أزمات الأكراد على مر التاريخ.. محاولات لانتزاع الاستقلال وثورات بالجملة
كتب- مصطفى سيف
لم تكن أزمة استفتاء إقليم كردستان العراق هي الأزمة الأولى للأكراد في تاريخهم، فقد مرّ الأكراد بأزمات عدة، منها ما كان سياسيًّا ومنها ما كان ومنها ما كان عسكريًّا وفي هذا التقرير سنستعرض أهم هذه الأزمات.
وعلى الرغم من هذه الأزمات، واتفاقيات السلام العديدة التي وقّعتها الحكومة العراقية مع الأكراد، إلا أنَّها لم تغني الأكراد عن المطالبة بحكم ذاتي للإقليم الذي يسعى للانفصال عن العراق.
أبرز هذه الاتفاقيات كانت التي وقّعها الرئيس العراقي، عبد الرحمن عارف الظاهر، والزعيم الكردي الملا مصطفى البارزاني، بعد سلسلة من الثورات التي اندلعت، انتهت بمنح الأكراد حكمًا ذاتيًّا واعترافًا باللغة الكردية كلغةٍ رسميةٍ للإقليم.
أمَّا في عام 1974 اندلعت أزمة جديدة؛ بين الحزب الديمقراطي الكردستاني، والحكومة العراقية، بسبب مطالبة الملا مصطفي بارزاني الحصول على آبار نفط كركوك.
كان ذلك في دمشق؛ حين أعلن جلال طالباني عام 1975م، تأسيس حزب الاتحاد الوطني الكردستاني؛ الأمر الذي شكّل انفصالًا جوهريًّا تاريخيًّا وخروجًا عن سلطة الملا مصطفى بارزاني الذي كان يُعّد لدى الأكراد زعيمًا تاريخيًّا.
الأخوة الأعداء؛ كان هذا عنوان المرحلة بين الزعيمين الكرديين "جلال طالباني" ، و"مسعود بارزاني" في عام 1987م؛ حيث أعلنا عن تأسيس الجبهة الكردستانية، التي تعرضت فيما بعد إلى هزات عنيفة وشهدت حربًا بين الزعيمين وحزبيهما.
انتفاضة مارس في عام 1991، والتي كان سببها غزو العراق للكويت، حيث شكّل حزب الاتحاد الوطني الكردستاني، والحزب الديمقراطي الكردستاني قوة عسكرية ضد هزيمة القوات العراقية في الكويت.
الرئيس العراقي الأسبق، صدام حسين، أخمد انتفاضة مارس بالقوة، والتي أدت إلى نزوح أكثر من مليون كردي إلى دول الجوار العراقي.
في عام 1992م عُقدت انتخابات برلمانية في أربيل، عاصمة الإقليم، حصل فيها حزب الاتحاد الوطني الكردستاني على 49.2% من الأصوات؛ فيما حصل الحزب الديمقراطي الكردستاني على 50.8% ليتقاسما مقاعد البرلمان ويشكلا حكومة جديدة.
أمَّا في عام 1994؛ وقعت اشتباكات بين قوات الحزب الديمقراطي الكردستاني والاتحاد الوطني الكردستاني وصلت إلى حرب أهلية شاملة انتهت باتفاق سلام وُقِّع في واشنطن عام 1998م.
في عام 2005م نستطيع القول أنَّها كانت بداية العصر الذهبي للأكراد في العراق؛ حيث إنه بعد إسقاط نظام صدام حسين عام 2003، شهد الأكراد ولادة إقليم كردستان العراق بقوات مسلحة وشرطة وبعلم ودستور ونشيد قومي وحكومة وبرلمان مستقلة عن الحكومة المركزية في بغداد. كما انتخب مسعود بارزاني رئيسًا للإقليم وجلال طالباني رئيسا لجمهورية العراق.
أمَّا في عام 2009م، بدأ الإقليم في تصدير النفط الخام إلى الخارج، ليُعّد بذلك بداية عصر النفط الكردي، وسبَّب هذا خلافات حادة مع الحكومة المركزية ومع دول الجوار.
أزمة استفتاء الإقليم الكردستاني الموجودة حاليًا مطروحة منذ 2014؛ إلا أنّ دخول داعش إلى العراق، واجتياحه لبعض القرى الكردية أجَّل من عملية الاستفتاء، وفي نفس العام، تلقت قوات البيشمركة دعم لوجستيًّا وعسكريًّا للمساعدة في مواجهة "داعش".
أمَّا اليوم؛ وتحديدًا غدًا فقد بات الاستفتاء على انفصال إقليم كردستان عن العراق، بات حقيقة على أرض الواقع، وغدًا يُقام الاستفتاء، على الرغم من رفض حكومة بغداد، والأمم المتحدة، وأغلب الدول ذلك، ولكن يبقى السؤال.. من سيتحمل عواقب الاستفتاء؟.



