الأحد 21 ديسمبر 2025
رئيس مجلس الإدارة
هبة صادق
رئيس التحرير
أحمد إمبابي

"روزا" من 80 سنة ... متى يكون الزواج جريمة

روزا من 80 سنة ...
"روزا" من 80 سنة ... متى يكون الزواج جريمة
كتب - محمد عبد الخالق

من أول يوم، وتشهد على ذلك  أعدادها الأولى، مثلما كان انحياز "روزاليوسف" للحرية واضحا، كان انتصارها دائما لإعلاء قيمة العلم والتقدم، وفي الوقت الذي كانت فيه الخرافة تقود اجتماعيا، والوصفات البلدية تتحدى الطب وترفض الاعتراف به شعبيا، فتحت "روزا" صفحاتها لإعلان أقل ما يوصف به إنه "غريب" في حينه، إعلان سبق عصره في مصر بعشرات السنين.

حملت الصفحة الأخيرة من العدد رقم "203" لمجلة "روزاليوسف" الصادر بتاريخ 4 يناير 1932، إعلانا احتل ربع صفحة تقريبا، بعنوان: "متى يكون الزواج جريمة" إعلان عن كتاب يحمل عنوان "الإنسان الكامل" يتحدث عن تحسين الصحة وتقوية الجسم وعلاج العلل المزمنة والعيوب الجسمانية بالطرق الطبيعية"، فقط عليك أن تقوم بقص "كوبون" موجود بالإعلان وملء بياناته وإرساله بالبريد على (محمد فائق الجوهري 16 شارع شيبان شبرا بمصر) حتى تحصل على نسخة مجانية من الكتاب يصلك بالبريد.

اللافت للانتباه والمثير للدهشة حقا هو ذلك المدخل الذي اختاره المعلن، وهو الحديث عن الزواج وأهمية أن تكون صحيحا جسديا وصحيا حتى ترزق بأطفال أصحاء يحملون جينات سليمة.

هذه الأفكار لم يكن أحد يلتفت إليها في ذلك الزمن، باستثناء شريحة نادرة من المثقفين المتأثرين بقوانين الوراثة، وبأفكار الفيلسوف الألماني "فريدريك نيتشة" عن الإنسان الأعلى (Superman)، فلك أن تتخيل شخصا يقول عام 1932: إن من يتزوج وهو ضعيف الجسم أو مصاب بأي مرض مزمن أو عيب جسماني فهو يرتكب في حق زوجته وفي حق أطفاله أشنع جريمة يمكن أن يرتكبها مخلوق، لأنه لا يمكن أن يأتي بالأبناء الأقوياء الأصحاء الجميلين الذين تتوق إليهم كل امرأة. بل بأبناء ضعاف معلولين ناقصي الأجسام والعقول، ذلك هو قانون الوراثة الذي لا يمكن تخطيه".

 ثم يذهب الإعلان لمخاطبة ضمير الرجل تحت عنوان ببنط كبير (لا تخدع فتاتك) قائلا: "إذا كانت هناك فتاة طاهرة جميلة تصبو إلى الزواج منها فلا تخدعها، إنها تعتقد أنك رجل كامل الجسم والعقل، فلا تتقدم إليها وأنت صورة مشوهة من الرجل، بل كمل جسمك أولا، حتى تستطيع أن تحقق لها السعادة، وحتى تأتي لها بالأطفال الذين تفخر هي بهم ويفخرون هم بالجسم الذي ورثوه عنك".

 

تم نسخ الرابط