارات اللغوية والسلوكية، بما يسهم في إعداد أجيال قادرة على مواجهة التحديات الفكرية المعاصرة.
وامتد النشاط العلمي ليشمل برامج متخصصة، من بينها رواق الخط العربي والزخرفة الذي استقطب 1200 دارس، عبر 864 محاضرة على مدار العام، إلى جانب عقد 358 محاضرة في برنامج شرح كتب التراث، و84 مجلسًا حديثيًا تناولت كتب السنة وعلومها، قدمها نخبة من علماء الأزهر الشريف حضورًا وبثًا مباشرًا، تأكيدًا على الجمع بين الأصالة والانفتاح على الوسائل الحديثة.
وفي بُعده الدولي، قدم الجامع الأزهر 660 محاضرة ضمن البرنامج النوعي للوافدين، استفاد منها آلاف الطلاب من مختلف الجنسيات، كما استقبل الجامع الأزهر 3670 زائرًا من 160 دولة، شملت الوفود شخصيات رسمية ودينية وثقافية، بما يعكس المكانة العالمية للأزهر الشريف ودوره في نشر ثقافة الحوار والتعايش.
وخلال شهر رمضان المبارك 2025، كثّف الجامع الأزهر برامجه التوعوية، حيث قدم 50 درسًا يوميًا لرواد الجامع ضمن برامج «رياض الصائمين» و«رمضانيات نسائية» و«باب الريان»، في أجواء إيمانية جمعت بين العبادة والعلم والتزكية.
وفي مجال البحث العلمي وصون التراث، استقبلت مكتبات الجامع الأزهر أكثر من 11 ألف باحث، وتم ترميم 1300 كتاب نادر، ضمن جهود الحفاظ على الكنوز العلمية وإتاحتها للدارسين، بما يعزز الدور المعرفي للجامع الأزهر كمركز إشعاع علمي عالمي.
ويؤكد حصاد عام 2025 أن الجامع الأزهر الشريف يواصل أداء رسالته بوصفه منارة للعلم والوسطية، وجسرًا للتواصل الحضاري بين الشعوب، ومصدرًا موثوقًا لنشر الفكر الإسلامي المستنير، بما يرسخ مكانته كأحد أهم الرموز الدينية والعلمية في العالم.



