الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

نقاد: "سابع جار" فضح المجتمع.. جماهير: العمل صدمنا

نقاد: سابع جار فضح
نقاد: "سابع جار" فضح المجتمع.. جماهير: العمل صدمنا
كتبت - هبة جلال

ماجدة خير الله: "سابع جار" خطيئة أن تكون مختلفًا في مجتمع يقدس الثوابت

رامي عبد الرازق: "سابع جار" قدم شريحة من المجتمع المصري في 2017.. والحكم عليه أخلاقيا لا يجوز

طارق الشناوي: توارثنا دراما عجوزًا تتبنى فكرة الأعمال الدرامية المعقمة

بمجرد كشفه الغطاء عن بعض الممارسات التي يرفضها المجتمع، انقسم المجتمع إلى قسمين متصارعين، أحدهما يعلن ضرورة تشجيع هذا الاتجاه لكشف عيوبنا وعلاجها، والآخر لجأ لتكنيك "دفن الرأس في الرمال"، والإنكار التام لأي سلبية يتم الإشارة إليها في المجتمع، بل وإرهاب مخالفيهم ورميهم باتهامات إفساد الأخلاق وهدم القيم ونشر الرذيلة، هذا تحديدا ما يمكن أن نصف به رد الفعل الغاضب الذي انفجر في وجه مسلسل "سابع جار".

"بوابة روز اليوسف" استطلعت آراء النقاد وبعض الجماهير حول هذا العمل الذي خلق حالة كبيرة من الجدل في المجتمع المصري على جميع وسائل الإعلام.

 

النقاد يرفضون دفن الرؤوس في الرمال:

قالت الناقدة ماجدة خير الله أن "سابع جار" خطيئة أن تكون مختلفًا في مجتمع يقدس الثوابت ويحاكم شخصيات الأعمال الفنية محاكمات أخلاقية و"ناقص شوية" ويحكم بالإعدام على الممثل الذي يلعب دور قاتل أو إرهابي في مسلسل تليفزيوني أو فيلم سينمائي، أو يطالب بجلد من تقدم شخصية فتاة متحررة.

كما يغض بصره عما يحدث في الحياة الواقعية من فساد وتحرش واغتصاب وزنى محارم وانهيار في نظام التعليم وخلل في منظومة العدلة وغيرها من كوارث إنسانية حقيقة.

وأشارت خير الله إلى أن الميزة الأكثر وضوحا بالعمل هي تقديمه نماذج متنوعة للمرأة صاحبة الإرادة، وكل هذه النماذج متواجدة في حياتنا الواقعية، ورغم تعددها واختلافها إلا أنهن جميعا تجمعهن صفة إيجابية وهي القدرة على الاختيار وتحمل تبعات هذا الاختيار بشجاعة.

ومن حيث المضمون والشكل الذي قدمه "سابع جار" قالت: شكلًا اختار فريق العمل المكون من ثلاث مخرجات شابات، أسلوبًا أقرب إلى الواقع اليومي للعائلة المصرية المتوسطة، والحوار ممتع وبسيط وحقيقي وكأنه معجون على شفاه الشخصيات وليس كلاما مكتوبا في سكريبت.

فكل شخصية تتحدث بطريقتها وفق منطقها ومستواها الثقافي، وهناك رفض تام لتقديم الأنماط التقليدية سابقة التجهيز، بالإضافة لأهم ميزة في المسلسل، وهي أنه لا يحاكم شخصياته ولا يدينها ولا يقسمها إلى شخصيات طيبة سلوكها منضبط وأخرى شريرة منحرفة السلوك، وعلى هذا فهو لا يعاقب من أخطأ ولا يحتفي بالملتزم أخلاقيًا.

وعن ديكورات العمل أكدت مناسبتها وملاءمتها لمستوى كل أسرة على حدة، ومن قال إن المسلسل يفتقد المستوى الفني، وأن حركة الكاميرا كسولة عليه أن يتابع بدقة ما يحدث في مقدمة أي كادر والحركة في عمقه، والمشاهد كثيرة ومتنوعة والنقلات بينها سلسة لا تحتمل لحظات الملل رغم عدم اعتماد الأحداث على دراما الصدمات أو الصراعات العنيفة.

واختتمت حديثها بأن العمل مختلف وحقق نجاحًا ملحوظًا وانقسم الرأي حوله بين مشجع ومعارض وهو أمر حيوي يعتبر ميزة إيجابية للمسلسل، كما أشادت باختيار أغنية تترات المقدمة والاعتماد فيها على التوزيع العصري لأغنية "من حبي فيك يا جاري" التي قدمتها في الخمسينيات المطربة حورية حسن.

وأكد الناقد رامي عبد الرازق أن مسلسل "سابع جار" به عرض جيد لكثير من النماذج الدرامية الجديدة التي كانت الدراما مسبقا تقدمها على استحياء وتتعامل معها من الجانب الأخلاقي، كما قدم لأول مرة أشخاصًا يعيشون حياتهم بطريقة معينة ولا يصدر حكم عليهم من الجانب الأخلاقي أو الاجتماعي، لأنهم موجودون وبكثرة في المجتمع، والعمل تناول شريحة متواجدة في المجتمع المصري في عام2017.

وأشار عبد الرازق إلى أن الحكم على العمل من الجانب الأخلاقي سيئ ولا يجوز والجدل الذي أثير حوله يدل على ازدواجية المصريين، وفكرة أن الدراما يجب أن تقدم الإيجابيات فقط خاطئة، فالدراما تتلمس ما يوجد في واقع حياتنا اليومية وتعيد إنتاجه فنيا.

بينما قال الناقد طارق الشناوي أننا أصبحنا نحكم على الأمور الدرامية بأحكام أخلاقية مباشرة جدا، لدرجة أن أحكام النقاد تجاوزت الفن إلى الأخلاق، وهذا سبب المعاناة التي يعاني منها الفن حاليا.

وأضاف الشناوي: "سابع جار" لا يقول إن المصريين جميعهم يمارسون هذه العلاقات، لكن من المؤكد أنها متواجدة داخل الأسر المصرية بنسبة ما، لكننا توارثنا دراما عجوزًا تتبنى فكرة أن العمل الدرامي عمل معقم خالٍ من أي شيء يمس أو يقترب من الثوابت أو ما نعتبره ثوابت في العائلة، على الرغم من حدوث تغيير نوعي في العلاقات الاجتماعية نراه وندركه جميعا.

 

مشاهدون: العمل جذبنا ونشعر بفراغ بعد انتهائه

اتفق عدد من المشاهدين على أن فكرة العمل الجديدة جذبتهم، وأنه ترك فراغا كبيرا في يومهم بعد انتهاء الجزء الأول منه، وقدم له نموذج الفتاة الملتزمة دون مزايدة أو مبالغة، فشعروا بأنهم يرون أنفسهم في شخصية "دعاء"، ورغم معرفتهم بوجود مثل هذه العلاقات التي عرضها العمل، فإنها صدمتهم.

 

تم نسخ الرابط