لبنان مهدد بالعودة للفراغ
كتب - مصطفى سيف
خبراء لـ"بوابة روزاليوسف": "الوضع مُبهم"
أجمع عدد من الخبراء على أن لبنان يواجه مصيرا مجهولا، ولا يمكن لأي شخص التكهن بمستقبل هذا البلد، بعد استقالة رئيس الوزراء سعد الحريري.
وأوضح الخبراء، أن الوضع الحالي في لبنان، قد يعود به إلى حالة الفراغ الرئاسي التي شهدتها البلاد لمدة ثلاث سنوات متتالية قبل التوصل لاتفاق بين الأوساط السياسية اللبنانية على تولى ميشيل عون رئاسة البلاد.
فيما تباينت آراء الخبراء حول إمكانية استغلال إسرائيل للموقف وتوجيه ضربة عسكرية لـ"حزب الله" بجنوب لبنان.
العميد مصطفى حمدان، أمين الهيئة القيادية في حركة "المرابطون" اللبنانية، قال: إن لبنان يمر اليوم بأزمة وطنية، ولعلّها المرة الأولى التي يمر بها اللبنانيون عبر تاريخهم.
وأكَّد في "حمدان" في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" أن هناك خللا في الوطن اللبناني من الناحية الشرعية والدستورية، مشيرًا إلى أن الوضع الحالي لا يمكن وصفه بالفراغ، من الناحية الدستورية.
وتابع: "استقالة الرئيس الحريري لا شك أنّها كانت مفصلا فيما يتعلق بالواقع اللبناني، وما قبل استقالة الحريري يختلف تمامًا عمّا بعد استقالته، ولا يستطيع اليوم أن أي رسمي لبناني أن يعطي الأبعاد والتداعيات الموضوعية لما ستؤدي هذه الاستقالة في لبنان".
وأوضح أن استقالة الحريري من السعودية تفتح مرحلة جديدة في لبنان، إلا أنَّ المنتظر من هذه الاستقالة غير واضح للمتابعين حتى اليوم"، آملًا أن تكون هذه الاستقالة موضع تجمع ولم شمل وطني.
وعبَّر "حمدان" عن أمله في ألا تستخدم هذه الاستقالة لهز الاستقرار والأمن والسلام في لبنان أو حتى تهديد الواقع الاقتصادي الذي نعتبره حتى الآن مستقرًا، رغم الصعوبات الاجتماعية والاقتصادية التي يعيشها لبنان.
وأضاف: "ما أسموه بالربيع العربي عرّض المنطقة العربية للكثير من التدخلات في الساحة خاصة بعد تراجع دور الجامعة العربية وحاول هؤلاء (الحمامدة القطريون) أن يجعلوها أداة من أدوات تنفيذهم مشاريعهم ومشاريع عصابات الإخوان المتأسلمين في السيطرة على الواقع العربي من خلال إدخال العامل الإيراني والتركي إلى الساحة العربية".
وأعرب "حمدان" عن أمله أن تصبح الرؤية الاستراتيجية للرئيس عبد الفتاح السيسي خارطة طريق لكل العرب لاستعادة الاستقرار وتأمين سيادة الأقطار العربية.
وشدد على أن إسرائيل غير قادرة في واقعه الحالي، على الرغم من قوته العسكرية لاستغلال حالة الفراغ الذي يعيشه لبنان.
وبيّن أن استقالة الحريري غير مفهومة حتى الآن ومبهمة تمامًا، مشددًا على أن الجميع ينتظر عودة "الحريري" للبنان لتوضيح أسباب استقالته.
وأكد معتز أبورحاب، الباحث في الشأن اللبناني، أنَّه لا يوجد فراغ في لبنان إلى الآن، بالرغم من غياب رئيس الحكومة الذى استقال فى ظروف غامضة؛ مشيرًا إلى أن الحكومة تُسيَّر الأعمال بشكل طبيعي خاصة في وجود شخصية بحجم وحضور وقوة العماد عون فى قصر بعبدا ضمانة لبنانية قادرة على ملئ أي فراغ في السلطة، بالإضافة لحكمة وقوة رئيس مجلس النواب نبيه بري.
وشدد "أبو رحاب" في تصريحات خاصة لـ"بوابة روزاليوسف" على أن فكرة العدوان الإسرائيلي في الوقت الراهن على جنوب لبنان فكرة مستبعدة على الأقل فى المستقبل القريب.
وكشف عن أن السعودية قد تلجأ إلى مزيد من الضغط بهدف إرباك الجبهة الداخلية في لبنان وإجبار حزب الله على سحب عناصره من سوريا.
وأضاف: "أمَّا عن استقالة الحريري من السعودية لا بد من مقاربتها من جانبين؛ المقاربة الأولى هى الإصرار السعودي على المواجهة غير المباشرة مع إيران" مشيرًا إلى أن الاستقالة خلقت نوع من الوحدة في لبنان.
وتابع: "المقاربة الأخرى وهى التى تحدثت عنها مصادر إعلامية وشخصيات لبنانية عن تورط الحريري في قضايا فساد مالي في العربية السعودية وأن هذا هو السبب الرئيسي وراء تواجده في السعودية".
وأكَّد "أبو رحاب" أن عودة سعد الحريري إلى لبنان هى الخطوة الأهم لتحقيق الاستقرار في لبنان، ومن ثَمَّ توضيح كل الملابسات التي أحاطت إعلانه الاستقالة من بيروت.