نشاط فلسطيني بعد الفيتو الأمريكي في مجلس الأمن
كتب - مصطفى سيف
ينشط الرئيس الفلسطيني، محمود عباس "أبو مازن" على صعيد التحركات التي يجريها لوقف قرار الرئيس الأمريكي، دونالد ترامب، باعتبار القدس المحتلة عاصمة للكيان الصهيوني.
ويزور "أبو مازن" فرنسا والسعودية، في جولة تتزامن مع جولة العاهل الأردني، الملك عبد الله الثاني، للفاتيكان وفرنسا، ويبرز من خلال الزيارتين، ملف القدس.
وقدّمت فرنسا في 2015 مبادرة سلام؛ رفضها الكيان الصهيوني بزعم أنَّ بنودها مجحفة للإسرائيليين الذين يعتبرون القدس المحتلة عاصمة لهم.
وادّعى "نتنياهو"، رئيس وزراء الاحتلال الإسرائيلي، أنَّه هذه المبادرة تمثل فرض إملاءات دولية على "إسرائيل"، مشيرًا إلى أن المقترحات الدولية المطروحة لا تلبي احتياجات الكيان الصهيوني الأمنية.
وفي 2004 قدّمت السعودية تحت قيادة الملك عبد الله بن عبد العزيز مبادرة سلام؛ إلا أنَّها رُفضت أيضًا من قِبل الكيان الصهيوني.
وتنشط الدبلوماسية الفلسطينية والأردنية والمصرية بشكل لافت منذ إعلان ترامب في 6 ديسمبر الجاري عن قراره المدوي باعتبار القدس عاصمة للكيان الصهيوني.
وزعمت مندوبة الولايات المتحدة في الأمم المتحدة، نيكي هايلي، إن مشروع القرار المصري، الذي أيدته معظم الدول الغربية ومن بينها فرنسا، "لا يخدم عملية السلام".
وقال وزير الخارجية الفلسطيني رياض المالكي، إن هايلي تعتبر "استعمالها لهذا الامتياز الحصري بالفيتو مصدر فخر وقوة، سوف نظهر لها ونؤكد أن هذا الموقف الذي تؤكد هي عليه هو موقف فردي انعزالي ومرفوض دوليًّا".
وتتزامن جولتا الملك عبدالله والرئيس عباس مع زيارة لوفد فلسطيني منتدب عن الأخير، إلى كل من روسيا والصين، ستركز على تشجيع القوتين على لعب دور متقدم في عملية السلام.
وأوضح وزير الخارجية السعودي "لم يتضح بعد هل ستكون مقترحات الإدارة مقبولة للطرفين لأنني لا أعتقد أن الخطة التي تعمل عليها الولايات المتحدة اكتملت بعد".
ويرجح مراقبون أن يطرح الرئيس الفلسطيني هذه المسألة على القيادة السعودية ممثلة في العاهل السعودي الملك سلمان بن عبدالعزيز وولي عهده الأمير محمد بن سلمان.
وقال بسام الآغا، سفير فلسطين في الرياض إن الزيارة تأتي بهدف "التنسيق الدائم ما بين الرئيس الفلسطيني والعاهل السعودي"، وأضاف أنه على جدول الأعمال، بحث الإعلان الأمريكي الأخير بشأن القدس.
وندد الملك سلمان بن عبدالعزيز، الأربعاء الماضي، بقرار ترامب، مشددًا على أن بلاده مع دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية.
ويرى مراقبون أن السعودية قد تلعب دورًا رئيسيًّا في إقناع "ترامب" بتعديل موقفها لجهة إعلان القدس الشرقية عاصمة لدولة فلسطين المستقبلية.
ويقول هؤلاء إنه سيكون من المفيد جدا أن يبحث الفلسطينيون عن شركاء لدفع عملية التسوية، ولكنه ليس باستطاعتهم إنهاء الدور الأمريكي الذي يستمد مشروعيته في قدرته على التأثير على الجانب الإسرائيلي.



