الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

جيهان جمال لـ"بوابة روزاليوسف": أكتب ما يجب أن نكون عليه ... و"أوبن داى" مغامرة أدبية جديدة

جيهان جمال لـبوابة
جيهان جمال لـ"بوابة روزاليوسف": أكتب ما يجب أن نكون عليه ...
حوار - محمد عبد الخالق

<< مصر تشهد حراكا ثقافيا واسعا بعد نزوح الإخوة العرب إليها

<< أسير مع أحداث أعمالي كما تريد شخوصها ولا أعلم متى ستتوقف ... أحيانا أبدء بالعمل على أنه قصة قصيرة ثم ينقلب رواية

<< حُسن شاه ونادية رشاد قدمتا إنتاجا مختلفا أنصف المرأة المقهورة

 

صنفها النقاد في البداية باعتبارها كاتبة متخصصة في "أدب المرأة" بشكل خاص، لما تمتاز به من التعبير بنعومة عن مشاعر المرأة .. قدمت رواية "وللبحر حكاياه"، ثم "زيارة السيد المرحوم"، وبعد روايتها الثالثة "مُضطر أحلم لوحدي" أكدت أنها قادرة على التعبير بنفس النعومة ليس عن المرأة فحسب، وإنما عن الإنسان بشكل عام، وما يعانيه على المستوى الشٓخصى والاجتماعى .. بعدما كتبت برؤيتها الفلسفية عن "الحلم" وإمكانية اقتسامه بين شخصين يحققاه معا.

 

"بوابة روزاليوسف" التقت بالكاتبة جيهان جمال ودار هذا الحوار:

 

- هل تكتبين الرواية بأفكار منفصلة أم هناك مشروع ما يربط بينها؟

أكتب الرواية بأفكار مُختلفة .. ومشروعي هو الإنسان ومايجب أن نكون عليه .. وهذا يتأتى مع الفكرة التى سأكتب عنها والتى ستكون جوهر الأحداث.

ثم يأتى دور الدخول فى تفاصيل الشخصيات .. حيث أسير مع الشخصية حسبما تريد هى ويريد أحساسي بها .. ثم أجدني بعد أن امتلكت مفاتيحها .. وهذا لا يأتى إلا من خلال سير الأحداث .. أتعايش معهم وكأنهم من دم ولحم مثلنا تماما.. ولهم ما لهم من إيجابيات .. وعليهم ما عليهم من سلبيات .. فتجد منهم من يضيئون الطريق فى وقت ما .. ومنهم من يستسلمون أحيانا للعتمة، ومنهم من يرفضون الوقوع فيقاومون ويقوموا من الكبوة ليبدؤا من جديد.

 

- عناوين رواياتك ومجموعاتك القصصية تحمل أفكارا فلسفية... هل تكتبين رواية اجتماعية واقعية أم يمكن وصف كتاباتك بأنها أدب المفروض أو ما يجب أن يكون؟

أكيد لا أستطيع أن أقيم نفسي .. أكتب أدب الواقع بإحساس الإنسان السوي .. وما أتمنى أن نصبح عليه من تسامح .. وإحساس بالآخر .. وعدم التخلى .. ولا أقصد إطلاقا هذه النزعة الفلسفية التى غالبا ما يصفونى بها .. وأحمد الله على هذا التصنيف الفلسفى لأعمالى من وجهة النظر الخاصة بالبعض .. واشكرهم عليها .. مع قناعاتى بان هذا الأنسان أمامه طريقين واحد للخير وآخر للشر .. وانه لو كان يملك اليقين والثقة الكاملة بالله أولا ثم بذاته ثانيا .. وليس لديه أٓى نقائص نفسية .. سيتخطى الكثير والكثير ، وسيحاول جاهدا قدر المستطاع ان ينتصر دائما لنفسه السوية .. وسيصير لديه إيمانه الحقيقي بما قدرته عليه الأيام .. و سيعترف بان هناك نتاج طبيعي لاختياراته الصائبة ، والخاسرة بتِلك الحياة .. وعليه أن يتحمل كُل ما اصابه سواء بيديه أو بفعل الآخرين ، ويختار أيهما يفضّل ان يكون .. كٓى يضع قدمه على أرض صلبة فيما بعد .. وكٓى يستطيع التعايش برضا .. لأجد بالنهاية انه رُبما بعد الأنصهار بتجارب الحياة حد الأحتراق لهذه النفس الرقيقة .. فعلا سيخرج هذا الأنسان سالم معافى .. بل و لديه قدر عظيم من الأدراك والسلام النفسي .

 

- "مُضطر أحلم لوحدى" هذا العنوان يحمل معنى فقد الأمل في وجود شريك للحلم ... ماذا أردت أن توصلي للقارئ؟

هذا يحدث بالفِعل سواء خذلنا أحدهم .. أو حتمت علينا الأقدار أن نعيش الحلم الذى نسعي جاهدين لتحققه وحدنا .. وهذا يحدث بالواقع .. وكذلك. ككل رواياتى عندما تدخل فى تفاصل الأحداث ستجد أن هناك شخصيات كان لديها أمل جديد فى أن يشاركها الحلم أحدهم، ونجحوا بالفِعل فى اقتسام الحلم .. أنا بطبيعتى شخصية متمسكة بالأمل .. فى كُل شيء.

 

- ما رأيك في المشهد الثقافي في مصر حاليا والمشهد الروائي تحديدا؟

أرى أنه يوجد حراك ثقافى مصرى بل وعربي مشترك ومتميز، خاصة بعد نزوح الأخوة العرب لمصر وهذا ليس بجديد على مصر .. وإن كان التمركز شديد الأن بمصر نتيجة الأحداث السياسية على الساحة العربية عموما .. وعلى الرغم من عدم قدرتى على المشاركات .. لكن هذا لا يمنع علمي بجُهد الكثيرين سواء فى دور النشر والمعارض الكثيرة التى يتواصلون فيها .. أو من خلال إقامتهم الندوات والصالونات الأدبية وهذا من خلال دعواتهم الكريمة التى أتلقاها .. ومن هنا أعلم انه يوجد فعلا حراك ثقافى واسع ورصين .. ولهم منى جميعا كُل تحية وتقدير لأنى أعلم جهدهم فى أستمرار الحركة الثقافية .

 

أما المشهد الروائي تحديدا فأنا مندهشة من الشكوى العامة من عدم وجود ورق جيد لتقديم الأعمال .. الحقيقة هو عدم وجود باحثين عن الكُتاب الجدد.

 

 

 

- متى وكيف تقررين أن هذا العمل سيكون رواية وهذا سيكون قصة قصيرة؟

لا أقرر شيئا، أتعامل مع العمل الأدبي أو الحدوته على حسب إحساسي بالشخصيات وما ترغب فيه تِلْك الشخصيات .. أذهب معها وقد لا أدرك إلى أين ستسير الأحداث بها .. أو متى ستتوقف .. لأكتشف أنه أحيانا أبدء بالعمل على أنه قصة قصيرة ثم ينقلب رواية وبالحقيقة ان مجمل أعمالى حتى التى بداخل المجموعة القصصية الجديدة أستطيع ان اجزم انها تصلح روايات . . اعتبر نفسي من الكتاب الذين لايقيدون أو يصنفون .

 

- توصفي دائما بأنك من كاتبات "أدب المرأة" ما رأيك في هذا التقسيم القائم على النوع؟

بالبدايات صنفونى على أنى أكتب أدب المرأة بشكل خاص معتبرين أننى أجيد التعبير بنعومة عن مشاعر المرأة .. لكنى بعد الرواية الثالثة تأكدت من أنى أعبر عن الأنسان ومايعانيه على المستوى الشٓخصى ، والأجتماعى .. وهذا هو مبدئي بالحياة فالأنسان معرض للمعاناة وان يرتكب الأخر فى حقه الكثير من الحماقات .. أو يتسبب فى ظلمه أو الضغط عليه أحدهم سواء كان الظالم رجل والمظلوم أمرأة .. أو العكس .. وليس شرطا ان تكون تِلْك العلاقات المتشابكة آخذة على طول خط الحياة الشكل الخاص وعلاقات الحُب مابين رجل وامرأة .. فٓنحن نعيش فى مجتمع طويل عريض به كافة الشرائح وكافة الأعمار للأنسان بصفة عامة .. اعترف بأنى تعلمت ان قاعدة الظالم والمظلوم أكبر بكثير من أن نختزلها فى العلاقة بين رجل، وأمرأة ... وأن كان هذا لاينفي أنه يوجد بالفِعل ظلم كبير يقع على المرأة.

 

- تكتبين الرواية والقصة القصيرة ... إلى أي الفنين تميلين أكثر؟

أميل للعملين .. الروائى .. والقصة القصيرة.

 

 

 

- متى وكيف تقررين أن هذا العمل سيكون رواية وهذا سيكون قصة قصيرة؟

انا لا أقرر شيء أتعامل مع العمل الأدبي أو الحدوته على حسب أحساسي بالشخصيات وماترغب بسير الأحداث بها .. فا احيانا أبدء بالعمل على انه قصة قصيرة لأكتشف انه ينقلب رواية وبالحقيقة ان مجمل أعمالى حتى التى بداخل المجموعة القصصية الجديدة أستطيع ان اجزم انها تصلح روايات . .

 

- توصفي دائما بأنك من كاتبات "أدب المرأة" ما رأيك في هذا التقسيم القائم على النوع؟

كما ذكرت ببداية الحديث انا أكتب عن الإنسان .. ويُشرفنى طبعا أن أكون ضمن هذه الكوكبة الرائعة لأدب المرأة .. لكن بالأكيد أفضل ألا يصنف الكاتب أو يقيد وهذا هو من وجهة نظرى المتواضعة مكنون الإبداع الحقيقي، فٓنحن جميعا بشر ولسنا ملائكة .. نخطيء ونصيب سواء كنّا رجلا أو امرأة.

 

- هل تعتقدين أن ما عرف بـ"النسوية" استطاع فعلا التميز وتقديم إنتاج مختلف؟

أعمال نادرة جداً .. منها على سبيل المثال لا الحصر " أريد حلا " للراحلة العظيمة حُسن شاه رحمة الله عليها .. و"آسفة أرفض الطلاق" للرائعة نادية رشاد، متعها الله بالصحة والعافية .. قدما إنتاجا مختلفا أنصف المرأة المقهورة .. وفٓعٓل قوانين لصالح المرأة .. لكن للأسف استغلت بعض النساء هذه القوانين المنصفة أسوأ استغلال .. فانهارت أسر وضاع الأولاد.

 

 

- هل قضايا المرأة تختلف وتنفصل عن باقي المجتمع بشكل يجعل هناك "أدب نسوي" مستقل؟

أعتقد لا مانع من وجود كاتبات تتخصص فى مثل هذه الأمور لكن من منهن ستستطيع الإنصاف فى زمننا هذا .. صدقنى حدثت فجوة غير عادية بالمجتمع .. وشرخ كبير بمعظم البيوت نتاج الجهل .. وعدم الوعى قديما .. وعدم فهم الرجُل الشرقى لتركيبة المرأة .. فتعامل مع هذا الكائن الرقيق بمُنتهى العنف والسلطوية غير المبررة .. مما نتج عنه أُسر كثيرة تتخندق على الجانب الآخر .. مع وجود كمية لا بأس بها من الأمهات المتشنجات .. وكأن الحياة صارت معركة بين معظم الأُسر .. مما أدى بالآخير ايضا للوصول لنفس النتيجة .. آلا وهى عدم الأنصاف، فما تلمحه من فترات ليست بالقريبة ولا بالبعيدة هو مدى رغبة كُل طرف فى أظهار عضلاته على الأخر على الرغم من بساطة الحياة وحلاوة الشعور بالتعايش بسلام .

لذا أفضل الأدب الذى يٓدق على حكايات كُل باب.

 

- حدثينا عن مشاريعك الأدبية الجديدة

انتهيت مؤخرا من مجموعتي القصصية الجديدة "أوبن داي"، وتضم سبع قصص قصيرة بعناوين: "أيام روح"، و"هاوية الوجع"، و"مواطن درجة تانية"، و"براح عينيكى"، و"خدعوك فقالوا"، و"أوبن داى"، و"لا تنزوى".

وهى تحت الطبع بدار نشر "النخبة" في ثاني تعاون لي معها، بعد رواية "زيارة السيد المرحوم" التي تشارك في معرضي كتاب "الجزائر" والشارقة".

تم نسخ الرابط