"المرأة الشيطانة" خافت من "الفضيحة" فحرضت زوجها على قتل "عشيقها"
كتب - أحمد علاء الدين
عقارب الساعة تشير للثانية صباحا، حالة من السكون والهدوء تسيطر على المنزل الكائن بمنطقة حدائق القبة، ليصعد على السلم العشيق أحمد وفي انتظاره الزوجة الخائنة، التي سلّمت نفسها للشيطان، فزوجها المسكين خارج المنزل يعمل ليل نهار كالثور المعلق في الساقية من أجل تلبية كل طلباتها المادية دون أن يفطن إلى أن طلباتها واحتياجاتها الجسدية أهم بكثير من أي احتياجات أخرى، ظنا منه أنها السيدة المناسبة التي تحافظ على عرضه وشرفه، حتى استيقظ طفلهما في تلك الليلة المشؤومة ليجد أمه غارقة في بحر المتعة، مع جارهم الذي أحبته وسلمته نفسها داخل منزل زوجها.
لم يمتلك الطفل أعصابه من هول ما رأى، فأمه السيدة الشريفة في أحضان جارهم، حتى ارتفع صوتهم، وقام العشيق بالتعدي عليها بالضرب، فأخبرها بأنه سيبلغ والده بما رأى، استشاط غضب الزوجة وخشيت من الفضيحة، "جوزي هيقلتني أمشي دلوقتي وسيبني أفكر في المصيبة دي"، هكذا قالت حنان الزوجة الخائنة لعشيقها.
الزوج المخدوع يصدق زوجته
لم تجد الزوجة الخائنة طريقة للتخلص من الفضيحة سوى قتل عشيقها، ظلت حنان تفكر ماذا تقول لزوجها، حتى ألهمها الشيطان فكرة شيطانية، "الحقني يا زوجي أحمد جارنا حاول التعدي علي جنسيا في غيابك"، ليصرخ زوجها قائلا: كيف تم ذلك، أقنعت الزوجة اللعوب زوجها بأنها ضحية ولا بد من أخذ حقها، استشاط غضب الزوج فكل شيء في الحياة قابل للاحتمال والصبر إلا الشرف والعرض، فيمكن للإنسان أن يجوع ويعطش، يعاني ويمرض، قد تجور عليه الدنيا وتضيق الأرزاق ولا يجد ما يستر به جسده، وربما يضطر إلى أن يأكل أوراق الشجر أو أن ينام في العراء، لكنه لا يمكن أن يفكر لحظة في أن يتهاون في حق شرف زوجته.
جريمة قتل بدافع الدفاع الشرف
لم يكن يتخيل الزوج المخدوع، أنه سيقع في فخ نصبته له كذبا، لم يدر في باله أنه سوف يتورط في جريمة بطلتها زوجة خائنة باعت نفسها بثمن بخس لعشيقها، الذي ظل يعزف على أوتار قلبها، حتى أوقعها في طريق الرذيلة.
عزم الزوج المخدوع على الانتقام لشرف زوجته، واستعان بأحد أقاربه، وتوجها لمحل إقامة المجني عليه، وتعديا عليه بسلاح أبيض "سكين" وبمقص حديد، محدثين إصابته التي أنهت حياته.
وبعد أن قام بجريمة القتل اكتشف من خلال تحريات المباحث أن زوجته كانت تخدعه وتربطها بعلاقة عاطفية مع القتيل، وأنه وقع ضحيتها حتى تنتقم من العشيق، وانهار في بكاء عميق واستشاط غضبا وحاول الانتقام من زوجته إلا أن رجال المباحث حالت بينهما.
كشف المستور
كان قسم شرطة حدائق القبة، قد تلقى بلاغًا بوقوع مشاجرة ووجود متوفى بشارع سكة الوايلي، وحدد الأمن أطراف الواقعة، وهم "أحمد م" حارس عقار، توفي متأثراً بإصابات طعنية وجروح بالصدر والكتف، وطرف ثان "محمود ن" حارس عقار، و"نصار ص"، مزارع.
وبحسب التحريات، فإن القتيل ارتبط بعلاقة غير شرعية مع زوجة القاتل، وفي آخر لقاء بينهما، وأثناء إنهاء العلاقة تعدى "العشيق" عليها بالضرب، فرآها ابنها، فأخبرها بأنه سيبلغ والده بواقعة التعدي.
ولخوف الزوجة وتدعى "حنان" من افتضاح أمرها، ادَّعت أمام زوجها أن المجني عليه تعدى عليها جنسيًا، فاستشاط غضبًا وعزم على التخلص منه انتقاما لشرفه، واستعان بأحد أقاربه "المتهم الثاني"، وتوجها لمحل إقامة المجني عليه، وتعديا عليه بسلاح أبيض "سكين" وبمقص حديد، محدثين إصابته التي أنهت حياته.
أمر اللواء محمد منصور مدير مباحث القاهرة بسرعة ضبط المتهمين، وألقت الأجهزة الأمنية القبض على الزوج وزوجته وشريكهما، والأسلحة البيضاء التي استخدمت في الواقعة.
وأمام العميد محمود أبو عمرة نائب مدير المباحث، اعترفا بارتكاب الواقعة.
تحرر محضر بالواقعة، وأمر اللواء خالد عبد العال مساعد وزير الداخلية لأمن القاهرة، بإحالته إلى النيابة العامة التي تولت التحقيقات.



