عزائمهن كعزائم الرجال.. سيدات امتهنّ صناعة وبيع الخبز على الطريق الزراعي
البحيرة - محمد البربرى
على قارعة الطريق، جلسن ملتحفات برد الشتاء، متدثرات بقوة الحاجة عزائمهن صارات كعزائم الرجال، لا يؤنسهن إلا نيران الفرن التي يوقدنها لينتجن خبزا يبيعنه لعابري الطريق، هن سيدات مصريات كادحات يعملن من أجل لقمة العيش يمتهنّ مهنة تجهيز الخبز المنزلي، ولكن ونحن مقبلون على عام 2018 ليس فى المنزل بل فى عشش من البوص المجدول وألاكشاك أو الخلاء الطلق تحت حرارة الشمس وأمطار الشتاء على الطريق الزراعى اتجاه "القاهرة / الإسكندرية" وبمذاق وطعم خاص، حيث إنه يصنع من الدقيق الخليط بالسمن والحليب وبعض من السكر بمهارة "ست البيت"، فضلا عن نكهته وجودته العالية وأيضا الفطير المشلتت الطازج والذي تشتم رائحته الزكية أثناء مرورك على الطريق، ويتخذن من إنتاجه نشاطا تجاريا يكتسبن منه قوت يومهن، حيث يأتين من القرى بحثا عن عمل شريف باليومية التى تتراوح ما بين 60 و80 جنيها فى اليوم، لينفقن على أسرهن فأغلبهن أرامل ليس لديهن من يعول أبناءهن.
العمالة والأجور وكيفية بيع هذا الخبز للمسافرين
ونظرا إلى جودته وحلاوة مذاقه ، بدأ سكان المدن والماره على الطريق في الاقبال على شرائه من السيدات الريفيات بسعر يتراوح ما بين 13 إلى 15 جنيها للكيلو الواحد.
فهو من حيث السعر أو الجهد أرخص للمستهلك ، كما أن جودته أعلى ومذاقه أحلى ، فهى صناعة لا تحتاج إلى إمكانيات ضخمة أو تكاليف عالية بل إنه مشروع كل ما يحتاجه مهارة "ست البيت الشاطرة" الريفية التى تجيد صناعة الخبز وهذا ما أكده لنا الحاج كامل فتحى أبو زهرة المقيم بمركز كفر الدوار ، صاحب مشروع الخبز المنزلي مضيفا إنه لديه 7 عاملات ريفيات بأجور تتراوح مابين 80 و100 جنية لأفتا إلى إنه يشترى شيكارة الدقيق بـ250 جنيها ويبيع كيلو الخبز "قرص" بـ 15 جنيها والرقاق بـ 20 جنيها فهو مستأجر لمكان بجوار الطريق الزراعى بـ1500جنيها شهريا وفرن غاز وعجانة وبعض مستلزمات الانتاج البسيطة، ويطالب الحاج كامل المهندسة نادية عبده محافظ البحيرة بمنحهم رخص مزاولة المهنة وتقنين أوضاعهم حتى لا يتعرضون للإزالة اليومية وتشريد أسرهم.
طريقة صناعة الخبز المنزلي
التقت عدسة "روزاليوسف" بالسيدات الريفيات وقد جلسن أمام الأفران على الطريق الزراعى بمنطقة كفر الدوار لصنع وتجهيز العيش "الخبز" المنزلى ليكتسبن قوت يومهن وينفقن على أبنائهن.
و تقول الحاجة صباح عطيه 53 سنة المقيمة بمنطقة الملاحة أحدى العاملات: العيش الذي نصنعه يختلف كثيرًا عن الخبز الذي يباع في "المخابز" فنحن نعرف الطريقة والمقادير التي نخبز بها ، كما أننا واثقون من نظافته على عكس خبز "المخبز التجاري" مؤكده على وقوع ضرر الإزالة المستمر قائله : "اليوم الا الإشغالات تيجى فيه بنروح من غير يومية" وانا يشتغل عشان أنفق على بناتى مش عايزة الإزالة تشيلنا كل يوم نشتغل ايه ونصرف على عيالنا ارحمونا من الإشغالات.
صناعة الخبز من المشروعات الصغيرة التي تُدر ربحا
أما الشاب محمد احمد 29 سنة من قرية أبو زهرة اعتبر مشروع صنع وبيع الخبز المنزلى من أحسن المشاريع الصغيرة التى تدُير ربح وتُغنى عن السؤال فهو يعمل باليومية بـ100 جنيه من السابعة صباحا حتى السابعة مساءا ، مطالبا المسئولين بتقنين أوضاعهم ، وأعطائهم شهادات لمزاولة المهنة فى ظل عدم وجود وظائف حكومية وكثرة البطالة، مضيفا أن الخبز من أساسيات مائدة الطعام فإن الطلب عليه لن يتوقف أبدا.
أما أم محمد 45 سنة مقيمة بقرية كوم الفرج التابعة لمركز أبو المطامير ، تشرح طريقة صنع الخبز فتقول: فى البداية يتم تحويل الدقيق إلى عجين عن طريق خلطه بالماء و القليل من الملح واللبن الحليب والسمن الخميرة و الإنتظار حتى يكون جاهزا للطهو التي تتم في فرن غالبا ما يكون فرن غاز بعد تقلص الأفران البلدية اليدوية ، وتضيف أم محمد أن للخبز المنزلي قيمة للتفوق بها على المخابز التجارية وهي مهارة التصنيع التى تميز الخبز ليصبح أفضل من المخابز الذي يتم صنعه بكمية كثيرة و بالتالي فإن جودته غالبا ما تكون أقل فى الجودة.



