تحتفي بهويتها بيومها العالمي..
قصر ثقافة المنيا يشهد احتفالية ثقافية وفنية احتفاء بلغة الضاد
نظم إقليم وسط الصعيد الثقافي بإشراف جمال عبد الناصر مدير عام الإقليم، وفرع ثقافة المنيا برئاسة رحاب توفيق، احتفالية ثقافية كبرى بمناسبة اليوم العالمي للغة العربية، بقصر ثقافة المنيا، عكست مكانة لغة الضاد بوصفها وعاء الهوية وذاكرة الأمة، وذلك ضمن برامج وزارة الثقافة، وتحت رعاية الدكتور أحمد فؤاد هنو وزير الثقافة، وضمن احتفالات الهيئة العامة لقصور الثقافة برئاسة اللواء خالد اللبان.
وجاءت الاحتفالية، التي نظمها فرع ثقافة المنيا بالتعاون مع النادي الأدبي المركزي برئاسة الشاعر أسامة أبو النجا عضو اتحاد كتاب مصر، في صورة مشهد ثقافي راقٍ جمع بين الفكر والإبداع والتكريم، مؤكدة الدور الحيوي للغة العربية في ترسيخ الوعي الثقافي والانتماء الحضاري.
شهدت الفعالية حضور جمال عبدالناصر مدير عام إقليم وسط الصعيد الثقافي، رحاب توفيق مدير فرع ثقافة المنيا، إيمان كمال مدير قصر ثقافة المنيا، الشاعر أوفي عبد الله الأنور ممثل نادي أدب سوهاج، الدكتور محمد نجيب التلاوي عميد كلية الآداب السابق، الشاعر أحمد الشافعي رئيس نادي أسيوط الأدبي المركزي، إلى جانب نخبة من الأدباء والمثقفين والمهتمين بالشأن الثقافي بمحافظة المنيا ومحافظات الصعيد.
بدأت الاحتفالية بتقديم الشاعر عصام السنوسي، ثم استكمل فقراتها الشاعر أحمد الشافعي، حيث افتُتح معرض الخط العربي الذي ضم أعمالًا وورشًا متنوعة لرواد مرسم قصر ثقافة المنيا، تحت إشراف مدربة الخط العربي صفاء حسين، خطاطة بمعهد الخط العربي بالمنيا.
ونالت اللوحات إعجاب الحضور لما تحمله من تعبيرات عن الهوية الثقافية وروح الانتماء للغة العربية. كما تضمن البرنامج معرضًا لإصدارات الهيئة العامة لقصور الثقافة، الذي أتاح مجموعة من الكتب المتنوعة مجانًا للجمهور ومحبي القراءة.
وفي كلمته، أعرب الشاعر أسامة أبوالنجا عن شكره لإقليم وسط الصعيد الثقافي وفرع ثقافة المنيا على التعاون المثمر والحراك الثقافي المتميز، مهنئًا الشاعر محسن خيري لتوليه رئاسة نادي أدب المنيا، ومرحبًا بالدكتور محمد نجيب التلاوي بوصفه أحد رموز الثقافة العربية.
وأكد أن اللغة العربية تمثل ركنًا أساسيًا من أركان التنوع الثقافي، بما تحمله من ثراء فني وجمالي في فنونها النثرية والشعرية وخطوطها المتعددة، داعيًا إلى الحفاظ على الهوية العربية وصون اللغة من التحديات المعاصرة.
من جانبه، رحب جمال عبدالناصر بالحضور، معربًا عن سعادته بالمشاركة في هذه الاحتفالية التي تبرز دور اللغة العربية كحجر أساس في بناء الهوية الثقافية وحماية التراث الفكري والأدبي.
وأشار إلى أهمية مواجهة التحديات التي تفرضها التكنولوجيا الحديثة عبر الأنشطة الثقافية والندوات والمعارض، مؤكدًا أن اللغة العربية، لغة القرآن الكريم، تتعرض لمحاولات تهميش، مستعرضًا في هذا السياق التجربة الرائدة للدكتور محمد نجيب التلاوي في الدفاع عن اللغة والأدب المصري.
بدورها، أكدت رحاب توفيق أن الاحتفال بلغة الضاد هو احتفال بالذاكرة والهوية، مشيرة إلى أن اللغة العربية كانت وما زالت جسرًا يربط الماضي بالحاضر، وأن الحفاظ عليها مسؤولية ثقافية مشتركة.
كما استعرضت برنامج “دولة التلاوة” الهادف إلى اكتشاف ورعاية المواهب الشابة في ترتيل وتجويد القرآن الكريم، وإحياء المدرسة المصرية الأصيلة في التلاوة.
وتضمن البرنامج محاضرة بعنوان فضل اللغة العربية والتمسك بالهوية، قدمها الدكتور إبراهيم فرغلي، وألقاها الدكتور محمد نجيب التلاوي، تناول فيها مكانة اللغة العربية بوصفها وعاء الهوية ومرآة ثقافة الأمة وقيمها، ومفتاح فهم الدين الإسلامي والتراث الحضاري، مؤكدًا أن التمسك بها يعزز الانتماء ويحمي من الذوبان الثقافي في عصر العولمة.
كما أقيمت أمسية شعرية أدارها الشاعر أسامة أبوالنجا، وقدمها الشاعر محسن خيري، بمشاركة كوكبة من الشعراء، من بينهم: د. إبراهيم فرغلي، عصام السنوسي، إبراهيم ضاحي، مديحة حمدي، أحمد أبو بكر، ناصر جمال الدين، صافي الجازوي، جميل جرجس، عبدالرحمن سلامة، سعد الدين مخلوف، وعمر إبراهيم، حيث تنوعت القصائد بين الفصحى والعامية، في احتفاء إبداعي بجماليات اللغة.
وشهدت الاحتفالية تكريم الدكتور محمد نجيب التلاوي تقديرًا لمسيرته العلمية والثقافية، وتكريم الخطاطة صفاء حسين لدورها في نشر فنون الخط العربي. واختُتمت الفعالية بفقرة موسيقية لفرقة الموسيقى العربية "التخت الشرقي" بقيادة المايسترو بليغ حمدي، قدمت خلالها باقة من الأغاني التراثية والطربية التي نالت إعجاب الحضور.
وأكد المشاركون أن الاحتفالية مثلت فرصة حقيقية لتبادل الخبرات وتعزيز التواصل الثقافي، وأسهمت في تشجيع الشباب على الانخراط في الأنشطة الأدبية والإبداعية، بما يدعم الحفاظ على التراث اللغوي ويعزز حضور اللغة العربية في الوجدان المعاصر.



